اخبار جهوية

طنجة “مقابر بوعراقية … مرافق على حساب التاريخ والحاضر”تقرير حركة الشباب الاخضر

بلاغ حول مآل الأشغال الجارية بمقبرة بوعراقية:
سجلت حركة الشباب الاخضر بارتياح كبير الأخبار التي تفيد باتخاد قرار إداري قضى بالغاء اقامة بناء الملحقة الادارية الثالثة بالفضاء التاريخي الملحق لـزاوية سيدي بوعراقية.

اذ يأتي إلغاء هذا المشروع بعد الملاحظات والتوصيات التي قامت بها حركة الشباب الأخضر بمعية عدد من المواطنات والمواطنين ومختلف الفاعلين، حيث تقرر نقل اقامة البناية بمكان آخر.

واذ تسجل الحركة بتقدير كبير هذا القرار، فإنها تدعو الى اعتماد سياسة استباقية في التعاطي مع هذا النوع من المشاريع، بحيث يتم دراستها على مستوى تأثيرها الاجتماعي والبيئي على الفضاء والمحيط.

ختاماً، تحيي حركة الشباب الأخضر يقظة المواطنات والمواطنين ومعهم جميع مناضلات ومناضلي الحركة اللذين يبينون في كل مرة عن روح مواطنتهم العالية.

هدا هو التقرير المستعجل لحركة الشباب الأخضر:

استفاقت ساكنة مدينة طنجة، يومه الجمعة 28 أكتوبر 2022، على خبر وواقعة تسييج منطقة خضراء تجاور زاوية “سيدي بوعراقية”، هذا المنطقة التي تقع تحديدا بتقاطع شارعي الحسن الثاني وسيدي بوعراقية، حيث أقدم مجهولون على الشروع في تسييج البقعة الأرضية، والتي تضم عددا من المقابر، من أبناء الشرفاء البقاليين الى إضافة الى عدد من الأشجار.

حركة الشبـــــاب الأخضر، تابعت منذ اللحظات الأولى هذه الواقعة، وأصدرت بلاغا مستعجلا أكدت فيه علمها وتتبعها للواقعة، وحصرها على جمع المعطيات اللازمة للتعبير عن موقفها الرسمي، وكذا ليبني على الشيء مقتضاه.

منذ الساعات الأولى لعلم الحركة بعملية الشروع في التسييج، استنفر مكتب ومناضلو حركة الشباب الأخضر، قصد الحصول على المعطيات اللازمة، سواء المتعلقة بالمسؤولين، أو كل ما يحسم الشكوك القائمة، وقد انطلقت هذه العملية من خلال زيارة تفقدية لعين المكان، ثم التواصل مع المسؤولين المعنيين، وأيضا تقصي الوثاق التي تمكنت الحركة من وضع اليد عليها.

وبناء عليه، تحصلت حركة الشباب الأخضر، على وثائق المشروع ودفتر تحملاته، والتصاميم الخرائطية المتعلقة بتنفيده.

وقد سجلت حركة الشباب الأخضر ما يلي:

  • زيارة الفضاء الأخضر: خروقات وأخطار تتهدد الأشجار

قام المكتب المركزي لحركة الشباب الأخضر بزيارة رصد ومعاينة للفضاء المذكور، وإذ يتعلق الامر بالبقعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد R22442 /06 المقام على جزء من مجموع العقار التابع لرابطة الشرفاء البقاليين.

وحيث ان هذه البقعة باعتبارها جزء من حدائق المندوبية التاريخية فهي مصنفة باعتبارها منطقة خضراء، وبالتالي محرمة البناء.

المعاينة التي قامت بها حركة الشباب الأخضر، تؤكد احتمالات كبيرة لقطع عدد لا بأس به من الأشجار المتواجدة بالبقعة الأرضية، وبالتالي حرمان المنطقة من عدد من الأشجار، الى جانب عدد من المقابر والتي تتداخل وجغرافيا ونطاق تنفيذه.

ذلك أن طبيعة التسييج، ومعه القرائن المرتبطة بالتصميم الطبوغرافي والهندسي له، يؤكد بناء وتجهيز مقر “الملحقة الإدارية الثالثة”.

من جهة ثانية، تؤكد حركة الشباب الأخضر أن المشروع قد انطلق في غياب أو تغييب لافتة الورش، وهو الاجراء المنصوص عليه قانونا، وحتى في دفتر التحملات وقبل تركيب السياج الحديدي، وهو ما يزيد من الشكوك حول السير العام للمشروع.

  • الموقف المبدئي من المشروع:

تؤكد حركة الشباب بناء على الوثاق المتحصل عليها، وبعد دراستها وتحليلها، وأيضا بعد زيارة وتفقد عين المكان، بأن موقفها المبدئي يقتضي رفص أي مشروع أو بناء فوق منطقة خضراء، وتاريخية ومصنفة بطبيعتها كمنطقة محرمة البناء بشكل أساسي.

كما تؤكد الحركة بأنه ان وجدت ظروف ضاغطة واستثنائية لإقامته بالفضاء المعني، فان ذلك لا يجب أن يتم على حساب الأشجار والمقابر المتواجدة بهذا الفضاء.

من أجل ذلك، كل ما سيرد ضمن هذا التقرير هو ليس سوى تحليل ودراسة للمشروع، وظروف تنفيذه، واحترامه للمقتضيات القانونية.

