لماذا لم يتغنى نعمان لحلو بوادي زم؟؟؟
و نعمان لحلو هنا على سبيل المثال لا الحصر فكل يغني على ليلاه و أنا على ليلي أغني…
لماذا لم يتغنى نعمان لحلو أو غيره بوادي زم إسوة بمدينة شفشاون المدينة النوارة و الدار البيضاء كزا بلانكا و إفران و مراكش و تطوان و طنجة بإعتبارها مدن نابضة حية تدب فيها الروح و تنتعش مع كل إشراقة صباحية،لماذا هاته المدن دونا عن غيرها؟هل هذا يعني أن تصنيف وادي زم و مثيلاتها من مدن الهامش المنسي لا يدخلن ضمن المدن المنيرة و المضيئة و المزهرة و المتفتحة بالرغم من ثرواتها و خيراتها الطبيعية التي تعود على المغرب بالملايير سنويا ومع ذلك لا يغير ذلك من واقع الحال شيء و تبقى دار لقمان على حالها لا يطفو على سطها سوى ماهو سلبي مثل النصب و الإبتزاز و العشوائية على جميع الأصعدة؟؟؟
بعبارة أخرى من سيجرأ أن يتغنى بمدينة الإبتزاز الإلكتروني الذي إحترفه شباب المدينة العاطل و إستلذ أمواله الأسر المعوزة و الفقيرة غير مبالين و لا يهمهم سجن أبنائهم الذين سيعودون لا محالة إلى نفس الفعل مباشرة بعد الإفراج عنهم لإنعدام فرص الشغل و نهج سياسة “جوع كلبك اتبعك” حتى أصبح أولياء الأمور يشجعون أبنائهم لولوج عالم النصب و الإبتزاز الجنسي اسوة بجيرانهم و حثهم على إظهار مؤخراتهم للخلجيين من أجل الظفر و الفوز بأموالهم التي سدت جوعهم و عوزهم بالرغم من وجودهم على هضبات الفوسفاط الثمينة،من سيتغنى بمدينة ركب رجالها و نسائها و شبابها و أطفلها إن لم نقل رُضّعُها البحر مهاجرين إلى الضفة الأخرى باحثين عن طوق النجاة من مخالب الفقر و أنيابه الشرسة بسبب ارتفاع الأسعار و تضاعف فواتير الماء و الكهرباء و المحروقات،من سيتغنى بمدينة يغلب على معمارها السكن العشوائي و الفوضى و العشوائية في التسيير من طرف المجالس الجماعية المتعاقبة على المدينة المنكوبة،من سيتغنى بمدينة داخلها مفقود و الخارج منها مولود ستكتب له حياة جديدة لا محالة…
لا يسعني إلا أن أقول :”فين أيامك أوادزم و الشوارع عامرة بالدم”،حيث ضحى أجدادنا بأرواحهم و طردوا الإستعمار من مدينة الشهداء مدينة 12000 ألف شهيد خلال ثورة 20 غشت التي كانت خالدة في تاريخ المقاومة ودرس لاينسى في الشجاعة و البسالة و التضحية في سبيل أن ننعم بالسلم و السلام و العيش الكريم بوطننا الحبيب،و الغريب في الأمر أن ما خسرته وادي زم منذ الإستقلال إلى اليوم لا يعوض بثمن،خسرت رجال أبطال أستشهدوا من أجل خلف لا يستحق الإنتماء إلى هاته الرقعة الجغرافية المليئة بعبق التاريخ الغني بدم الرجال الشرفاء الأحرار…
بالأمس القريب كانت وادي زم مدينة عريقة جعل منها الفرنسيين باريس الصغيرة و عملوا جاهدين على تزيينها و زخرفتها و تشجيرها بأشجار التوت و خلق كل ما من شأنه أن يساهم في جعلها مدينة بما تحمله الكلمة من معنى كما تم مع توالي الأيام جلب مرافق عمومية و منشآت تجارية (التعاونية الفلاحية،شركة التبغ،تادلةغاز،لاسيكون،إكوز،فارتيما،
مستشفى…) وغيرها من المرافق التي كانت تجعل الساكنة الوادزامية في غنى عن اللجوء للأفعال الإجرامية المشبوهة كالنصب و السرقة و الإبتزاز أو الهجرة الداخلية و الخارجية بحثا عن واقع أفضل لكون وادي زم آن ذاك كانت هي ذلك الواقع الأفضل عكس ما أصبحت عليه اليوم حيث توالى عليها من أفسدوا الزرع و الناشئة فأصبحت مدينة معطوبة منكوبة مفقرة لا يجرأ أن يتغنى بها أحد و إنما سيندب حضها العاثر شعراء الرثاء …
تنوير وادي زم سعيد عمارة