وجهة نظر

الخبير التربوي عبدالرزاق بن شريج (2):*النظام الأساسي المرتقب يترك ضحايا جددا

س= لقد صرح السيد وزير التربية الوطنية أن قيادة التغيير المنشود من خارطة الطريق ستركز على 5 مبادئ عمل في إطار من الثقة والمسؤولية، وفصل تلك المبادئ، فما هو رأيك؟

ج=  أعتبر ذلك مجرد كلام قيل له من طرف الرباعي المركزي، الذي يتحكم في دواليب العملية واستطاع إقناعه بقدرته على بناء قاعدة بيانات ومعطيات جديدة من الميدان، ولكن ما لم يستوعبه السيد الوزير بنموسى أن مَن أفشل المنظومة وشارك؛ بل خطط ودبر ونفذ مشاريع الإصلاح منذ أزيد من 12 سنة لن يبدع إلا في إفشالها وقتلها من جديد، وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟
أعتقد أن آخر موظف بوزارة التربية الوطنية يعلم جيدا وبقناعة تامة أن نتائج المشاورات وتقاريرها أعدت قبل البدء فيها، ويكفي أن تقومي بجولة في أقصى القرى أو أقرب المؤسسات لمقر الوزارة لتعلمي أن العملية شكلية وأن النتائج التي يسعى إليها الرباعي لإقناع الوزير وغيره جاهزة ومعدة سلفا و العملية كلها مجرد مسرحية للاستهلاك الإعلامي لا أقل و لا أكثر.

س= ولكن الوزارة توصلت إلى حلول مع النقابات في شأن النظام الأساسي الذي سيعدل ويعوض النقص الموجود في النظام الحالي، أليس كذلك؟

ج= الحديث عن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية ذو شجون، فالتوظيفات المشبوهة التي استفادت منها عائلات بعض المسؤولين النقابيين تعطيك درجة الأمل المعقودة على نتائجه، ولكن قبل ذلك تجب الإشارة إلى أن الحكومات تشتغل على هذا الملف بمبدأ “التمطيط ربحا للوقت” وبمقولة “لا يقضي على الطماع سوى الكذاب”، فالتفاوض حول النظام الأساسي بدأ منذ 2013، وشخصيا شاركت في تلك المهزلة المغشوشة،وبالتالي فالحكومة الحالية ورثت قنبلة يصعب تفكيك خيوطها، فالحكومة اعتقدت أنها ستعيش السلم الاجتماعي خلالالسنة الدراسية 2021/2022 بعد اتفاقها مع من لم يعد له حضور في الساحة النضالية، فأغلب النقابات التي تعتبر نفسها ذات الأغلبية لم يعد لها أي دور في الساحة النضالية، والدليل أن السنة الدراسية الماضية عاشت على إيقاع عدة أشهر من إضرابات كل فئات التربية والتكوين، فقد تكون ربحت سنة من التمطيط والخروج باتفاق على استمرار الحوار مع المركزيات “الأكثر تمثيلا” على حساب التربية والتكوين، وستعمل على تمطيط الحوار السنة الدراسية المقبلة لتخرج باتفاق مشوه كالعادة.

فنساء ورجال التعليم لا يهتمون كثيرا بخلاصات الحوار ما لم تسهم في تغيير وضعهم الاجتماعي والاقتصادي،

خلاصة أقتنع بها فيما يخص الحوارات مع وزارة التربية الوطنية بناء على تجربة شخصية ناهزت 4 عقود، كل تعديل للنظام الأساسي يترك ضحايا، لأن التفاوض بين النقابات والدولة ممثلة في وزارة التربية الوطنية مبني على التدليس والترضيات، وغياب الرؤية الشاملة، وعدم استحضار المآلات، فلا النقابات تملك الحنكة والخبرة والمعلومات الكافية ليكون التعديل شاملا، ولا الوزارة تريد توسيع الاستفادة، وباختصار ستكون السنة الدراسية شديدة الوقع على الجميع لأسباب عديدة منها ما ذكر ومنها ما لا يتسع المجال لذكرها.

* من حوار عبد الرزاق بن شريج في جريدة العلم اليوم 2022/9/7 اجرى الحوار المربي والصحافي المقتدر المحجوب أديوش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى