وجهة نظر

مفاتيح فهم سباق الانتخابات الأمريكية بعد خروج بايدن عزت إبراهيم*

1. حسبة الأصوات في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز في السباق الرئاسي (بغض النظر عن أرقام التصويت الشعبي) تعطي ترامب أكثر من المطلوب ليصبح رئيسا . فالمطلوب ٢٧٠ صوتا لإعلان الفائز بالرئاسة الأمريكية والتوقعات من توزيع الأصوات في المجمع الانتخابي تشير بوضوح إلي تفوق كبير للمرشح الجمهوري خاصة في الولايات الحاسمة، وكل الاحتمالات تصب في مصلحة المرشح الجمهوري. هذه الاحتمالات تتضمن تباديل وتوافيق جربتها وسائل الإعلام الأمريكية في الأسابيع الأخيرة ووصلت إلي نتيجة واحدة وهي تفوق ترامب.
2. حتي تفوز هاريس أو أي مرشح ديمقراطي لابد من قلب الطاولة في الولايات الحاسمة، وهي تصل إلى ٧ ولايات يتفوق في اغلبها ترامب بشكل مريح، والمشكلة أن اي وافد جديد لا يملك الكارزيما الشخصية لن يمكنه تحقيق اختراق كبير في هذه الولايات. ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها InsiderAdvantage في الفترة من 15 إلى 16 يوليو، فإن المزيد من الناخبين في بنسلفانيا ونيفادا وأريزونا (ولايات حاسمة) يريدون أن يكون بايدن المرشح الديمقراطي وليس هاريس، بناءً على من يمكنه هزيمة ترامب.
3. استثمر ترامب في الولايات الحاسمة بشكل كبير في الشهور الأخيرة علي مستوي الدعاية وعلي مستوي نقد سياسات الرئيس بايدن واستمرار بايدن في البيت الأبيض سيجعل تلك السياسات في مرمي النيران أكثر من ذي قبل حيث يصفه ترامب علي الدوام بالرئيس الفاشل وأسوأ من حكم أمريكا.
4. قدرة هاريس علي تحقيق اختراق في الولايات الحاسمة في سباق ٢٠٢٤ يتوقف إلي حد كبير علي حسبة من يمكن أن يرافقها علي بطاقة نائب الرئيس. فلابد من مرشح يلم شتات الحزب الديمقراطي ويمنحها ميزة إضافية تعوض غياب الكاريزما الشخصية وعدم الثقة في انتخاب امرأة. وكشف الاستطلاع الأخير الذي أجري في ولايتين متأرجحتين أن هاريس يمكن أن يفوز في الانتخابات مع الحاكم جوش شابيرو إلى جانبها. ففي ولاية بنسلفانيا، قال 47 ٪ من الناخبين إنهم سيصوتون لهاريس إذا ترشحت إلى جانب شابيرو. وفي الوقت نفسه، حصل ترامب وفانس على 46 ٪ من الأصوات. ومع ذلك، أيد 42 ٪ فقط تذكرة هاريس شايرو في ميشيغان، مقارنة بـ 47 ٪ لترامب فانس.
5. الضجيج في الولايات المحسومة سلفا وهي الولايات الديمقراطية الزرقاء والولايات الجمهورية الحمراء لن يكون له تأثير كبير علي السباق ولكنه سيحسم نسب التصويت الشعبي فقط.
6. يعني قرار بايدن أن مندوبيه البالغ عددهم 3896 مندوبا أحرار في التصويت للمرشح الذي يختارونه. تأييد بايدن نائبته هاريس يوم الأحد، بعد دقائق فقط من إعلان قراره بالخروج من السباق يحمل هاريس مسؤولية إقناع غالبية المندوبين الديمقراطيين بالتصويت لها في المؤتمر العام في غشت. ستحتاج هاريس أيضا إلى اختيار نائب لها بسرعة إذا حصلت على دعم كافٍ للترشح للرئاسة. المنافسة بين حاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو وحاكم ولاية كنتاكي آندي بيشير كمتنافسين على منصب نائب الرئيس إذا أصبحت هاريس المرشح الرئاسي. وقد ظهرت هاريس في مناسبات مؤخرا مع كوبر وشابيرو في الأسابيع التي سبقت إعلان بايدن.
حسابات الرئيس الأسبق باراك أوباما دقيقة من حيث الحذر قبل إعلان المرشح لأكثر من سبب:
1. هاريس من كاليفورنيا وهي ولاية محسومة سلفا للديمقراطيين في كل الانتخابات . ومن الأفضل اللجوء لمرشح يحظي بشعبية في واحدة من الولايات السبع المتأرجحة لتقليل تقدم ترامب في هذه الولايات
2. نسبة تصويت اقليات السود والاسيويين واللاتين تصل الي ٢٨ % فقط من إجمالي تصويت الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة السابقة وهي مخاطرة في ظل مواجهة مرشح شعبوي مثل ترامب ونائبه.
3. هل أمريكا قادرة علي انتخاب سيدة ملونة في وقت صعود الشعبوية التي ستجذب قطاعات من الناخبين المستقلين الذين يركزون علي حالة الاقتصاد والهجرة؟ هذا هو السؤال الذي يحاولون الإجابة عنه حاليا!
(*) رئيس تحرير الأهرام ويكلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى