مجتمع

رسالة لرئيس المجلس الجماعي لبني ملال لفتح تحقيق حول عدم استيفاء الاجراءات والتدابير ل”طلب تشريح جثة”

من السيد عبد الحق غريب باسم إخوته وأخواته إلى السيد #رئيس_المجلس_الجماعي_لبني_ملال

الموضوع : طلب فتح تحقيق

بتاريخ 19 مارس 2024، وفي إطار الإجراءات المعمول بها في الدفن، حلت الطبيبة رئيسة المكتب الجماعي لحفظ الصحة بمدينة بني ملال بمنزل أختي الكائن بجنان الطاهر قصد معاينة جثة والدتنا، رحمة الله عليها، والتي وافتها المنية يوم الاثنين 18 مارس 2024 حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، أي قبل حوالي ساعة من وجبة الفطور في هذا الشهر الكريم.

بعد معاينة الجثة، طلبت مني الطبيبة ان ألتحق بها بالمركز الصحي.. وهناك، وأنا انتظر رخصة الدفن، لاحظت أن ثمة شيء غير عادي.. وعندما سألتها ماذا في الأمر. أخبرتني أنه يجب القيام بمعاينة ثانية !!

فهمت أن الأمر يتعلق بعملية التشريح، وأعرف أن هذه الأخيرة تتطلب عدة إجراءات قد تطول، وأن الأسرة والعائلة والأهل والأحباب لن يتقبّلوا الخبر، خاصة أبناءها وبناتها، اولا لعدم الحاجة إلى عملية التشريح للأسباب التي سأتكلم عنها من بعد، وثانيا لأن خبر التشريح لا بدّ أن يسيء إلى سمعة الأسرة في مجتمع تقليدي لا يرحم، وسيستنزف سدى وعبثا جهد ووقت الشرطة القضائية والشرطة العلمية والتقنية والنيابة العامة ومصالح أخرى، وسيطلق العنان لألسنة السوء والقيل والقال في مجتمع لا يرحم..

من أجل كل هذا أخبرتها، بعد أن قدمت نفسي، بأن الهالكة، أمي رحمها الله، هي امرأة طاعنة في السن (حوالي 90 سنة)، وأنها منذ حوالي 3 أشهر وهي ممدّدة على السرير بسبب عجزها عن الحركة لتقدمها في العمر، ما أدى إلى تعرضها إلى تقرحات الفراش أو ما يسمى في الطب بالفرنسية ب les escarres كما هو معروف حتى لدى عموم الناس، وأخبرتها أن طبيب يزورها منذ مدة وباستمرار لفحصها ومتابعة حالتها الصحية ومعالجة التقرحات بجسمها، وأخبرتها أيضا أن المرحومة رقدت بمصحتين خاصتين ببني ملال قبل حوالي شهر ونصف ولها ملف طبي، وأخبرتها كذلك أن يوم وفاتها كان جميع أبنائها وبناتها بجانبها منذ الصباح وفقيه الحومة يقرأ القرآن في انتظار أن تسلم روحها إلى باريها، كما هي عادة جميع المغاربة… وأخبرتها.. وأخبرتها.. دون جدوى.

لم تقتنع الطبيبة بكلامي، وهذا من حقها كما أن من حقها أن تشك في أسباب الوفاة، بيد أن ما أثار انتباهي واستغرابي وشكوكي هو أنها لم تسألني البتّة عن اسم الطبيب الذي كان يزور المرحومة ويعالجها، على الأقل لتتأكد من صحة ما أقول، ولم تطلب مني الملف الطبي… أصرت بكثير من العناد والتعالي على قرارها وقلت لها في الأخير : “حشومة عليك دكتورة، راك غادي غير اتكرفسي علينا وعلى الناس ورمضان هذا”… اعطتني وثيقة “طلب تشريح جثة” وانصرفْتُ وهنا مربط الفرس..

