وجهة نظر

ذ.محمد صلحيوي-ظرفية2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي…(6)

بالعودة إلى الأرضية التأطيرية للمائدة المستديرة،المنظمة من طرف المكتب السياسي للحزب الإشتراكي ألموحد،يوم25-2-2023 وإلى مداخلة الأمينة العامة للحزب الرفيقة نبيلة منيب،يكون سؤال “الوقع القوي” من حيث الارتدادات والامتدادات، لظرفية2011-2022، سؤالاَ مؤسساَ للوعي الذي تفرضه الظرفية، ومما جاء في الارضية التأطيرية،مايلي:
“وخلال ظرفية 2011- 2022، عبر الشعب المغربي عن تطلعاته لوطن جديد وطن الحرية و الكرامة و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية والمناطقية  والمساواة الحقيقية ، و لوطنية متجددة تصون كرامته و تتيح له سبل العيش و تحميه من الضياع والموت المستمر في قوارب الهجرة السرية.
إن المشترك  بين حركة 20 فبراير والحراك الشعبي والمؤتمر الوطني الرابع للحزب الاشتراكي الموحد، وتخليد مئوية أنوال الخالدة وما كشفته جائحة كورونا وأخيراً الرجة الشعبية المواكبة لإنجاز أسود الأطلس في متم 2022؛ هو أنهاتكثيف لمسألتين اثنتين: الشباب قوة إستنهاضية، ووطن جديد يعلو ولا يعلى عليه؛ بعبارة أخرى، ظرفية 2011-2022 التي تظافرت فيها ست (6) محطات شعبية، يجب أن تتبع بنهضة مجتمعية عميقة بوطنية متجددة ومواطنة. فلهذه الظرفية، تأثير على الحقل الإجتماعي والثقافي، وعلى الحقل السياسي وبنيته الحزبية المغربية، خصوصاً شقها اليسارية؛فبروز حراك ثقافي وفكري ومفاهيمي  ومقولاتي من قبيل المصالحة التاريخية  والبعد المناطقي  للعدالة الإجتماعية، بارتباط مع منظور تجديدي لمقولة “الوطنية المغربية”، بأفق معالجة الهرس (الانكسار الكبير) للثقة بين المجتمع والدولة، و للعبور إلى وطن المواطنة وبميثاق وطني يجسده تعاقد إجتماعي جديد والذي يجب أن يؤطر الإصلاح الفكري والدستوري والسياسي.

فهل يمكننا ما سبق من اختصار مسار تبلور أطروحة النضال  الشعبي في كلمات؟ إن الإنتقال من ” الإرادة الشعبية، إلى السيادة الشعبية، ودعم النضالات الشعبية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية” ، إلى “الإرتباط بالحركة الإجتماعية بحراكها الشعبي وبمختلف دينامياته “وما عبرت وكشفت عنه الجائحة،وتخليدمئوية أنوال الخالدة،والدرس القيمي المستخلص من منجز الأسود، من تقدم نحو مغرب ووطن جديدين؟ إن تقديم الأجوبة الفكرية الواضحة والجريئة على ستة أسئلة متفرعة عن السؤال السابق،تضعنا في قلب”المعنى الذي أنتجته الظرفية”.وَالأسئلة المتفرعة التأسيسية هي التالية:
1- هل نستمر بالتفكير بمنطق الأقواس (فتح القوس وإغلاق القوس) بعد هذه الظرفية في وصف سلوك الدولة، أم ننتقل إلى إستراتيجية النضال الشعبي الديمقراطي السلمي الحضاري، كاختيار لمواجهة إختيار الطبقة السائدة؟
2-ما مضمون العدالة الإجتماعية والجهوية والمناطقية لتجاوز المصطلحات الكلاسيكية المضببة؟.
3-وما أسس الإنفتاح السياسي التأسيسي لتكريس التعدد والاختلاف داخل الحقول:السياسي والإجتماعي والثقافي، لتجاوزالاستكانة ومواصلة سلوك المناشدة والتوسل التقليدي،بشعار الانفراج أو الانفجار ؟.
4-وهل  الدعوة إلى مجرد إصلاحات ترقيعية من موقع الإعتدال منتجة للتغيير؛أم المنطلف هو النضال من أجل ميثاق وطني لتعاقد جديد وشامل ومن موقع يساري، بين الدولة والمجتمع،لتحديد مستلزمات وطن الغد؟

5- ما القطائع الضرورية مع الماضي،وما القراءة الراديكالية، فكرياَ، لتجربة الحركة الوطنية و التقدمية واليسارية المغربية؟
6-ما موقع المطالبة ب “الحرية لمعتقلي الحراك الشعبي بالريف وكل المعتقلين السياسيين والصحافيين والمدونين، وفتح ورش المصالحة التاريخية الحقيقية مع الريف ومع كل الجهات المهمشةوتجديد الوطنية المغربية المواطنة الشاملة، وطنية حاضنة وجامعة لكل بنات وأبناء الوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى