الشكايات الكيدية وانعكاسها السلبي على سمعة الجامعة والجامعيين بقلم عبد الحق غريب

برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة دخيلة على الجامعة العمومية، تتجلى في رفع بعض المسؤولين، ذوي النفوس الضعيفة، شكايات كيدية ضد الأساتذة الباحثين والموظفين بشكل عام وضد مناضلي النقابة الوطنية للتعليم العالي بشكل خاص..
أطرح هذا الموضوع لإثارة الانتباه، اولا للتصدي لهذه الظاهرة الدخيلة بكل الوسائل المشروعة (النوتع…)، وثانيا وهذا هو المهم، للحيلولة دون الوصول إلى المحكمة في حالة رفع الشكاية، لأن ذلك فيه إساءة لسمعة الجامعة وخدش لصورة الأستاذ الباحث… وإليكم مثالا حيّا عشته شخصيا عندما قدم نائب العميد المكلف بالبحث العلمي بكلية الآداب شكاية ضدي بتهمة السب والقذف وإهانة موظف أثناء قيامه بعمله.. وقد كان 3 أساتذة باحثين شهوداً لصالحه، ضمنهم نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية :
1- يوم المواجهة بمقر الأمن الوطني.. عندما توجهت إلى مقر الأمن الوطني، وجدت نائب العميد والشهود في انتظاري جالسين في ممر (couloir) على مقعد من خشب، يجلس عليه اللصوص والمجرمين وذوي السوابق وأصحاب السيليسيون وغيرهم، ولا أعرف كم مر من الوقت وهم ينتظرون على المقعد الخشبي قدوم الشرطي المكلف بالملف (عوض الجلوس بمكاتبهم بالكلية..)… الممر يمر منه العاملين بالمقر “غاديين جايين”، وكلما مر أحدهم ينظر إلينا ولا أحد يدري ماذا سيقول عندما يعرف أن الجالسين على المقعد هم نخبة المجتمع “مخاصمين”، وأنهم ينتظرون، ربما أحد طلبتهم ليأخذ أقوال هذا وأقوال ذاك…
2- أثناء المواجهة، وجه الشرطي المكلف بالمحضر كلامه لنائب العميد المشتكي قائلا: شوف أستاذ، بغيت نصحكم.. حنا هنا نحترمكم وتانشوفو فيكم الأساتذة الجامعيين قدوة لنا وقدوة للمجتمع، والناس عامة تيشوفو فيكم نفس الشوفة.. أنصحكم حلو مشكلكم في الجامعة راه المحكمة غ غادي تبهدلو وتكرفسو ب “سير واجي”.. رفض المشتكي النصيحة وأصرّ على متابعتي (حالف حتى ندخل الحبس ههههه).
3- خلال الجلسة الأولى بالمحكمة.. وصل الأساتذة الأجلاء الأربعة إلى قاعة الجلسات بالمحكمة قبل الساعة 12 زوالا.. دخلوا وهم “حشمانين”، وأخذوا أماكنهم فوق الكراسي مع الناس داخل القاعة إلى ما بعد الساعة 2 زوالاً… جلسوا حوالي 3 ساعات، إلى أن أعلن القاضي عن تأجيل الجلسة…
كلية الآداب كانت غارقة في المشاكل الإدارية والبيداغوجية والبحث العلمي ليس على ما يرام. للأسف، عوض أن ينكب نائبا العميد والأستاذين على إيجاد حلول لهذه المشاكل كل من موقعه، أبوا إلا أن يتركوا الجمل بما حمل ويضيعون وقتهم في “سير واجي” بين مصالح الشرطة والمحكمة، بنية إخراس صوت ينتقد سوء التسيير ويفضح الخروقات والاختلالات بالكلية…
تخيلوا معي عندما تنطلق جلسات المحكمة والقاعة مليئة بمختلف شرائح المجتمع، ثم ينادي القاضي على سعادة نائب العميد، ويبدأ : سمَيْتك سمَيْت موك سمَيْتك باك، فين خدام.. هز يدك اليمنى وقل أقسم بالله ان أقول الحق… ثم يسأله : مالك مع هذا الأستاذ؟
فيجيبه نائب العميد: “عايرني نعاماس”….
ثم ينادي على الشاهد الأول، والشاهد الثاني، والشاهد الثالث، مع نفس الأسئلة وهز يديك اليمنى ووو… وفي الأخير يأكدوا أن الأستاذ غريب عاير نائب العميد ديالهم…. ماذا ستقول هيئة المحكمة وماذا سيقول عامة الناس الحاضرين في قاعة الجلسات وماذا ستنشر الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، وماذا سيقول الرأي العام المحلي والوطني؟
أليست هذه إهانة للأستاذ الباحث وإساءة لسمعة وصورة الجامعة العمومية ؟