ثقافة و فن

عطب بنيوي عضال بالمركز السينمائي المغربي -هشام الودغيري

لم يسبق لي أن انتبهت إلى تواجد هذه الخانة “مسابقة العرض التقديمي – CONCOURS PITCH” بالمهرجان الوطني للفيلم، كما لم ينبهني لها لا زميل ولا مهني (جلهم يجهلنها)، وهي تعود لسنة 2018 زمن المدير السابق.

الخانة تتعلق بتوفير “فرصة فريدة لمديري المشاريع المختارة للقيام بتقديم مشاريعهم في أقل من 10 دقائق أمام جمهور من المحترفين والشركاء المحتملين، على الصعيدين الوطني والدولي.“، وتخص المخرجون ات المغاربة، “هدفها هو اكتشاف وتعزيز ودعم المواهب الناشئة، من خلال توفير منصة لهم للظهور وتمويل المشاريع المبتكرة والواعدة في مرحلة التطوير”، مع التباري على الفوز بجوائز لأفضل ثلاثة مشاريع (الدورة الأولى كانت بها جائزة واحدة).

العملية في حد ذاتها محمودة، لكن شكلها وموضوعها يطرح عدة تساؤلات منهجية وتحفظات مسطرية:

شكليا:

  • ما جدوى هذه المسابقة المنظمة من طرف المركز السينمائي وهي توازي عمل “لجنة الدعم”؟
  • كيف ولماذا تم إسناد هذه العملية ل”اللجنة المنظمة” للمهرجان الوطني؟
  • كيف لشخص أجنبي (فرنسي) صاحب شركة فرنسية يقوم باستقبال المشاريع موازاة مع مؤسسة المركز؟

هذا الشخص الذي لا هو من كبار المنتجين أو المخرجين أو ذوي الخبرة المعتبرة حتى نفترض التعامل معه، هو غير معروف سوى كونه انتقل بين عدة مهرجانات بدول مختلفة، كغاوي أو مساعد أو عضو أو تقني درجة ثانية أو منتج مبتدئ، عبر منصات التعاون الدولي وبحكم صداقاته وعلاقاته بالمراكز الثقافية الفرنسية في المعمور. هو شخص لا يعرف عنه مهنيا سوى كشريك ثانوي في إنتاج وثائقي سنة 2014 “Dream of Shahrazad – حلم شهرزاد”، وتكشف أوراق تعريف شركته بفرنسا بكونه شريك وحيد، وقام سنة 2021 برقم معاملات لا يتعدى 28 ألف أورو مع تسجيل صافي ربح في 124 أورو.

  • ماهي حصيلة الدورات السابقة لهذه الخانة، وما هي القيمة المضافة لهذا الشخص الفرنسي للعملية وللمركز وللسينما الوطنية؟
  • كيف تم التشارك أو التعاقد مع هذا الشخص، وأين محل إعراب الخبراء المغاربة من العملية؟؟

في الجانب الموضوعي:

  • تتنافى مهمة هذه “الخانة” مع مهمة “لجنة الدعم” بالمركز وتجاه شركات الإنتاج، وإلا ما المراد منها غير دعم المشاريع “المبتكرة” ولو بحجم أصغر. وإذا كان موضوعها تصفية قبلية، أو قارب نجاة بعدي في إطار “لجنة الدعم”، فالأمر مستحب جدا، لكن يجب تقنين/هيكلة العملية عبر آلية مسطرة متفق عليها مهنيا وإداريا وماليا. أو ليس الأمر شأنا عاما ومالا عاما؟
  • تتنافى مهمة هذه “الخانة” أيضا مع مهمة “المهرجان الوطني”، حيث بالرجوع ل”نظام المهرجان” في الفصل الرابع به والفقرة الثالثة منه “أنشطة سينمائية موازية” يقول: “سيتم على هامش هذه الدورة، تنظيم أنشطة سينمائية تهدف إلى تشجيع اللقاء والتبادل بين مهنيي القطاع“، ومادامت فقرة/خانة “مسابقة العرض التقديمي – CONCOURS PITCH” غير واردة ب”نظام المهرجان”، ولا يفيد منطوق الفصل الرابع/الفقرة الثالثة بإحداث مسابقة موازية وجوائز مالية، وهي ليست لقاء أو تبادلا مهنيا كما هو متعارف علية، ومادام لهذه “الخانة” نظام خاص بها (انتقاء، مرافعات، اختيار، جوائز – انظر صورة النظام المرفقة) فهي خارجة عن “نظام المهرجان” جملة وتفصيلا؛ والفصل التاسع ل”نظام المهرجان”، أظنه لا يتعلق ولا يفتح باب اعتماد تمويلات خارج فعاليات المهرجان الوطني لتعويض المشرفين على المسابقة، ولا إقامة أنشطة بها جوائز مالية، وإلا ما رأي مراقب وزارة المالية في ذلك؟
  • كيف تتم عملية “التقديم/المرافعة – pitch”، وكيف تكون لجان الاستقبال، والاستماع والتقرير؟
  • كيف لشخص فرنسي فاقد لملكة اللغة الدستورية للبلاد أن يقرر في موضوع وروح رؤية سيناريو مغربي يحمله مخرج ة مغربي ة؟
  • أما إذا كان المجال مفتوحا على الأطياف الدولية، فكيف بنظرة فرنسي هاوي أحادي/غربي المرجعيات الثقافية أن تقرر فيما هو بعد إشعاعي دولي للمملكة المغربية دون إشراك أطراف حكومية ودولية أخرى؟
  • وسؤالي الأخير، ومادامت العملية مستمرة ووصلت لدورتها الرابعة، ومع نفس الشخص/الشركة الأجنبي، فهذا دليل على نجاح العملية بالنسبة لرؤية القائمين على تدبير وتسيير المركز السينمائي (الشيء الغائب إعلاميا ومهنيا)، فحبذا لو يطلع، المدير بالنيابة للمركز السينمائي المغربي، الرأي العام والمهنيين على حصيلة الدورات السابقة وحجم إنجازاتها حتى يبرر التمادي في استمرار العملية؟

توقيع: هشام الودغيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى