الأمويون..من مجزرة كربلاء إلى غزو المغرب

د.اكديد محمد
يضع أغلبية المسلمين عددا من القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي في مواقع التبجيل بل التقديس أحيانا، بالرغم من ارتكاب عدد منهم جرائم حرب في حق الشعوب التي كانت دولهم هدفا لما سماه أغلب الفقهاء اصطلاحا بالفتوحات الإسلامية بالرغم من أن الجهاد الابتدائي وهو المفهوم الذي حاول فقهاء المدرسة السلفية التأصيل له ينافي مفهوم ودواعي الجهاد في القرآن الكريم الذي تطرق إلى الجهاد كرد فعل على عدوان الآخرين وفي معرض الدفاع عن النفس لقوله تعالى: “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم” البقرة-194، وليس كمبادرة لاحتلال الدول الأخرى والتنكيل بشعوبها. وهو نفس مافعله قادة بني أمية في عدد من البلدان منها المغرب، حيث يروي ابن قتيبة مثلا في تاريخه عن مجزرة صنهاجة، قائلا:
(فسار الأموي موسى بن نصير حتى غشي صنهاجة، ومن كان معها من قبائل البربر، وهم لا يشعرون، فقتلهم قتل الفناء، فبلغ سبيهم يومئذ مئة ألف رأس، ومن الإبل والبقر والغنم والخيل والحرث والثياب ما لا يحصى، ثم انصرف قافلا إلى القيروان، وهذا كله في سنة ثمانين فلما سمعت الأجناد بما فتح الله على موسى وما أصاب معه المسلمون من الغنائم رغبوا في الخروج إلى الغرب…)
وعن مجزرة أهل سوس قائلا:
( ومنح الله مروان بن موسى بن نصير الأموي أكتافهم، فقتلوا قتلة الفناء، فكانت تلك الغزوة استئصال أهل السوس على أيدي مروان، فبلغ السبي أربعين ألفا، وعقد موسى على بحر أفريقية حتى نزل بميورقة فافتتحها )
أنظر: الإمامة والسياسة – ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الزيني – ج 2
والسؤال الذي نود أن نطرحه هنا على المتحمسين في الدفاع عن هؤلاء القادة الدمويين هو؛ لو أرسل الطاغية الأموي أحد هؤلاء القادة كموسى ابن نصير أو عقبة بن نافع ممن جاء إلى المغرب لقتال أقطاب أهل البيت ع (كما فعل يزيد بن معاوية عندما أرسل عمرو بن سعد بن أبي وقاص-تابعي- لحصار قافلة الحسين ع في كربلاء، أو هشام بن عبد الملك الذي كلف سيف بن عمر لوأد ثورة زيد الشهيد ع) هل كان سيرفض؟؟
– لا أظن😏
لأنه في النهاية يبقى مجرد عبد مأمور طيع لسيده الأموي، وإن لم يفعل سيكون مصيره الحبس والتنكيل إن هو نجا من القتل أو الاغتيال، كما تكرر فعلا مع عدد من القادة الكبار الذين خالفوا أوامر أسيادهم الأمويين في بعض الأمور، ومنهم طارق بن زياد الذي ارتبط اسمه بفتح الأندلس والذي كانت نهايته مأساوية، حتى يحكى أنه وبعد أن انتزعوا منه كل أمواله وأملاكه وسجن، أطلق سراحه مقابل مبلغ هائل دفع به إلى التسول في طرقات ومساجد دمشق ليفتدي نفسه، حيث عاش فقيرا ومعدما حتى مات.