وجهة نظر

محمد حدوتي : زوبعة خارج الفنجان..

لعل المتابع لما تلا توقيع النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على محضر اتفاق المبادئ العامة المؤطرة للنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية من لغو ولغط وكلام خارج السياق وصل حد التخوين وتكرار نفس الأحكام الجاهزة من نفس الأسطوانات المشروخة والأصوات البئيسة التي تحترف التهجم الأعمى للغايات نفسها متى سنحت الفرصة أو لم تسنح موظفة بعض المفاهيم بشكل تعسفي خارج بنيتها النظرية والتاريخية لاستهداف النقابة الوطنية للتعليم ( ك د ش ) لوحدها دون غيرها ممن وقع على محضر يوم السبت 14 يناير 2023..
أمر يثير الريبة حقا لكنه يستبطن حقائق مخيفة حول طبيعة المنطق والخطاب السائد داخل الساحة التعليمية..هل وصل الأمر لحد الاستهلاك والاجترار ، و العجز حتى عن طرح السؤال والقيام بتحليل بسيط بغاية تلمس الحقيقة ووضع اليد على الصواب ..! هل تم فقدان البوصلة للحد الذي أصبح فيه حتى المنتسبين للقطاع لا يتقنون سوى لعبة التقاسم في وسائل التواصل الاجتماعي للذي يستحق ولا يستحق دون قراءة ولا تمحيص..! أين نحن من خطاب قيادة الصراع في المجتمع..! هل قضى سعار الفئوية الضيقة على كل ما يميز أصحاب مهنة التربية والتكوين حتى أصبح في اعتقاد بعضهم أن وهم المصلحة الفئوية الضيقة أضحى محركا للتاريخ..!
إن كل هذا اللغط واللغو الفارغ المفهومة بعض دواعيه وخلفياته لا يمكن أن يحجب الحقائق مهما استأسد الغبش ..
إن النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وبوعي جماعي مسؤول يستحضر ثوابت هويتها المبنية على الدفاع على المدرسية العمومية وعلى المصالح المادية والمعنوية للشغيلة التعليمية تعاطت مع مسار التفاوض مع وزارة التربية الوطنية قبل وبعد التوقيع على الإتفاق المرحلي ل18 يناير 2022 وما تبعه من متابعة ورش النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية والذي عرف تعثرات كبيرة منذ انطلاقه سنة 2014 بفعل التلكؤ والتسويف والمماطلة مما جعل القطاع يتخبط في مشاكل فئوية عديدة ومتراكمة..تعاطت معه بتصور واضح وبمحددات أساسية أهمها :
* أن يكون النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية موحدا لكل الشغيلة التعليمية ضمن الوظيفة العمومية.
* الحفاظ على مكتسبات النظام الأساسي الحالي وتجاوز ثغراته المسجلة..
* حل المشاكل الفئوية المتراكمة
* توحيد المسار المهني وفتح آفاق الترقي أفقيا وعموديا..
إن موقف و تقدير النقابة الوطنية للتعليم(ك د ش) هو تقدير مستقل مبني على قراءة موضوعية للسياق العام ولسيرورة التفاوض والحوار بين النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية ووزارة التربية الوطنية ..تقدير جماعي بوعي كونفدرالي مسؤول يستحضر بالضرورة واجب تحسين الأوضاع المادية والمعنوية لكل فئات الشغيلة التعليمية وهو ما تم التأكيد والتشبث بالتنصيص عليه في محضر المبادئ العامة لصياغة النظام الأساسي الجديد ..نظام أساسي تم الاتفاق على أن يكون في إطار الوظيفة العمومية موحدا لكل شغيلة القطاع ضامنا لمسار مهني موحد لكل الفئات التعليمية حيث تم انتزاع مكسب الدرجة الممتازة للفئات التعليمية الأربعة المحرومة منها : أساتذة الابتدائي والاعدادي وملحقو الإدارة والاقتصاد والملحقون التربويون..على أن يتم الحسم في الدرجة الجديدة التي نص عليها اتفاقي 26 أبريل2011 و30 أبريل 2022في الحوار المركزي مع الحكومة ليستفيد منها كل نساء ورجال التعليم إسوة بباقي الموظفين..
اتفاق مبادئ عامة أقر بضرورة إيجاد حلول لكل المشاكل العالقة (الزنزانة10 ،ضحايا النظامين، المستبرزون ،)وإقرار تعويضات تكميلية مع الحفاظ على كل المكتسبات السابقة في الترقية وتعزيزها بالتنصيص على حق الترقي بالشهادات والحق في التكوين المستمر وخلق نظام تحفيز للفريق التربوي للمؤسسات التعليمية مع معالجة سلبيات نظام التأديب الحالي ودمج المساعدين التقنيين والإداريين ، وترك الاختيار لباقي الأطر المشتركة ممن ترغب في دمجها في النظام الأساسي المرتقب ،وخلق إطار أستاذ باحث لحاملي شهادة الدكتوراه..
هي قضايا أساسية ومبادئ عامة سيتم بلورتها في النظام الأساسي المرتقب..
إن توقيع النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على محضر المبادئ العامة جاء عن قناعة راسخة وتداول ديمقراطي ومسؤول لجهازها التقريري وهو توقيع يدعونا لمواصلة معركة النظام الأساسي في مرحلة الصياغة بنفس الروح الإيجابية وبوعي متجدد يستحضر أولا وأخيرا الدفاع عن المدرسة العمومية وعن المكتسبات والحقوق والمطالب العادلة والمشروعة لكل الشغيلة التعليمية..مسلحين بالثقة بوعي ومسؤولية تنظيماتنا ومستندين على هويتنا الكفاحية ..
فمالا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال..
محمد حدوتي
عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم ( ك د ش )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى