حوارات

سعاد بازي اسم لازال يسعى لترسيخ ذاته، يرى أن الإبداع ليس للتباهي، إنما لإلقاء الضوء في العتمات..

حوار تنوير لهذا العدد خصصناه لضيفة مميزة تفرغت للكتابة والقراءة و اهتمامات أخرى كالسفر
تهتم أحيانا بأطفال في وضعيات صعبة، وبالأطفال المختلفين كالتوحد، ولها مشروع كتاب في هذا الشأن، لها إصدرات أدبية كثيرة منها: تأشيرة باب الحياة/ ثلاثة أرباع قلب/ حِبر من الجلنار/ سأعبر جسر القصيدة حصتي من الإرث: شجرة. تناول عدد من النقاد أعمالها وترجمت لعدة لغات مكلفة باختيار النصوص للنشر في مجلة لبنانية وازنة.الشاعرة ابنة الحمامة البيضاء “سعاد بازي”

السؤال 1:

من هي سعادبازي ليتقرب منك زوار جريدة تنوير الإلكترونية ؟

الجواب:
أستهل هذا الحوار بالشكر الوفير للإعلامية الرصينة نعيمة أيت ابراهيم
سعاد اسم لا زال يسعى لترسيخ ذاته ، تشتغل بأبجدية ربما لم تصل بعد لسن الرشد ، حروفها تصاب أحيانا بالهذيان والغزارة سعاد بازي ترى أن الإبداع ليس للتباهي وإنما لإلقاء الضوء في العتمات اسم له وقع على امتداد الوطن العربي رغم أنها لا تملك دهاء وحكمة” بلقيس ” ولا تملك جرأة وشجاعة ” نوال السعداوي”.

السؤال 2:

بداية وأنا أبحث في إصداراتك الأدبية أكثر شيء جذبني هو العناوين مختارة بعناية ودقة، تأشيرة باب الحياة، ثلاتة ارباع القلب، حب على ربابة فقدان، مكعبات كذب…، هل هذا هو السر في نجاح أعمالك؟

الجواب:
العناوين تعتبر العتبة والدليل على المحتوى ، قد تفتح شهية القارىء للقراءة وقد تصرفه عنها أحيانا يأخذ اختيارها وقتا ليس بالهين وأحيانا العنوان الذي يأتي تلقائيا يكون أفضل ‘ غالبا أرفض بلباقة تدخل أطراف أخرى في اختيار العناوين الإنطباع الأول يأتي منها ثم من بصمة الإختلاف التي تتميز بها كتاباتي كما قال عدد من القراء والنقاد أن النصوص التي أكتب يتعرفون عليها دون تذييلها باسمي

السؤال 3:
هل لديك مشروع معرفي واضح تقدمه عبر أعمالك الأدبية؟ وإلى أي جنس أدبي تميل أكثر؟

الجواب:
أحاول أن أجعل من كتاباتي جبرا للإنتكاسات، رغم أنني أراوح بين انتصارات وانهزامات كل النصوص التي أكتب تنحسر بين الخيال والواقع مع اقتناص البلاغة وبث روح الشعر في الجسد النثري الشيء الذي يلبسها إغراء فكريا ملحوظا ربما هو السبب في نجاحها وتميزها
كتاباتي تميل أكثر للنصوص النثرية وهذا النوع حر طليق متجدد يبتعد عن ثقل الإرث القديم وصيغه المقيدة في الوزن والقافية المقولبة في نسق واحد.

السؤال 4:
ما هل الكتابة النسائية فهل أم رد فعل يرتبط بموقف معين؟

الجواب:
الكتابة النسائية لا تختلف عن مجمل الكتابات ولكن المرأة حديثة العهد بالكتابات المشاكسة
ربما يفرض عليها الواقع ألا تتجاوز حيزا معينا ودائرة مغلقة الكتابات النسائية غير حاصلة على تأشيرة تدخل منها إلى الحياة من بابها الواسع أحيانا تخرس صوت قلبها وبوحها وتجعل مواضيع الغزل خاضعة للقن (الكود) وتحشر كتاباتها محصورة في بوتقة معينة، وإن كانت حاليا تقفز قفزات نوعية وتخوض مضمارا بات إلى حين حكرا على الشعراء.

السؤال 5:
ترجمت أعمالك إلى لغات كثيرة هل الأمر تشريف أو تكليف؟

الجواب:
ترجمة أعمالي هي من جهة تشريف لها دون شك لأن كل الأقلام التي قامت بالترجمة هي أقلام متطوعة لم أشتريها ولم أقدم لها طلبا
وقد تمت الترجمة إلى اللغة الإيطالية من طرف الأديبين : نور الدين المنصوري من المغرب والهادي الجويني من تونس
إلى لغة موليير: بقلم الأديبين: محمد علوي المحمدي من المغرب وسعيد السنوسي من الجزائر
ثم إلى الإسبانية : بقلم : أشرف عبد الرحمن ، فتيحة بجاج ، خديجة الميموني وآخرون
إلى البرتغالية بقلم الأديبة : تغريد بو مرعي
الترجمة أيضا تكليف لأنها تجعلني حريصة على الاحتفاظ بمستوى كتاباتي وعدم اعتمار التفاهة و والعمل على تطوير المضامين وتنوعها

السؤال 6:
كيف هي الكتابة النسائية في المغرب اليوم ؟

الجواب:
الكتابة النسائية في المغرب اليوم كنظيرتها في باقي الدول العربية تشهد ثورة وزخما كبيرا على مستوى الإنتاج في مختلف الأجناس الأدبية باستثناء المجال النقدي الذي نلمس فيه فقرا كبيرا لا يساير الوفرة الإبداعية.
وهذه الوفرة لا تعني الإبداع الجيد بل هناك الغث والسمين. ومرد هذا إلى غياب الموضوعية النقدية وشيوع ظاهرة المحاباة والمزايدات والمبالغات لدى الكثير من النقاد الذين يعملون عن قصد أو غير قصد على إفساد الابداع . فإذا نحن قمنا بغربلة كل الانتاجات قلما نجد الجودة المطلوبة. وعموما يبقى أن للمرأة المبدعة حضورها الذي كان مغيبا خلف ستار الذكورة المهيمنة.

السؤال 7:
هل للكاتبة حدود حمراء لا يجب أن تتخطاها؟

الجواب:
الكاتبات العربيات هناك من قطعت شوطا قصيا في التطرق إلى المواضيع المسكوت عنها والطابوهات
هناك أقلام مشهود لها بالريادة
ولكن بالنسبة لي هناك مقص الرقابة أفرضه و أترك له حرية القص لعدة اعتبارات مع ذلك أطمح للتجديد والإحتفاظ بجزالة اللفظ وأناقة الجوهر والمضمون
وأعمل على تلاقح الأفكار بين الشعر العربي و العالمي وذلك بتتبع المستجدات وإن شاء الله سأتجاوز حواجز التحديات

كلمة أخيرة:

أتمنى أن تتميز الساحة الأدبية بأعمال بعيدة عن النشاز وألا تكون الجرأة هي الدافع بل الجودة
وكمساهمة في هذا النطاق قمنا بتأسيس صالون أدبي على غرار صالون ” مي زيادة ” وولادة بنت المستكفي ” نحاول من خلاله تطوير العطاءات النسائية رواية، شعرا ورسما وكل الفنون الجميلة.
وأختم بتشجيع جريدة ” تنوير ” والشكر موصول للغالية : نعيمة آيت ابراهيم على مجهوداتها القيمة.

اجرت الحوار نعيمة أيت ابراهيم

تطوان – 07/04/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى