أخبار وطنية

رفع حقينة السدود المغربية بنسبة %30 بفضل التساقطات المطرية الأخيرة:

عرف المغرب خلال السنتين الماضيتين موجة جفاف حادة، حيث عرفت حقينة السدود جفافا كبيرا، ولكن بفضل التساقطات المطرية الأخيرة انتعشت السدود المائية خلال الأسبوع الماضي بـ1.7 مليارات متر مكعب بنسبة ملء بلغت %30 بمختلف مناطق البلاد، كما أكدت وزارة التجهيز والماء بأنها تعمل على تنفيذ مجموعة من التدابير من أجل مواجهة أزمة ندرة المياه بعدة مناطق من المملكة.
وكشف عن الأرقام وزير التجهيز والماء نزار بركة، خلال الاجتماع الرابع للجنة التوجيهية للبرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، والذي كان يحضره رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والذي خصص لتقييم وضعية السدود والمخزون المائي، كما راهن الاجتماع على 560 مليون متر مكعب من مياه التحلية، التي سيتم رصد بعضها لتلبية الاحتياجات في بعض المدن “الماء الشروب والفلاحة”، فضلا عن سياسة السدود الصغرى التي برمج تشييدها في أفق سنة 2027.
تم تصنيف حوض اللوكوس الأول من حيث نسبة الملء التي بلغت 54,94 في المائة باحتياطي 945.93 مليون متر مكعب، ثم حوض سبو بنسبة ملء تقدر بـ%46.58 واحتياطي مليارين و587,26 مليون متر مكعب، وبعده حوض تانسيفت بنسبة ملء %42.45 واحتياطي 96.48 مليون متر مكعب، ثم حوض أبي رقراق بنسبة ملء تصل إلى %30,32 واحتياطي 328,11 مليون متر مكعب.
كما شرعت الوزارة في وضع برنامج خاص لتهيئة نقاط مائية جديدة وتخفيف الضغط على المنشآت المتواجدة، وتعميق الآبار الحالية للرفع من صبيبها وصيانة المنشآت المائية للرفع من مردوديتها، إضافة إلى تكثيف حملات البحث عن التسربات المائية وإصلاحها في حينها.
أما بالنسبة لإقليم الحاجب، أبرز نزار بركة وزير التجهيز والماء، أنه يتم تزويده انطلاقا من المياه الجوفية وتبعا لطلب جماعات جحجوح وتامشاشاط وبطيط وايت وخليفن، مؤكدا أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب برمج إنجاز مشاريع عديدة بالإقليم لتأمين وتقوية الإنتاج انطلاقا من المنشآت المائية لبوفكران لتزويد أكوراي وسبت جحجوح وايت يعزم وايت بورزوين وبعض دواوير أيت أو خليفن، حيث يوجد المشروع في طور الدراسة المفصلة، كما أشار إلى إنجاز دراسة مشروع تأمين وتقوية مدينة الحاجب والجماعات الترابية التابعة لها انطلاقا من المنشآت المائية لسد إدريس الأول، الذي يوجد في طور البرمجة.
أما فيما يخص إقليم إفران، فحرصت وكالة الحوض المائي لسبو بإنجاز أثقاب استكشافية عديدة من أجل تزويده بالمياه الجوفية، وتلبية لطلب جماعات أزرو وعين اللوح وتيكريكرة، كما يسهر على تزويد 10 مراكز حضرية، ولم تشهد المراكز والدواوير المزودة من طرف المكتب أي عجز في التزود بالماء الشروب باستثناء جماعة حد واد إفران التي تسجل عجزا في إنتاج الماء الصالح للشرب نتيجة الاستغلال المفرط للفرشة المائية. وقد قام المكتب على مستوى هذه الجماعة بصيانة أثقاب وإعادة تأهيل شبكة التوزيع.
أما إقليم صفرو فيؤكد المسؤول الحكومي أن تزويده بالماء الصالح للشرب يتم على مستوى 6 مراكز حضرية وكذا الجماعات الترابية و68 دوارا تابعا لها بصفة عادية ومنتظمة، ما عدا مركز رباط الخير وجماعة إغزران اللذين يسجلان عجزا في إنتاج الماء الصالح للشرب نتيجة الاستغلال المفرط للفرشة المائية.
وبالنسبة لإقليم طاطا، قال بركة أنه يتوفر على فرشات مائية عديدة “لا بأس بها” تعتبر المزود الرئيسي لساكنة الإقليم بالماء الشروب ومياه السقي، ومن أجل تعزيز وتقوية إنتاجية هذه الفرشات المائية، تم إعداد مجموعة من الدراسات تتعلق بالتغذية الاصطناعية لهذه الطبقات المائية. وقد أسفرت هذه الدراسات على ضرورة إنجاز مجموعة من السدود التلية والباطنية لدعم وتحسين التغذية الاصطناعية لهذه الفرشات، كما تم إنجاز سد تبرشت بجماعة فم الحصن، وسد بوسموم بجماعة أقا ايغان، وسد تليت بجماعة تليث. كما سيتم الشروع في إنجاز سد باطني بفوم زكيد، خلال الأيام المقبلة.
أما بالنسبة للسدود الكبيرة والمتوسطة، قال الوزير إن سد مساليت على وادي طاطا يعد من أهم وأكبر هذه السدود، حيث سيمكن من تعبئة حجم يفوق 20 مليون متر مكعب ستساهم في تأمين تزويد ساكنة مدينة طاطا والجماعات المجاورة بالماء الشروب وكذا تحسين سقي الأراضي الزراعية والواحات المتواجدة بالمنطقة. كما تم إعداد دراسات أولية لسدين بأيت وابلي، وسيتم تعميق الدراسات المرتبطة بهما، كما كشف بأن منطقة الجنوب الشرقي على مستوى أحواض درعة وكير زيز غريس، عرفت في السنوات الأخيرة انخفاضا حادا في التساقطات المطرية والثلجية، مما انعكس سلبا على الواردات المائية بالسدود وعلى مستوى الفرشة المائية.
رغم تأخر هطول الأمطار في هذه السنة، فإن حدوثه خلال هذه الفترة وتوقع قدوم أمطار خلال الأيام المقبلة سيكون له أثر جد إيجابي على مستوى تحسن حقينة السدود والمياه الباطنية، وكذلك على المستوى الفلاحي.
وحسب معطيات الأرصاد الجوية، فلا توقعات باستمرار هطول الأمطار طوال هذا الأسبوع، وهو ما يجعل حقينة السدود المسجلة إلى حدود الثلاثاء 20 دجنبر 2022 دون نفس مستوى السنة الماضية، بعدما سجلت عام 2021 نسبة ملء ناهزت 34 في المائة.
أشار خبير في المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو، إلى أن التساقطات ليست كافية لبث الطمأنينة في مستقبل الوضع المائي بالمغرب، كما نبه إلى أن السنة الماضية بدورها شهدت منخفضات جوية أنقذت بعض الزراعات الربيعية، لكنها لم تمنع الاعتراف بوضع الجفاف الذي عاشته البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى