وجهة نظر

ذ.محمد صلحيوي-ظرفية2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي…(8)

كيف تتعامل نخب اليسار مع هذا الإختيار الشعبي؟

تحيي،كماهو معلوم، كافة القوى اليسارية والنقابية،الذكرى السنوية لحركة 20 فبراير؛وعلى ذلك الإحياء،ثلاث ملاحظات:
الأولى:كل القوى اليسارية والنقابية،مع وجود الإستثناء،قد ركبت خطاب التبخيس للحركة، من حيث أرادت تمجيدها،فجميعها مع وجود الإستثناء دائماً،نوظف ثلاث مصطلحات: “الدلالة-رمزية-الراهنية لمطالبها”؛ومنتوج هذه المصطلحات،ماضوية الذهنية اليسارية والنقابية،التي -للأسف-لم تستطع بعد،التخلص من خطاب ستينيات القرن الماضي،تحضر التمجيد وتغيب العقل النقدي الفاعل(ادورها في إرباك حركة 20فبراير وموضوعاتها الحزبية الضيقة).
الثانية:ولأنها ذهنية ماضوية،فهي تستعمل “الممسحة والممحاة” لمسح ومحو التطور النوعي الذي أشر عليها  المجتمع،المتمثل في الحركة الإجتماعية ونموذجها الأقوى المتمثل في الحراك الشعبي خصوصاً بالريف،ومختلف الديناميات الأخرى الرياضيةوالمدنية.
الثالثة:تكريس تقابل بين سردية المركز والسردية المناطقية،ولأن هذه الذهنية واعية بقوة الحراك، فقد لجأت إلى عبارات من قبيل”قمع الحريات والإحتجاجات وتقف في تعاطيهامع مع نضال الشعب عند حركة 20فبراير 2011، لتقفز إلي تأثيرات الجائحة للعودة للتذكير براهنية مطالب شباب حركة 20فبراير ،ولتفادي سؤال المسؤوليات والأدوار خلال نزول الشباب الفبرايري إلى الشارع تلجأ للتعويم.
والخلاصة هنا هي:شكلت حركة 20فبراير،إنطلاق ظرفية الحركة الإجتماعية النوعية المغربية،إذ جاء الحراك الشعبي كتطور نوعي للحركة،فمن حيث المضمون أعطى  للشعارات وللبرنامج عمقه/هاالإجتماعي والسياسي، وأعطى لشكل السلمية بعده الشعبي،وأنتج  بعداً وفلسفة للقيادة الموحدة.

وتهرب الذهنية اليسارية والنقابية من كل ذلك،لم يكن نتيجة قرار أدائي،بل نتيجة”عتاد ذهني” يستقر في لا وعيها،على شكل معتاد سياسي ونقابي، يستبطن التوجس التاريخي من الأدوار النضالية للمناطق المغربية التاريخية…
والمواطنة الشاملة المنتمية صميمياَ إلى جميع الحقول الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية  تجد حلها في خط فكري استراتيجي  شعبي مؤمن بأن التطور هو لصالح الدمقرطة،ومؤمن بحتمية النهوض الشعبي في سياق الممارسة الديمقراطية لا خارجها،أي،بعقلية مهيكلة وموجهة للفعل المواطناتي .
الإندماجيون العدديون يعتمدون ضعف امتداد قوى اليسار، في مواقع الحراك الشعبي القوية، واقعاَوحجة وبرهانا على فشل ذلك  “الحراك الشعبي،او،ينفون وجود أي درس ديمقراطي في أول معركة شعبية تاريخية بعد عقود عجاف؛لأنهم يمجدون ويقدسونسرديتهم الأحادية للوطن ولماضيه. وتخلق لديهم رد فعل عكسي يتجلى في  رفض الممارسة النضالية الفعلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى