ثقافة و فن

قراءة في فلم Mami Watta للمخرج السينغالي Christian Thiam.

د.احمد كوال

يبدأ الفلم بلقطة في حجرة نوم يضيئها ضوء خافت يشبه ضوء فانوس داليا وعشيقها يتبادلان القبل ويداعبا بعضهما البعض ببراءة طفولية ،تنم عن عشق متبادل وفطري وكأن شيئا سيقع ينهي هذه العلاقة وينذر بأن فرحتهما الراهنة ستتحول الى مأساة ، ألا يدريان أن منافس شرس ومحتال يحاول أن يظفر بمحبوبته Delia ومن غريب الصدف أنه صديق له حيث سيستغل حاجته لتعبئة بطارية الكهرباء وذلك بحثه على أن يركب البحر لصيد السمك ،وبيعه .

صديق Delia شخصية بريئة7وساذجة همه الوحيد أن يفوز بلحظات وصل بDelia التي لا تحب سواه ،في حين يبرز مخرج الفلم شخصية تكاد تكون نقيض صديق Delia فهو يتحين الفرصة للانتقام من صديقه وتصفيته جسديا .تتوتاى أحداث الفلم تعكس صراع درامي يبرزه المخرج في مشاهد ولقطات وحركات الشخصيات الرئيسة التلاث يفضي الى ابراز الصديق المحتال في لقطة وهو يعود من رحلة الصيد وحيدا دوم صديقه زاعما انه غرق في البحر حاملا معه فقط لباس الصيد كاتما الحقيقة في هذه اللحظة يفسح المخرج المجال لDelia وصديقتها صاحبة مقهى صغير في الحي ،هذه الشخصية متمردة على الافكار الدينية التي يسوقها رجال الدين فهي دائما في سجال دائم مع الداعية المسلم والقس المسيحي الذي يريا أن المرأة ينبغي أن تذعن لهما ولا حق لها في أن تناقشهما في ما يقولون .. فهذه الصديقة ما فتئت تؤطر Delia وتشجعها على أن تكون حرة في اختيار شريك حياتها .Delia لم تصدق قول هذا المحتال والشرس والذي طالما تحرش بها معتبرة أن ما قاله كذبا وبهتانا ،فكل القرائن تؤشر على اغتيال غادر .. قد زاد كرهها له حينما أخبرها انه طاب يدها من عمها وعليها أن توافق وان أباه رجل الدين ا٨لمسلم يزكي هذا الزواج ويعتبره رباط ديني لا ينبغي رفضه فاذا حدث أن رفضته جنت على نفسها غضب الله وعليها ان تستسلم للأمر الواقع . يبرز مخرج الفلم الضغوط الدينية : الاسلام والمسيحية ، الاسلام يمثله الحاج الشيخ والمسيحية يمثلها القس .فالدين لا يسمح للمرأة برفض الزوج الذي يزكيه رجال الدين وDelia رفضت هذا الزواج القسري بايعاز وتشجيع صديقتها المتشبعة بأفكار أقل ما يقال عنها أنها حرة ورافضة للقيود الاجتماعية التي تهين المرأة . فالشيخ الحاج يبذل جهدا كبيرا في حيثيات مقتل صديق Delia والصاق التهم بالشابة المتمردة فقد اعتبرها شاذة جنسيا يجب اذانتها بناءا على شهادة محبوكة لعمها حينما شوهدت في لقطة ،عمها ويرقبها من النافدة حيث تظهر مع صديقتها في فراش واحد وهما في عناق حميمي انتشر هذا الخبر ليكون دليلا يستند عليه الشيخ لادانة Delia وصديقتها . لكن المخرج يبين في مشهد ان القس أكثر تسامحا من الشيخ الحاج حينما يقر ان صديق Delia اغتاله ابن الشيخ الحاج لان لباس البحر الذي حمله ابن الحاج الشيخ يحمل اثارا بارزة وواضحة و انه حقيقة اغتاله ابن الشيخ الحاج
يبرز المخرج في الفلم رأين متناقضين : رأي يزعم أنه واثق من نفسه وانه يقول الحقيقة ورأي يفنذ هذه الحقيقة فقط لانها مصالح مغلفة بالدين فاافكرة الجوهرية في الفلم هي الكشف بالصورة والصوت عن استغلال الدين وتوظيفه لتكريس سيادة مجتمع ذكوري لا يتوانى في قهر المرأةوجعلها وعاء جنسيلا حق له في ابداء رأي شريك حياتها لكن استطاعت ان تتمرد على ادعاءات رجال الدين وان تثبث ان حب المرأة للرجل لا تزيده الضغوطات الاجتماعية الاقوة واصرارا كما ان الحقيقة لا تظهر الا بعد معاناة ومكابدة ..فالقطة الاخيرة من الفلم تبرز ان المجرم والظالم سيصلى نارا وأن الضحية المظلوم لا يترك هذا العالم دون ان يترك من ياخذ له حقه فالمظلوم الشهيد يحيى في ذاكرة من يحبه Delia فالنارالمحرقة في اللقطة الأخيرة لها وجهان :وجه يظهر فيه الصديق المجرم وهو يحترق بالنار بعد أن أوقذتها Delia في جسده والنار الذي يوقدها بها لباس البحر الذي يرتديه صديقه الهالك اما الوجه الاخرهو نور يخرق العتمة ويزرع الأملحيث يبرز المخرج في قالب فني جميل جسد Delia وهو يختفي رويدا رويدا يرمز الى خلود روح النساء المعنفات والمظلومات وهي تصعد الى الأعلى تدين كل من يستعمل الدين لتبرير وضع اجتماعي قاس و لا انساني..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى