بوزنيقة: تضامنا مع فلسطيني غزة وقفة سلمية تدعو إلى إسقاط التطبيع

أحمد رباص
أمام قيسارية بوزنيقة، احنضنت ساحة الكواكب مساء يوم الأحد تاسع يونيو الجاري وقفة تضامنية مع غزة دعت إليها جمعية أرباب المحلات التجارية والحرفية.
واستنادا إلى ما كتب على اللافتة الرئيسية، تندرج هذه الوقفة التضامنية في إطار الاحتجاج ضد حملة الإبادة الجماعية التي قادها العدو الصهيوني المجرم في حق شعبنا في فلسطين وبدعم من قوى ودول عظمى تأتي على رأسها أمريكا.
كما نعلم، وفقا للافتة عينها، أن هذه الوقفة التضامنية نظمتها الجمعية المذكورة أعلاه بتنسيق مع فعاليات جمعوية ونقابية وحزبية بالمدينة.
في البداية، وزع المنظمون على الحضور الكرام الأعلام الفلسطينية ومجموعة من اللافتات الصغيرة كتبت عليها عبارات كلها تضامن ومؤازرة لسكان غزة على الخصوص وللفلسطينيين على العموم.
ندرج قي ما يلي نماذج من تلكم العبارات: غزة رمز العزة – لا لمهرجان موازين – لا لانتهاكات حقوق الإنسان – كلنا فلسطين – لا لتدمير فلسطين – لا لقتل الفلسطينيين العزل – فلسطين أبية والتطبيع خيانة – فلسطين من النهر إلى البحر – فلسطين أمانة والتطبيع خيانة، إلخ..
بعد ترتيل آيات من الذكر الحكيم، انطلقت الوقفة التضامنية بكلمة ألقاها رئيس الجمعية الداعية إليها. في مستهل هذه الكلمة، تم توجيه التحية والشكر للحاضرين المشاركين في هذه الوقفة التي وصفت ب”المباركة” لكونها شكلت مناسبة لتلاقي مناصري فلسطين من سكان بوزنيقة الذين وقفوا وقفة رجل واحد لأجل مساندة الشعب الفلسطيني والتعبير عن التضامن معه في محنه التي تسبب ويتسبب فيها الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وأكدت كلمة رئيس جمعية أرباب المحلات التجارية والحرفية على ان قضية فلسطين هي قضية المغاربة بأسرهم والعرب والمسلمين قاطبة، كما أضحت حاليا الشغل الشاغل لدى البشرية جمعاء. إنها، بالأحرى، قضية إنسانية بالدرجة الأولى، قبل أن تكون قضية عربية وإسلامية، يشدد رئيس الجمعية.
من ذلك يستنتج هذا الأخير أننا نرى اليوم في جميع القارات وفي أغلب بلدان العالم وقفات ومسيرات مساندة للشعب الفلسطيني في ما يمر به اليوم من محن وويلات. وحتى في الدول الحليفة للكيان الصهيوني، ندد طلبة الجامعات بما يقوم به الصهاينة من إبادة وتهجير وتجويع لسكان غزة وتدمير للبنية التحتية في أرض فلسطين؛ الشيء الذي يطوقنا جميعا بمسؤولية فضحه واستنكاره، وهذا هو الغرض من تنظيم هذه الوقفة التي يريد المشاركون من خلالها الإعلان للعالم وللفلسطينيين بالخصوص عن وقوفهم إلى جانبهم والانضمام إلى صوتهم والإشادة بمقاومتهم الباسلة.
مباشرة بعد انتهاء رئيس الجمعية المنظمة للوقفة من إلقاء كلمته، تناول أستاذ من سكان بوزنيقة الميكروفون ليقرأ على الحضور الكرام قصيدة استوحى مضمونها مما يتعرض له قطاع غزة من ظلم وتنكيل وإبادة على يد الجيش الإسرائيلي المخلص لأجندة النظام الإسرائلي الغاشم، وضمنها عبارات
التضامن مع إخواننا في فلسطين.
