وجهة نظر

تناطح الكبار هؤلاء يؤثر سلبا على بقية العالم-مصطفى لمودن

لا تظن أن الحلف الأطلسي وأمريكا خصوصا ستتاراشق مع روسيا.. القنافذ لا تحتك مع بعضها البعض. كل سيبقى له مجاله الحوي، مع الحذر الدائم، والاستنزاف المتبادل..
ليست روسيا دولة مقصوصة الجناح كما وقع مع دول اخرى، تعرضت للغزو وللدمار تحت مبررات مختلفة..
روسيا على أبواب أوربا من جهة الشرق، أشعلت نارا، وعدد من دول غرب اوربا ترتعد، وقد وجدت نفسها على حين غرة ضعيفة بشكل مهول وحتى بدون سلاح فعال، لولا الحماية الامريكية..
لكن هذه الحماية مهددة بالزوال في حالة عودة دولاند ترامب إلى البيت اللأبيض..
وجاءت ذكرى الإنزال الامريكي والإنجليزي بغرب فرنسا سنة 1944، ليقع تمرير بعض الرسائل في حفل ضخم حضره جون بايدن.. من هذه الرسائل أن الحلف الاطلسي مستعد لإعادة التجربة، ولكن هذه المرة ضد روسيا..
بايدن نفسه وهو الثمانيني الهرم، يوجه رسالة للناخب الأمريكي، مفادها أن قوة أمريكا لا تعني الانكماش على الذات.
وماكرون يحذر الناخب الفرنسي والاوربي عامة بعدم التصويت على اليمين المتطرف المتقرب في غالبيته من روسيا بوتين كاليمين الفرنسي.. يختلف عنهم اليمين الإيطالي في هذا الجانب..
يتخوف الجميع من روسيا بسبب ترسانتها النووية، وما فتئ بوتن ومقربوه يهددون باستعمالها..
من أغرب ما يوجد في هذا السلاح الفتاك والمنهي للحياة البشرية على الأرض إذا استعمل، أنه مبرمج في روسيا على العمل ذاتيا إذا ما أصيبت القيادة المركزية في موسكو. ما يعني أن الضربة الأولى القاضية لن تمر بسلام على الخصوم!
في نفس الوقت وزعت فرنسا غواصاتها النووية على عدة اماكن “سرية” بالبحار كما يقولون، لترد على اي اعتداء نووي يقوض القيادة في باريس ويدمر فرنسا..
ما تخزنه امريكا وما تعده بدوره يحمل الخطر العظيم..
لكن كل هذه الأطراف حذرة، وتعرف أنه لن يكون هناك منتصر في حالة استعمال النووي. لهذا يحافظون على “تواصل” وخطوط حمر كما يذكرون..
ما يحرك الحروب هي المصالح.. مصالح الكبار، وقد يكون الصغار مجرد كومبراس أو حقل تجارب، بل قد يدخل هؤلاء الصغار في حروب بينية بالنيابة..
يقول التاريخ إن روسيا لم تنهزم نهائيا في أي حرب، ولو تتعرض للغزو كما وقع مع نابوليون وهتلر، لكنها تستجمع قواها كل مرة..
أخطر ما في الحروب الآن هي البروبكاندا.. روسيا تعتبر الحلف الاطلسي يقود حربا امبريالية ضد مصالح روسيا، وقد أخرجوا من متاحفهم كل الشعارات القومية.. والغرب يصف بوتين بالديكتاثوري الذي يعيد تجربة هتلر، وهناك من يقارن الوضع الحالي بالسنوات التي اعقبت 1936 عندما استولت النازية على الحكم في ألمانيا..
تناطح الكبار هؤلاء، يؤثر سلبا على بقية العالم في ما يخص شروط العيش والتنمية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى