أخبار وطنية

مسيرة شعبية ضد غلاء المعيشة بالرباط

في صخب جماهيري بديع، خرج اليوم الاف المواطنون و المواطنات المغاربة الى شوارع الرباط باختلاف اشكالهم، و اعمارهم، و انتماءاتهم، للتعبير عن غضب شعبي لم يجدو له متنفسا منذ مدة. رفعوا شعارات قاسية في وجه تجاهل حكومة البرجوازية لمطالبهم المشروعة. من “عاش الشعب و عاش عاش” مرورا ب “شكون سباب الميزيرية؟ المافيا المخزنية” الى ما اعتبره احد اقوى الشعارات التي سمعتها في هذه المسيرة الشعبية المجيدة “اعتقلوهم و عدموهوم ولاد الشعب يخلفوهوم” في تحدي و انذار صارخين لما اسموها ب”المحكومة” امام حضور مكثف لقوات المخزن.

و تأتي هذه المسيرة عقب عدد من القرارات المجحفة التي اججت الشارع المغربي على مدى السنة الاخيرة، و اهمها قانون مالية 2023 الذي اثبت مرة اخرى بما لا يترك مجالا للشك بان حكومة رجال الاعمال هته لا تأبه لحال الشعب المغربي و مصالحه، بل تدافع بكل وحشية عن “الباترونا” و رأس المال اذ بدا ذلك جليا في تخفيض الضريبة على ارباح الاسهم من 15% الى  10%، عدم رفع الضريبة على الشركات النفطية و عدم فرض ضريبة على الثروة. مقابل رفع ضريبة الاساتذة المتقاعدين و المقاولين الذاتيين الذين يتجاوز دخلهم 50.000 درهم سنويا الى 30%.  كما اهدت حصة الاسد لكل من وزارة الداخلية و الدفاع مبدية تفضيلها للمقاربة الامنية. الى جانب الحالة الاقتصادية الهشة، ردد المتظاهرون في الم “من اجلنا اعتقلوا من اجلهم نناضل” مطالبين باطلاق سراح معتقلي الرأي من الحراك الريفي و الصحفيين و المدونين. كما تبرأوا من التطبيع و ابدوا استنكارهم للسياسات الصهيونية العنصرية التي لا زالت تفرض واقع الابرتهايد على الفلسطينيين. فصرخوا بصوت واحد ” فلسطين امانة و التطبيع خيانة”. ما بدا لي واضحا اليوم هو يقين المتظاهرين بخذلان “المحكومة” لهم، و تهربها من وعودها الانتخابية. كما ادركوا ان في حالتنا هته، لا حل امامهم الا الشارع لإيصال صوت من لا صوت له. فهل تستفيق “المحكومة” يا ترى لمسؤولياتها امام هذا الاحتقان المجتمعي الخطير او انها و كما جرت العادة ستصم آذانها و تغمض اعينها عن مطالب هذا الشعب الأبي؟

الرباط 04-12-2022
مامون أ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى