دقت طبول الحرب في الساحل وبدات رمال الصحراء تغلي

بعد انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لقادة المجلس العسكري في النيجر، وفي أعقاب القمة الاستثنائية المنعقدة في أبوجا يوم أمس الخميس، أعلنت أنها تؤيد الحل السلمي دون إلغاء مخططاتها للتدخل عسكريا في النيجر.
ورغم ما منيت به المجموعة من ضربات متتالية بدءا بمظاهرات السينغال إلى رفض برلمان نيجيريا للتدخل العسكري في النيجر ، وهي ضربات جاءت في صالح المجلس العسكري، ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن رؤساء اركان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا خططوا لنشر قوة عسكرية قوامها 25 ألف عسكري للتدخل المحتمل في النيجر، ويأتي الجزء الاكبر من هذه القوات من نيجيريا وبدعم كامل من الجيش الفرنسي.
وقال مسؤول في الرئاسة النيجرية للإذاعة إن بلاده (نيجيريا) مصرة على أن تكون قائدة للعملية لأنها توفر أكثر من نصف القوات التي تنوي التدخل في النيجر إذا لزم الأمر .
وبعد أن التزم المجلس الوطني لحماية الوطن (المجلس العسكري سابقا) الصمت حيال قرارات الإكواس ولم يتراجع، كل ذلك منحه الثقة في نفسه حيث أعلنت الإكواس عن إرسال مندوبيها إلى النيجر للقاء تشياني، إلا أن قادة الانقلاب العسكري رفضوا استقبالهم ولم يسمحوا لهم بدخول البلاد، ما يعني أن الإكواس لم يعد مرحبا بها في النيجر. وكانت الأخيرة قد أرسلت وفدا إلى نيامي، لكن اعضاء الوفد لم يلتقوا ببازوم ولا حتى بتشياني؛ الشيء الذي أدى إلى موجة غضب عارمة وسط المجموعة.
وتتوالى ضربات المجلس الوطني لحماية الوطن من خلال تشكيل حكومة جديدة من 21 وزيرا (راجع التفاصيل في مقال سابق). ووفق البيان الذي أذيع على تلفزيون النيجر أن على الأمين زين، رئيس الوزراء المعين، سبق له أن شغل منصب وزير المالية عام 2002، بعد وصول الرئيس الأسبق ممادو تانغا، واستمر زين في منصبه حتى انقلاب عسكري عام 2010، حينما أطاح القائد العسكري، سالو دجيبو، بالرئيس تانغا، وتم إجراء انتخابات رئاسية فاز بها محمدو إيسوفو، الذي استمر في منصبه حتى وصل بازوم إلى السلطة عام 2021.
وفي إطار دعم النيجر في ما يحيط بها من توترات، قال رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الفريق الأول سعيد شنقريحة، إنهم مستعدون لمواجهة أي خطر يمس بأمن الجزائر مهما كان نوعه وحجمه. وخلال زيارته التفقدية للوحدة العسكرية الأولى بالبليدة أكد شنقريحة أن تعزيز القدرات الدفاعية الوطنية وعصرنة وتطوير مختلف مكونات القوات المسلحة يشكل أحد الركائز الأساسية التي تبنى عليها استراتيجية مواجهة مختلف التحديات والمخاطر.
ومع إغلاق النيجر لكافة مجالاتها الجوية أمام الرحلات والطائرات الأوربية، إلا أنه يبدو أنها استثنت من هذا القرار الطائرات الروسية حيث شوهدت طائرة روسية تهبط في النيجر، يتوقع أنها تحمل جنودا تابعين لمجموعة فاغنر على أهبة القتال لدعم قادة الانقلاب. كما شوهدت في الوقت نفسه طائرة امريكية تهبط في أراضي نيجيريا وهو ما يؤكد أن الغرب يدفع بكل ما لدية لإعادة النيجر إليه مرة أخرى؛ الشيء الذي يرفضه شعب النيجر.
وفي ظل توقع انطلاق العمليات العسكرية في النيجر، أعلنت كثير من الدول الإفريقية عن جاهزية جيوشها إلى درجة الحرب، وفي مقدمتها بوركينا فاصو التي تقف إلى جانب مالي والشعوب الإفريقية في مواجهة دول الإكواس عن طريق فتح الحدود أمام المتطوعين الأفارقة والخروج من المجموعة الإفريقية لدول غرب إفريقيا؛ ما يعني أن المنظمة إياها آيلة للتفكك.