أخبار وطنية

بوعيدة ينطلق في معارضة الحكومة من قاعدة الأغلبية ويعود إليها سالما غانما

أحمد رباص

يقول عبد الرحيم بوعيدة في مقطع فيديو جديد منشور على قناته على اليوتوب ومناسبته التهاب أسعار المحروقات من جديد:

سوف يتلقى نيمار ثلاثة ملايير في الأسبوع الواحد، وأربع مائة وخمسين مليون في اليوم، وثمانية عشر مليون في الساعة. بنزيمة سوف يربح أربعة ملايير في الأسبوع؛ أي خمسمة وخمسة وتسعين مليون في اليوم، وفي اليوم الواحد أربعة و عشرين مليون .

بعد أن تساءل عن الثمن الحالي لليتر الواحد من البنزين والغازوال، بدأ يحكي قصة قروي سرقت بغلته وذهب ليبحث عنها. ظل هذا الرجل ينتقل من مكان إلى آخر إلى أن وجدها في أحد الأسواق معروضة للبيع من قبل السارق. تقدم عند هذا “البائع” وسأله عن ثمن البغلة. وعندما عرفه عبر عن رغبته في شراء البغلة بهذا المقابل، شريطة أن يذهب معه “صاحب” البغلة إلى الدوار ليسلمه المبلغ المتفق عليه. وبينما القروي يطوي طريق عودته إلى الدوار صحبة البغلة وسارقها، كان كل من صادفه يقول له: مبروك عليك، وجدت بغلتك، فيجيبه: قلها لهذا “المهبول” الذي يتبع البغلة.
بهذه النكتة، وضع بوعيدة المغاربة من عشاق كرة القدم المتتبعين لأخبار كبار نجومها الذين انتقلوا للعب في صفوف فرق خليجية مقابل مبالغ مالية مسيلة للعاب ولا تتصور حتى في الخيال، (وضعهم) موضع سارق البغلة الذي صورته القصة لصا تعوزه الفطنة ويفتقر إلى الدهاء.
مباشرة بعد الانتهاء من سرد نكتته، انتقل إلى الحكومة ليقول لنا إنها وجهت لنا صفعة قوية عندما قررت الزيادة في اسعار الوقود بدون مبرر يقتضيه السياق الغالمي.
لنقف قليلا عند هذا الموقف المعارض للحكومة. ما يبدو من الوهلة الأولى هو أنه موقف غريب. لماذا؟ لأن صاحبه نائب برلماني محسوب على الأغلبية ومنتم إلى حزب الاستقلال. كان بإمكان وجه غرابة موقف بوعيدة المناهض للحكومة أن يزول لو قدم استقالته من البرلمان ضمانا لانسجامه مع أقواله وتحيزاته. وكان بإمكانه أن يقدم استقالته من حزبه كأحد مكونات الأغلبية الحكومية الحالية احتجاجا على تواطؤه مع الرأسماليين الساعين إلى تسمين أرصدتهم وتفقير الشعب.
ولكن، آش دا بوعيدة لهاد الشي كلو؟ هو باغي يبقى محافظ على كرسيه في البرلمان وعلى ما يجنيه منه من مرتبات وامتيازات، ولا يكره أن يضيف إلى هذا الخير عائدات يجود بها المغفلون الذين يشاهدون شطحاته على اليوتوب.
يمكن تفسير هذا التصعيد ضد الحكومة من طرف بوعيدة بما راج أخيرا عن حشد نزار بركة لكبار قادة “الاستقلال” في بيته من أجل أن ينذرهم بقرب خروجهم من الأغلبية وتعويضهم ب”كتيبتين” من الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري. خلانا الله حتى شفنا كيفاش ولى اتحاد عبد الرحيم بوعبيد قد قد مع اتحاد المعطي بوعبيد!!! المهم أن حزب الاستقلال سيربح، وهو في المعارضة، فارسا مغوارا لا يشق له غبار، منذورا لأن يبلى بلاء حسنا.
ولكن، لماذا تناسى بوعيدة، حتى لا أقول نسي مجبرا، الحديث عن الذين يعيشون مرفهين بين ظهرانينا “بيليكي” بدون عمل، وينامون في العسل، ويتمتعون بحقهم في الكسل، ويجولون العالم بلا كلل؟ بان ليه غير نيمار وبنزيمة ورونالدو؟
وبما أني صادفت هذا الشريط على صفحة خاصة بنساء ورجال التعليم من المنخرطين في الحزب الاشتراكي الموحد، انبريت إلى التفاعل بهذا التعليق:
أتحدى أي رفيق يدعي القدرة على أن يثبت لي أن هذا الكائن الانتخابوي ينطلق في كلامه من مبادئ اشتراكية أو من مرجعيات يسارية واضحة. أتساءل: هل نحن في حاجة إلى بوعيدة ليشخص لنا الواقع الذي نعيش فيه حتى تتضح رؤيتنا لما يمور فيه؟ الرجل أستاذ جامعي، ولكن الجانب الديماغوجي في شخصيته يتغلب على الجانب الأكاديمي فيها. لا أرى فرقا بينه وابن كيران، كلاهما ظاهرتان صوتيتان وبارعان في فن “الحلقة” وسرد النكت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى