كلية العلوم بتطوان: مؤسسة للتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي ام قاعة حفلات

ككل مؤسسات الدولة، تمتلك الكليات والجامعات ميزانية خاصة تصرف وفق القانون لتلبية حاجيات هذه المؤسسات، ومنذ شهر سبتمبر الماضي أصبح من الملزم أن تمر جميع الصفقات العمومية وسندات الطلب عبر البوابة الالكترونية للخزينة العامة، مما اتاح للجميع الإطلاع بشفافية على سندات الطلب والصفقات العمومية التي تعلنها جميع مؤسسات الدولة.
إمكانية الإطلاع على البوابة الالكترونية تتيح للمراقب اكتشاف اعاجيب وغرائب لكيفية تدبير بعض المؤسسات لميزانياتها.
ومن أبرز هذه الغرائب والعجائب سندات الطلب التي اعلنتها كلية العلوم بتطوان، حيث يقف المرء مشدوها أمام تخصيص أكثر من خمسين بالمائة من سندات الطلب التي طرحتها الكلية للأكل والمبيت في الفنادق المصنفة، وكأن الكلية لا تحتاح إلى أية مصاريف اخرى، ولا توجد لديها أية التزامات، فبالرجوع إلى البوابة الالكترونية نجد أن الكلية طرحت منذ مطلع السنة 22 من سندات الطلب، خصص 12 منها فقط للأكل وحفلات الشاي وحجوزات الفنادق.
وهنا يحق لنا التساؤل، هل تمكن المسؤولون عن كلية العلوم من تغطية جميع حاجيات مؤسستهم حتى يصرف المال العام على الأكل والنوم، ام أن كلية العلوم أصبحت أشبه بمطعم أو فندق، متخلية عن دورها العلمي و التكويني، وأصبحت الغلبة لحفلات الاستقبال على حساب البحث العلمي وعلى حساب المهمة الأصلية للكليات والمعاهد العلمية.
تنوير-تطوان