صحافة يقتلها الذكاء الاصطناعي- سهله المدني

صحافة يقتلها الذكاء الاصطناعي والحذر والغيرة والشعور بالخذلان هو ما تشعر به عندما تطرق بوابة الصحافة، و لايمكن لك أن تبنى منبر إعلامي قوي يدافع عن وطنك ويجعل الجميع يراه بصورة جميلة وأنت ليس لديك ثقة في من يعمل معك في الصحيفة أو الجريدة.
ولايمكن لك أن تساهم في جعلها تصل للقمة وأنت تهدم علاقات وصورة من يعمل معك فيها، ولا تجعل له قيمة في منبر الإعلام وتهينه بدون أن تتفوه بكلمة أو حتى تشعره بذلك،و يمكن لنا أن نرى الصحفي والكاتب بعضهم أو جميعهم ليس لديهم علاقات قوية تجعلهم يكون عون وقوة لصحيفة أو حتى تأثير بسبب إدارة كل صحيفة تساهم في هدم صورتهم بطريقة غير مباشرة وتتدخل في عملهم وعندما تهدم صورة الصحفي والكاتب فأنت بذلك تهدم الصحيفة و الجريدة وتجعلها لا قيمة لها.
وعندما تبني علاقة مع من يعمل معك على هواك وما يرضيك أنت وليس فيما يكون في مصلحتها فأنت بذلك تحطم وجودها، ومن سيكون واقف مع الصحافة؟ إذا كانت منبر ليس لبناء العلاقات وليس مقر لكسب المال، ومن سيبقى فيها؟ ومن يتحدى كل الصعاب من أجلها؟ لا أعتقد أنه سيكون له وجود خلال سنوات القادمة، نستطيع أن ندرك بأن الهوية الصحفية والعلاقات أصبح من يحصل عليها هو الإدارة وليس الجميع، ولكن نحن ندرك بأن قوة الصحيفة هي القوة العاملة فيها وهي الكاتب والكاتبة والصحفي والصحفية ونستطيع بأن نقول بأنهم ليس لديهم حقوق ولا تقاعد مالي يجعلهم يستمروا في مهنة البحث عن المتاعب كما يراها البعض.
ونحن نمر بأزمة اقتصادية تساهم في تدمير القوي والضعيف ولكن نستطيع أن ندرك بأن حجة كل جهة منهم أن الصحافة لا يوجد فيها أموال والبعض يتركهم يتطوعوا ولكن ان تكون هناك حرب على تكوين علاقات من خلالهم، و لا يجعلونك تكسب علاقات فأنت بذلك ترى بأنها خسارة و ليس ربح، و يمكن أن نرى بأن من يعمل في إدارة الصحف بعضهم أو الجميع يريدك أن تكون عاشق لها لا تكسب منها ثروة ولا علاقات ولا هوية إعلامية.
وهذا يجعلني أخاف ليس بسبب ما تريده الإدارة ولكن الخوف بأن هذه القوانين ستجعل الجميع يعتزل الصحافة ويصبح من يعمل فيها هو الذكاء الاصطناعي أجهزة تكتب تقارير صحفية ومقالات وتعمل تغطيات إعلامية لأن هذه الأجهزة ليس لديها متطلبات ولا تحتاج لما يحتاجه الإنسان لذلك أخاف اللحظة التي لا أرى فيها كاتب يكتب ما يشعر به ولا أرى فيها صحفي يغطي تغطية اعلامية ولا أرى فيها تقرير صحفي يجعلني أشعر بالسعادة عندما أراه ولا أرى فيها الشغف الذي أراه في كل صحفي وكاتب عندما ينهي تغطيته الإعلامية لذلك موتها ننتظره عندما نستمر في قتل مشاعر وطموح كل من يعمل فيها.
سهلة المدني -صحفية سعودية