نعم، هنا مربط الفرس وهذا هو الموضوع الأساسي في هذه الرسالة، لأنه في الوقت الذي كان فيه أفراد الأسرة والعائلة والأهل والأحباب والجيران والأصدقاء داخل وخارج المنزل ينتظرون سيارة الإسعاف لحمل الجثة نحو المسجد للصلاة على روحها الطاهرة ثم نحو المقبرة للتعجيل بدفنها، إذا بسيارة الشرطة وسيارة الشرطة العلمية والتقنية تتوقفا أمام المنزل من أجل القيام بالمتعين، قبل حمل الجثة إلى المستشفى الإقليمي قصد التشريح، أمام ذهول وصدمة الجميع.. مع الإشارة إلى أن عددا من الأحباب والأصدقاء قدموا من مدن بعيدة (مراكش، الجديدة، القنيطرة، الدار البيضاء…)، ومنهم من جاء لتقديم التعازي وحضور مراسيم الدفن، وسيرجع من حيث أتى في نفس ذاك اليوم من أيام شهر رمضان المبارك.

في هذه اللحظة تعالى الصراخ والعويل وبدأت الإغماءات بين صفوف النساء، ضمنهن بنات المرحومة، وكادت صدمة فراق الام أن تتحول إلى كارثة فراق الأم وبناتها، وبدأت الأسئلة تتناسل بين الناس عن أسباب الوفاة، وتحول المنزل من بيت عادي فارقت فيه أمّ عجوز الحياة بين أحضان أبناءها وبناتها البررة، يشهد لهم الجميع بحبهم وعطفهم عليها، إلى مسرح شبهة جريمة قتل، والمتهمون الرئيسيون هم نحن أبناء وبنات الراحلة.. كل هذا بسبب “طلب تشريح جثة” متسرّع ولم يستوفي جميع الاجراءات والتدابير المفروضة في حالة هذه الوفاة بالضبط، وما كان له أن يكون لو كان طبيب/ة آخر متمرّس وحكيم.

لماذا لم يستوفي “طلب تشريح جثة” جميع الاجراءات والتدابير المفروضة في حالة هذه الوفاة بالضبط ؟
الجواب طبعا، بالإضافة إلى ما سبق ذكره أعلاه، هو ما يتعلق بالطبيب زميلها الذي عرفت من بعد أنها تعرفه، والذي كان يعالج المرحومة ويزورها باستمرار، حيث أنه عاين بداية التقرح في الجهة اليمنى من وجهها يوم الأربعاء 13 مارس، أي 5 أيام فقط قبل وفاتها.، وكنا حاضرين نحن أبنائها وبناتها واخبَرَنا ان بداية تقرح الفراش بدأت تظهر على مستوى وجهها من جهة اليمين، وأنه علينا أن نعمل على تغيير الجهة التي تنام عليها كل ساعتين.

بناء على كل ما سبق، نطلب منكم السيد رئيس المجلس الجماعي فتح تحقيق نزيه وشفاف في الموضوع واتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة حتى لا يتكرر مثل هذا الخطأ الناتج أساسا عن تسرّع الطبيبة في اتخاذ القرار وتجاهلها لأهم معلومة كانت حتما ستفيدها قبل الحسم في “طلب تشريح جثة”، الذي أساء إلى سمعة الأسرة في مجتمع تقليدي لا يرحم، واستنزف سدى وعبثا جهد ووقت الشرطة القضائية والشرطة العلمية والتقنية والنيابة العامة ومصالح أخرى.

عبد الحق غريب-استاذ جامعي بالجديدة و عضو المجلس الوطني للحزب

نسخة موجهة للإخبار والتأمل إلى كل من :
– #وزير_الصحة
– #الهيئة_الجهوية_للطبيبات_والأطباء_بجهة_بني_ملال_خنيفرة
– #المدير_الجهوي_للصحة_بجهة_بني_ملال_خنيفرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى