الملك محمد السادس يدعو الأمم المتحدة إلى التحرك لإنهاء الكارثة الإنسانية في فلسطين

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، في كلمة أمام رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، إلى تدخل دولي عاجل في أعقاب التطورات الخطيرة وغير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
شددت رسالة العاهل المغربي للرئيس شيرمان الشيخ نيانغ على خطورة الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة، وسلطت الضوء على الدمار الواسع النطاق للمنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة وغيرها من البنية التحتية المدنية.
“على الرغم من الدعوات إلى وقف التصعيد وضبط النفس، والسماح للأدوية وغيرها من مساعدات الإغاثة بدخول الأراضي، واصلت إسرائيل قصفها العشوائي، إلى جانب توغل القوات البرية في قطاع غزة، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص ونصف من الفلسطينيين وإلى مزيد من القتل والدمار”، يقول العاهل المغربي.
دعا ضمير المجتمع الدولي، وحث القوى الإقليمية والعالمية ومجلس الأمن الدولي على الاتحاد في فرض وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وفقا لضرورة الالتزام بالقانون الدولي والقيم الإنسانية.
في تذكير بالخسائر البشرية الناجمة عن الحرب العقابية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، لفت الملك محمد السادس الانتباه إلى الكارثة الإنسانية المؤلمة في غزة.
وتحدث عن الحاجة الملحة إلى تشكيل جبهة دولية موحدة لمعالجة الوضع المزري في غزة، مشددا على أن مجلس الأمن الدولي، المكلف بالحفاظ على الأمن والسلام العالميين، “يجب أن يضع حدا لحالة الانقسام الحالية”.
كما سلط العاهل المغربي الضوء على الأولويات الأربع العاجلة التي تم تحديدها خلال القمة العربية والإسلامية المشتركة في المملكة العربية السعودية يوم 11 نوفمبر 2023:
1. العمل على وقف التصعيد بشكل عاجل وملموس ووقف الهجمات العسكرية.
2. ضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي.
3. تسهيل التوصيل المستمر للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
4. خلق بيئة سياسية مناسبة لإحياء حل الدولتين.
واعتبر الملك محمد السادس أن الاستفزازات والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة تؤدي إلى تخريب جهود السلام الدولية وهي الأسباب الرئيسية للوضع الراهن.
وقال العاهل المغربي: إن التصعيد الأخير هو أيضا نتيجة للممارسات الإسرائيلية المتطرفة الممنهجة والإجراءات الأحادية والاستفزازات المتكررة في القدس، والتي تقوض الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع .
كما شدد الملك محمد السادس على ضرورة السلام والأمن والحياة الكريمة للجميع في المنطقة، مشددا على أهمية إنهاء محنة الفلسطينيين المستمرة منذ عقود “وفقا لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن على أساس حل الدولتين”.
واختتم بكلمة أمل، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل جهود متضافرة لإحياء عملية السلام، مجددا دعم المغرب الثابت لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.