عن منشورات خطوط صدر للدكتور عزالدين الخطابي ترجمة كتاب :فلسفة وعلوم التربية
يتعين في التفكير في كل تربية باعتبارها تربية على القيم وليس مجرد نقل لها. فالمؤسسة التربوية هي الفضاء الذي يتم فيه تقييم ما هو أخلاقي وجمالي وسياسي، وإذا انتفى التقيم انتفت المسؤلية وسادت اللامبالاة.
لذلك ينبغي التفكير في التربية – وهذا هو المستوى الثاني- كوعي بضرورة القيام باختيارات معينة وتحمل مسؤولية ذلك. فاختيار هذه القيمة أو تلك ( التعاون ،التضامن، التسامح، الخ..) يقترن بمبدأ المسؤولية، وهذه إحدى القضايا الأساسية في الفكر الفلسفي المعاصر، (هانز يونس ومبدأ المسؤولية مثلا)
يجب أيضا التفكير في كل مذهب تربوي وفي كل ممارسة تربوية، وفق الغاية أو القيمة العليا المحددة من طرفهما مثل الحرية. ( كماهو الأمر عند روسو، وكان) والرابط الإجتماعية( دركهايم) والعدالة (جمن لوك) والفردانية ( شارل تايلور)
وأخيرا ينبغي من منظور القيم، أن تكون المؤسسة التربوية نمودج للمجتمع وليس العكس، لذلك علينا أن نبحث عن تسامي القيم داخل المؤسسة المذكورة. فداخل كل مجتمع تؤكد القيم على ضرورة التسامي التي تسمح بمواجهة اللامبالاة والسقوط في اللامعنى. ونعتقد أن التربية على المواطنة تشكل خير نمودج لهذا التسامي الذي يمكن الفرد من تفهم الأخرين وقبول اختلافهم و التفاعل معهم انطلاقا من مبادئ الحق والواجب و المسؤولية.
إن التحولات التي يعرفها عالمنا الحالي، على مختلف المستويات ( ثقافيا ، وسياسيا و اقتصاديا وتواصليا..) تحتم على المؤسسة التربوية وعلى الفاعلين في إطار ها وعلى أصحاب القرار التربوي و السياسي العمل على ترسيخ قيم المسؤولية و المشاركة الفعالة التي تشكل أساس التربية على المواطنة.
لأن المشروع ليس مجرد برنامج اجرائي أوتنظيما لعمليات محددة، بل هو بالأساس، قصد رمزي يروم خدمة قيم أخلافية و تصورات اجتماعية وتربية محددة، تكون فيها حظوظ تلقى المعرفة واكتساب الكفايات و تعلم المهارات متساوية لدى الجميع.
وهنا تبرز مهمة فلسفة و علوم التربية المثَمتلة في أذكاء الوعي التربوي وترسيخ روح المواطنة كمطلب إتيقي مستعجل. كما يقول ألان كيرلان ان هذا المطلب ” يغطي مجالا فلسفيا و سياسيا، يمتد من إتيقا الإهتمام بالذات إلى الإهتمام بالمبادئ الأخلاق والحق والواجب والسلطة مرورا بالتأسيس الجديد للمواطن والتربية على الديمقراطية والمسؤولية السياسية للمواطن”.
يتوزع محتوى الكتاب إلى خمسة أقسام:
@@. القسم الأول : فلسفة التربية.
@@. القسم الثاني : العلوم المعرفية.
@@. القسم الثالث : البحث التربوي.
@@. القسم الرابع : سوسيولوجيا التربية والتكوين.
@@.القسم الخامس: سيكو-سوسيولوجيا التربية.
يقع الكتاب في 414 صفحة من الحجم المتوسط.
وهو جدير بالقراءة وخصوصا لنساء رجال التربية والتعليم..