ابراهيم ياسين .. الفقد المؤلم ليساري قح (*)

آخر لقاء لي مع الرفيق إبراهيم يوم 09 دجنبر 2023 بمنزله قبل وفاته ب 12 يوما، كان رفيقنا مسرورا بالزيارة، بدا ذلك من خلال تعابير وجهه الناصع وابتسامته المعهودة التي تفيض حياء وكبرياء. جاهد لاستقبالنا رغم مرضه، تحدثنا قليلا في كل شيء، إلا في شؤون الحزب، وغادرنا منزله، إلى أن التقيناه للمرة الأخيرة وهو في كفن.
كلمات أرثي بها الرفيق القائد ابراهيم ياسين.. الشافعي، ومن خلاله زوجته عائشة وأولاده سمير وسليم وسهام ورفاقه القابضين على الجمر.. علها تشفي من الفقد المؤلم لأب حنون، قائد ملهم ونجم مضيء ومرجع لليسار. فصبرا جميلا لهم جميعا.
————————-
تختبئ الكلمات
خلف ستارات الحقيقة
كأنها تخجل من وصف قامتك
سي ابراهيم
فيا عزة ابراهيم
ويا حسرة ابراهيم
***
يا وطني
الوجع الدائم
الناعم النائم
***
هل ارثيك؟
أفترض لو كنت حيا
أن ترْفُض الرثاء،
لأن الثناء بعد الموت “خسارة”
لكن رثاءنا يَشفي
وإن كان لا يُجدي
فيدانا التي ..
أهدت جثمانك الناصع للردى
مرتجفة من معدنك الخالص
إجلالا وإكبارا
رفيقي الذي يأبى الرثاء
رفيقي الذي التحم الملكوت
وغادر الساحات والحراكات
مارس..فبراير ..الريف.. جرادة.. فكيك.. ورزازات
****
لا بأس رفيقي وأنت الغائب الحاضر
أن نتألم للفقد كما نشاء
أبكيك رفيقي
كما ابكي الندم
كما أبكي أخطاء التفريط
***
نم هناك وشُمْ بعمق رائحة التراب
تراب فضالة وثوار بني يخلف.
****
أصدفةً أن تترجل عن صهوتك
في العشر الأواخر من كانون الأول ؟
أصدفةً أن تجمعنا مراسيم الوداع
في الثاني من مارس؟
آذار الذي تعشقه
23 مارس
يا رفيق أبو مارس
أم أنَّا نحتفل جميعا بذكرى الحرية
ذكرى الاستقلال “الفعلي”
مهما بدلوا التاريخ تبديلا
****
انت أيها الروداني/ الشافعي
لوحدك امة
وجنة للحب والديمقراطية
****
لست بشاعر
لكن غيابك أوقد فيٌَ
كل قصائد الرثاء
كل آلام الفراق
كل الثورة المنشودة
***
إبراهيم
رسمت لنا إبراهيم الطريق
فأنت المبتدأ وأنت الخبر
وأنت الفعل والفاعل
وكنت مفاتيح التاريخ والفلسفة
وفانوس العرفان والمعرفة
وينحني التاريخ عند أقدامك متوددا أمل المستقبل
***
هاذي شذرات رثاء
أناجي بها الفقدان
وانا وحدي مسؤولها
أمام الزمان.
***
لم يمت القائدُ
“إبراهيم” الملهم
وإنما الأموات الصنم.
كلهم ، وقتَ الكلام ، انخرسوا
من يثني على الفقيد
يتْبع خطاه
يتْبع خطاه…
العلمي الحروني – تمارة، 26 فبراير 2024
______________
(*) دونت هذه الكلمات كوفاء لروح رفيقي ابراهيم ياسين، هي في الحقيقة كلمات كانت ستلقى يوم 2 مارس 2024، لكن اللجنة المنظمة أخبرتني للتو بقرارها عدم برمجة القصائد الشعرية أو النثرية أو ما شابه خلال اللقاء التابيني ليوم 2 مارس، لتكتفي بضمها إلى الكتيب المعد لهذا الغرض في الطبعة الموالية.
لذلك قررت تعميمها بجداري