  • طبيعة المشــــــــروع:

من خلال استجماع كافة المعطيات والوثائق ذات الصلة بالمشروع، تأكد للحركة بما لا يدع مجالا للشك بأن الغرض من هذه الاشغال المنتظرة هو بناء مقر للملحقة الإدارية الثالثة، بناء على صفقة عمومية أعلن عنها السيد والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تحت الرقم 15/2022، وقد تم فتح الأظرفة بتاريخ 22/06/2022 بمقر ولاية الجهة، بحيث استقر انجاز المشروع على أحد مقاولي البناء والتجهيز.

التصميم الهندسي للمشروع يؤكد إقامة بناية تتكون من طابق أرضي + طابق اخر (R+1)، يضم الطابق الأرضي 5 مكاتب و5 غرف حمامات، فيما يضم الطابق الأول مكتب القائد، والخليفة، وقاعة اجتماعات، وقاعة السكريتاريا وثمان غرف حمامات، وذلك على أنقاض الرسم العقاري عدد R22442/06 المحاذي للرسم العقاري عدد T142418/06 والكائن بتقاطع شارعي الحسن الثاني وسيدي بوعراقية.

  • رسميا يحبون الأشجار … أما في مشاريعهم فلا.

حركة الشباب الأخضر درست وحللت دفتر تحملات المشروع وتصميمه الهندسي والطبوغرافي، اذ تؤكد المعطيات الأولية أن البناية ستقام مع خطر يتهدد عددا من المقابر، والأشجار المتواجدة بالفضاء.

دفتر التحملات المذكور، فصل كل شيء انطلاقا من نوعية الاسمنت المستخدم، والأجور، وطبيعة المراحيض، والانارة وكل شيئ.. لكنه أغفل عملية التخطيط لوضع الأشجار المتواجدة هناك، سواء عبر تحييد البناية عن الأشجار، أو اعتماد تقنية نقل الأشجار أو ما يطمئن المواطنات والمواطنين حول مالها، ومال القبور المتواجدة بعين المكان.

غياب أي بند ينص على مال هذه الأشجار والمقابر، يؤكد بشكل صريح، واستحضارا لمالك المشروع بأن الخطاب الرسمي لا يجد أي صدى لدى المقاولين والمهندسين وأصحاب فكرة إقامة الملحقة الإدارية بعين المكان.

  • خروقات لدفتر التحملات نفسه:

ما يضاعف الشكوك في انتهاكات قد تطال المقابر المتواجدة بعين المكان، وعددا لا بأس به من الأشجار … هو الخروقات التي شابت تنفيذ دفتر التحملات نفسه، وغياب المراقبة من جانب صاحب المشروع (ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة).

حيث تؤكد المادة 5 من دفتر تحملات المشروع على ضرورة تعليق لوحة المشروع قبل الشروع في الاشغال (ضمنها التسييج)، وهو ما غاب عن ورش الاشغال المذكور، المخالفة المذكورة لا يمكن ادراجها في إطار “السهو” أو “النسيان” وتصحيحها بالتدارك. بل هي مسؤولية يتشارك بها صاحب المشروع وكذا المقاول نائل الصفقة العمومية.

ذلك أن أي مخالفات يجب أن تكون موضوع مراقبة من طرف ولاية الجهة، ليس فقط بالنظر لمسؤوليتها القانونية، بل باعتبارها صاحب المشروع، كما تنص على ذلك المادة 9 من دفتر التحملات، والتي نصت على أن الأمر بالخدمة الموجه الى المقاولة نائلة الصفقة يجب أن يرفق باسم ومهام المكلف بالمراقبة والمنتدب عن ولاية الجهة. وبالتالي فان تحميل المسؤولية حصرا للمقاولة لا ينهضُ تبريرا وحجة مقنعة للرأي العام المحلي.

المادة 40 أيضا من نفس الوثيقة القانونية، نصت على أنه وبمجرد التوصل بالأمر بالخدمة، يحب أن يشرع المقاول بتركيب ما يلي:

« Panneau de chantier en aluminium, avec support métallique traité contre la corrosion seront fournis et installés aux endroits indiqués par le maître de l’ouvrage aux frais de l’entrepreneur »

خُـــــــــــــلاصـــــــة:

بشكل عـــــام المشروع موضوع هذا التقرير، يعاني من ضبابية كبيرة، وغياب في المعلومة تجعله محط الأنظار والشكوك والحذر منه.

حركة الشباب الأخضر، وانطلاقا من معاينتها واتصالاتها ودراستها للوثائق التي وضعت اليد عليها توصي بضرورة نقل هذه البناية الــــى فضاء اخر، غير البقعة الأرضية المتواجدة بقلب مقبرة بوعراقية، كما تدعو رابطة الشرفاء البقاليين الى التعبير عن موقف حـــــاسم من المشروع، بما ينسجم مع الثقافة والمبادئ العامة المنظمة للأراضي الملحقة بالزوايا.

حركة الشباب الأخضر، توصي احتياطا جدا، وفي حـــالة الضرورة القصوى لإقامة المشروع بعين المكان الى اعتماد تقنية نقل الأشجار الى فضاء اخر، دون قطعها أو اتلافها… كما تدعو الى تجنيب كلي للبناء فوق المقابر المتواجدة بعين المكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى