ثقافة و فن

مهرجان فاس للثقافة الصوفية وروحانيات العالم: الدورة السادسة عشرة

 سينعقد مهرجان فاس السادس عشر للثقافة الصوفية في الفترة من 20 إلى 27 أبريل. سيتم تمثيل الثقافة الروحية الإفريقية بشكل خاص خلال هذه النسخة، بمشاركة المغني حساني ييا، والمغنية الموريتانية فاتو منت إنغدي، والمغني السنغالي سيني كامارا، والمطرب التنزاني الملهم يحيى حسين عبد الله (الحائز على جائزة الآغا خان للموسيقى 2022 ).
خلال لقاء صحافي انعقد أمس الإثنين بالدار البيضاء من أجل تسليط الضوء على فعاليات هذه التظاهرة، أبرز المنظمون أن نسخة 2024، المنظمة تحت شعار “اعرف نفسك بنفسك”، تتمثل تتويجا لتجربة طويلة للمهرجان الذي يروم مواصلة الترويج للهوية والمكونات الثقافية للمملكة، مع انفتاح أكثر على الروافد الصوفية في جميع أنحاء العالم.
وقال رئيس المهرجان فوزي الصقلي إن “الموضوع المختار لهذه الدورة يتعلق بالفرد والجماعة، المدعوون إلى طرح تساؤلات مع وعلى أنفسهم بغية خلق الفكر، وهذا ما نعتبره هدف الثقافة الصوفية والروحية”.
وأضاف الصقلي، أن هذه النسخة ستتميز بمشاركة إفريقية خاصة من موريتانيا والسنغال وتنزانيا، واعدا ب”أن الجمهور سيعيش سفرا موسيقيا فريدا عن طريق الموسيقى الصوفية الآسيوية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على المكانة المهمة للثقافات الصوفية وأشهر الطرق الصوفية المغربية (الزاوية)”.
وحسب الصقلي فإن “التجربة المتراكمة خلال الدورات السابقة تغذي رغبتنا في توسيع نطاق المهرجان، وذلك بهدف تعميق المعرفة بالثقافات والأفكار الصوفية في جميع أنحاء العالم”.
تقام أمسية الافتتاح في حديقة جنان السبيل مع عرض “دين محبة” الذي تقدمه فاطمة الزهراء القرطبي، عبد القادر غيط وفرقته صوفيا هادي، ييا ماء العينين (المغرب)، سيني كامارا (السنغال)، الكرزة الحامضة الموريتانية، فاتو منت إنغدهي و يحيى حسين عبد الله (تنزانيا) .
ويقدم المهرجان هذا العام العديد من الفعاليات الفريدة. وسيقدم الباكستاني سين زاهور حفلا موسيقيا بعنوان: “البحث عن الحبيب ” حيث سينقل صوته المغناطيسي رسالة الشعراء الصوفيين. وبذلك سيكون للجمهور موعد يوم 21 أبريل في حديقة جنان السبيل مع الحب والسعي إلى الاتحاد بين البشر والحبيب الإلهي.
وريثة تقليد إيغاوين، فاتو مينت إنغدهي، سوف تغني القصائد القديمة، والملاحم المؤسسة للإمبراطوريات الماضية والحب المأساوي للعشاق المذهولين. وهي تستدعي الحب الإلهي للصوفيين البرعي وابن الفريد. باعتباره منفتحا دائما على روحانيات العالم، سوف يكون جمهور المهرجان يوم 24 أبريل على موعد مع عازف التشيلو الفرنسي أوريليان باسكال. سوف تردد جدران قصر دار عديل متواليات باخ الثلاثة الأولى. سيكون مهرجان فاس للثقافة الصوفية 2024 غنيا بلحظات تقاسم القوة العاطفية العظيمة. ومن بين هذه اللحظات حفل “أنا موفريني” (25 أبريل في حديقة جنان السبيل). تنشر هذه المجموعة رسالة عالمية للسلام والوحدة من خلال مشاركة شغف أعضائها باللغة الكورسيكية والحفاظ على التراث الثقافي .
ويشهد برنامج المهرجان أيضا لقاء بين اثنين من كبار المطربين الصوفيين، المغربي مروان حاجي والتنزاني يحيى حسين عبد الله. وخلال حفل “بينك وبين روحك” يمنحون أصواتهم لقصائد مستوحاة من المتصوفة الحراق، الشستري والبوصيري. علاوة على ذلك، ستشارك معلمات مكناس الفن الصوفي للمصمودي على إيقاع الجويل والطبلة والبندير. بتوجيه من المعلمة حسنة، ستقيم وارثات نوع موسيقي فريد خاص بمكناس طقوسا نشوة أنثوية وسينشدن مدائح طويلة تكريما للنبي والأولياء الصالحين. لا يمكن أن نحتفل بمهرجان فاس للثقافة الصوفية دون لقاءات الطريقة القادرية – البوشيشية، الوزانية، الصقليية والشرقاوية . ستشارك هذه الزوايا الأربعة من المغرب تراثها الموسيقي والطقوسي طوال المهرجان. مثل طقوس العلاج، ستقدم حمادة فاس بقيادة الأستاذ عبد الرحيم عمراني المراكشي، في دار عديل، ليلة روحية، حيث سيغمرنا الراوي فريديريك كالميس بأساطير الأخوة الرائعة. وستستضيف الأمسية الختامية لمهرجان فاس للثقافة الصوفية السادس عشر فرقة طيبة ودراويش دمشق. تؤدي إيقاعاتها المدروسة إلى الرقص المتنشي لدى الدراويش الدوارين وتدعونا للسير في طريق العاطفة الروحية (الحال).
وتشمل قائمة هذه النسخة أيضا، عقد موائد مستديرة حول مواضيع مختلفة: «على خطى إبراهيم»، «الاعتناء بالروح»، «ابن عربي ورومي، حوار دائم»، «ما بعد الإنسانية: أي مكان للروحانية ؟»، و «التراث الأندلسي، أي دروس للمستقبل ؟».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى