ثقافة و فن

جمعية بنسليمان الزيايدة تنظم حفل توقيع مؤلف ” عقابيل” للكاتب الخياطي خياطي

نظمت جمعية بنسليمان الزيايدة يوم الجمعة فاتح مارس 2024 بالفضاء الجمعوي للجمعية حفل توقيع مؤلف ” عقابيل” للكاتب الخياطي خياطي، الحفل الذي حضره مجموعة من المهتمين بالشأن الأدبي أدار أشغاله عضو المكتب التنفيذي للجمعية المصطفى بنصباحية و قدم له الناقد و عضو مكتب الجمعية أيضا الدكتور عبد الاله رابحي،
الدكتور عبد الاله رابحي في قرائته للمؤلف أبرز أن النص السردي الذي تتموقع فيه أحداث الرواية هو عبارة عن حكاية يرويها السارد ( صالح) لأبنائه و أحفاده مثلت فيها الوعكة الصحية التي أصابته شرارة الكتابة بمعنى الحافز خلف رواية الوقائع و الأحداث و يمكن هنا استحضار ” la madeleine de Proust ” التي مثلت شرارة إنتاج 6 مجلدات كما أن الحكي مرتبط بالذاكرة و كتابة الذاكرة مرتبطة بالمشاعر و بالاحساس كما يؤكد على ذلك باشلار أي أن الحكي مرتبط بما علق بالذاكرة، و النص يمثل أيضا الانتقال من الحكي بمعنى الشفهي إلى التدوين الكتابي الذي قام به الأبناء و الأحفاد، و يمكن الوقوف على 3 أبعاد في قراءة النص: البعد الأول مرتبط بتجربة صالح في الفيتنام ضمن الجيش الفرنسي في إطار حرب غير معني بها فيما يتعلق البعد الثاني بمقاطع تخص علاقات السارد بالعائلة، أما البعد الثالث فيخص الانتقال من المرحلة التي عاشها السارد في المنطقة الفرنسية ضمن الجيش الفرنسي أي جيش المحتل إلى المنطقة الإسبانية للالتحاق بخلايا المقاومة و جيش التحرير. هذا الانتقال على مستوى الجغرافي رافقه انتقال من مرحلة اندافعية و مرحلة الحماس التي تحمل معها وخز للضمير حول مشروعية القتل إلى مرحلة الوعي بضرورة الكفاح المسلح من أجل تحرير الوطن و ما تتطلبه من تكوين و تدريب و تأطير ساعد السارد على تجاوز وخز الضمير و الإيمان بمشروعية القتل في العمل العسكري و السياسي كما أن الغاية تبرر الوسيلة. كما لم يفت السارد حكاية معاناته مع الحركة الوطنية الشيئ الذي طرح عليه سؤال: هل صالح الذي دخل جيش التحرير من أجل تحرير الوطن قد أنهى مهمته أم تنتظره مهام تاريخية أخرى؟
الرواية تبرز كطلك أحداث و وقائع تربط الماضي بالحاضر لتتعرف الأجيال اللاحقة سياقات و أعمال و أفعال الأجيال السابقة.
الكاتب الخياطي خياطي بين في كلمته أن أبطال الرواية و شخوصها من أوساط متعددة جمعتهم فكرة الانضمام إلى الخلايا و الوحدات الكفاحية من أجل تحرير الوطن، لم تكن لهم خلفية أديولوجية أو نزوع إلى السيطرة و الحكم بل كان هدفهم الحرية و الشرعية.
الرواية يضيف الكاتب لم تقتصر على جانب الكفاح فقد بل امتدت إلى إبراز معالم البلاد و حالة المجتمع انطلاقا من رصد الطقوس و العادات و طرق العيش و سبل التواصل و مواقف الساكنة و ردود فعلهم تجاه القضايا و الاحداث و تفاعلهم مع الكفاح الوطني و ذلك من خلال رسم شخوص الرواية و تطور وضعياتهم و معاناتهم و المحن و المخاطر التي تعرضوا لها، لم يكن الجانب السياسي و التاريخي غائبا رغم حضورهما الباهت من حيث تطلعات حركة التحرير و ما حققته و ايضا الصراعات التي تفجرت بعد التحريرو الخلافات التي وقعت و ما أنتجته من أحداث و من تجاوزات جعلت رجال الحركة يتعرضون لمضايقات و ضغوطات كانت سببا في حفر جروح و نذوب طيلة حياتهم و شكلت مصدر حكيهم و بوحهم لوقائع المغرب المغيب. عقابيل تحكى بخلفية رد الاعتبار لرجال ظل مجدهم معتما و مقصيا.
بنسليمان في 4 مارس 2024
المصطفى بنصباحية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى