“الخميس الأسود”… ودخول “بلاك بلوك” على الخط بقلم ذ.عبد الحق غريب
“خميس أسود” بفرنسا غداة تصريحات إيمانويل ماكرون حول لجوء الحكومة للفصل 49.3 لتمرير إصلاح التقاعد… خميس، شهدت فيه الاحتجاجات ضد إصلاح التقاعد منعطفا خطيرا، حيث دعا اليسار المتطرف (l’ultra gauche) إلى إضرام النار في المنشآت العمومية وقتل رجال الأمن، حسب ما صرح به وزير الداخلية (تعرض مدخل بلدية بوردو وعدد من بنايات الشرطة ومنشآت أخري إلى إضرام النار وتم رشق قوات حفظ النظام بالزجاجات الحارقة، حيث وصل عدد المصابين إلى 149 حالة، ضمنهم حالات خطيرة).
وقد عرف يوم الخميس كذلك إغلاق معظم المؤسسات التعليمية ودخول التلاميذ على الخط، وإعلان النقابات عن إضراب واحتجاج في كل المدن الفرنسية يوم الثلاثاء 28 مارس، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المحتجين في جل المدن الفرنسية (أكثر من 3,5 مليون حسب مصادر نقابية) وارتفاع العنف والتخريب…
وحسب وزير الداخلية دائما، فإن عدد les casseurs أو ما يسمى ب “بلاك بلوك” وصل إلى 1500 فرد في العاصمة باريس وحدها…
من هم “بلاك بلوك” ؟
تصنف “بلاك بلوك” black block (الكتلة السوداء) على أنها حركة يسارية متطرفة، ظهرت في ألمانيا في ثمانينيات القرن الماضي وتحديدا سنة 1980، لتنتشر بعدها في أنحاء أوروبا… وهم شباب ملثمون يرتدون ثيابا سوداء، ويضعون أقنعة عند نزولهم للشارع لإخفاء هوياتهم… يُعرفون بتصرفات عدوانية مثل قتال الشوارع، وتخريب الممتلكات العامة، والتظاهر والعصيان المدني من دون أي ترخيص.. ويُعرفون كذلك بتصرفات دفاعية كتضليل السلطات وتهريب المحتجزين من الشرطة وحمايتهم وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين بقنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص.
جدير بالذكر أن رئيسة الوزراء إليزابيث بورن ، ونحو 150 نائبًا من اليسار و 88 من التجمع الوطني قرروا في 21 مارس اللجوء للمجلس الدستوري للنظر في شرعية وقانونية إصلاح التقاعد… وتأمل المعارضة إلى أن يعارض المجلس الدستوري القانون الجديد أو على الأقل أن يشطب أكبر عدد من مواده بحجة أنها “غير دستورية”.
وفي انتظار بث المجلس الدستوري في قانونية إصلاح التقاعد قبل 21 أبريل، يبدو أن الوضع السياسي والاجتماعي في فرنسا مرشح لمزيد من الاحتقان ومفتوح أمام كل الاحتمالات.