بعد ذلك، أعطيت الكلمة لأستاذ آخر ليدلي بمداخلة هي عبارة عن كرونولوجيا مختصرة لأبرز الأحداث المرتبطة بالقضية الفلسطينية منذ نهاية القرن الثامن عشر (1799) إلى يومنا هذا الموسوم ب”طوفان الأقصى”، مرورا بنشر كتاب “الدولة اليهودية” (1896) لثيودور هيرتزل وإعداد السياسي البريطاني الصهيوني هيربرت صاموئيل لمذكرة سرية بعنوان “مستقبل فلسطين” لفائدة الحكومة البريطانية وصدور وعد بلفور المشؤوم الذي تعهدتىفيه بريطانيا بتحويل فلسطين وطنا لليهود، إلخ..
للمرة الثانية، استلم رئيس جمعية أرباب المحلات التجارية والحرفية الميكروفون ليلقي على مسامع المشاركين في هذه الوقفة السلمية بيانها الختامي الذي أوضح في البداية أن الجمعية إياها تجنمع اليوم بمعية الفعاليات الجمعوية والحزبية والنقابية انطلاقا من المسؤولية الأخلاقية، واعتبارا للروابط الدينية والتاريخية والأخوية والعاطفية المتينة التي تجمعنا بالشعب الفلسطيني الشقيق.
وشدد البيان الختامي على تضامن المشاركين في هذه الوقفة تضامنا غير مشروط مع أشقائنا في فلسطين المحتلة وتعبيرهم عن استنكارهم العميق للهجوم الوحشي الذي يتعرضون له، والذي يستبيح الأرض ويمزق العرض ويهدر كرامة الإنسان، على حد تعبير البيان.
ويدين البيان بشدة ما تقوم به الآلة الصهيونية من حرب إبادة للنساء والأطفال والعجزة، ومن تشريد وسلب للحياة وانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان، ومن تجويع وتعذيب وتهجير وتدمير مقومات الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني بكل أصناف الوحشية الحيوانية التي لا تمت للإنسانية بصلة.
وإذ يثمن البيان مشاعر المساندة والإخاء، يستنكر بالمقابل تخاذل المنتظم الدولي عبر ردود أفعال رسمية غربية تتوزع بين المشاركة والمباركة واللامبالاة والإدانة الصامتة، كما يستهجن تقاعس الدول العربية عن دعم فلسطين وأهلها بصورة عملية وحقيقية.
انسجاما مع ما سبق، يدعو البيان الدولة المغربية إلى فتح باب التبرعات في وجه المغاربة وتنظيمات المجتمع المدني والسماح بتنظيم عمليات الإغاثة والدعم المالي والمادي للشعب الفلسطيني في غزة وكافة الأراضي المحتلة. كما يطالب بإسقاط اي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، مع الإغلاق النهائي لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب وقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل، ومحاصرة اختراقه للتسيج المدني والاجتماعي والاقتصادي، لأن كرامة أمتنا وعزتها لا تفاوض ولا تطبع مع الظلم.
كما تضمن البيان دعوة إلى مقاطعة مهرجان موازين على اعتبار أن الفن رسالة سلام وإنسانية وجرية وليس تاجا يزين به الظلم والعدوان. فكيف لنا ان نرقص ونمرح وإخواننا يرزحون تحت وطأة الحزن والألم؟
والجدير بالذكر أن هذه الفقرات تخللها ترديد شعارات نسوق في ما يلي بعضا منها على سبيل التمثيل: كلنا فدا فدا، لغزة الصامدة – سحقا سحقا بالأقدام، لدعاة الاستسلام – وعهد الله لن نخون، وفلسطين في العيون – موازين الغدر تشطح، واش هذا وقت الفرح، والمحرقة في رفح – فلسطين ضحية، والهجمات صهيونية – يا أحرار في كل مكان، ثوروا ضد العدوان – الشهيد خلا وصية، لا تراجع على القضية – لا احتلال لا تطبيع، فلسطين ما شي للبيع، إلخ..