وجهة نظر

لا يا بنكيران، أنت لست لا المهدي المنتظر ولا المنقذ من الضلال!

أحمد رباص

يعتبر عبد الإله بنكيران نفسه المنقذ من الضلال أو المهدي المنتظر من خلال إعلانه المستمر أنه أنقذ المملكة من الربيع العربي وحركة 20 فبراير وأنه حارس معبد الدين ومؤسسات المغرب.
في كل مرة تجد بلادنا نفسها أمام استحقاق اجتماعي أو دستوري أو أمام قرارات كبرى، يقدم عبد الإله بنكيران نفسه كبطل ليعلن أنه بفضله تتمتع المملكة بالاستقرار وتطور القوانين. هو الذي، كما قال مراراً وتكراراً أمام أتباعه ومريديه، أنقذ المملكة من الربيع العربي وحركة 20 فبراير، بحسب جريدة «الأخبار» في افتتاحيتها يوم الثلاثاء 12 آذار (مارس).
مؤخرا، أعلن أنه كان أصل مبادرة المساعدة المباشرة للعائلات، فيما يعلم الجميع أن الفضل يعود للملك محمد السادس، وهو الآمر صاحب القرار والمخطط. وأضافت الجريدة أن نفس الشخص يقود حاليا حملة شرسة ضد مشروع تعديل مدونة الأسرة الذي أطلقه جلالة الملك، بالنفخ في صدره واللجوء إلى الخطابات الشعبويةعساها تنسب إليه الفضل في هذا القرار الملكي.
لكن كل المغاربة يعلمون، وفي مقدمتهم بنكيران، أن الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، لن يقبل أي مبادرة من أي جهة من شأنها المساس بالثوابت الدينية والوطنية للمملكة. لكن زعيم حزب العدالة والتنمية يريد محاربة طواحين الهواء من خلال تقديم نفسه كحارس معبد المملكة ودينها ومؤسساتها.
والحال أن زعيم الاسلاميين يعلم مسبقاً أن خرجاته المدوية باطلة أمام ما يقرره أمير المؤمنين. لعبة بنكيران، التي كثيراً ما ساعدته في رحلته السياسية والانتخابية، هي استباق الأحداث، كما يفعل مع مدونة الأسرة من خلال جعلها خاصة به.
ونقرأ في افتتاحية “الأخبار” أن بنكيران، من خلال اعتباره نفسه “المهدي المنتظر”، ينسى أنه يتدخل في مسؤوليات رئيس الدولة. وخاطب كاتب الافتتاحية رئيس الحكومة السابق قائلا: لا يا سيد بنكيران، أنت لست النجم الذي يضيء هذا البلد، لأن هذه الدولة الأمة مفعمة بالتاريخ بفضل ثوابتها المقدسة وملكيتها الدستورية التي تجنبت كل أنواع المخاطر لقرون. لذلك، من حق الجميع أن يقترحوا ويفسروا، لكن الملك وحده له الحق في اتخاذ القرار وفق ثوابتنا وروح عصرنا، تختم الافتتاحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى