اخبار دولية

أسباب و تداعيات اغتيال اسماعيل هنية في إيران

بعد فشل الكيان الصهيوني في تحقيق اهدافه المعلنة في قطاع غزة و هي القضاء على حماس و تحرير الاسرى أصبح العدو الصهيوني يبحث عن انتصارات خارج قطاع غزة، عبر اغتيال قيادات عسكرية و سياسية من حزب الله و إيران و حماس، حيث كثف في الٱونة الأخيرة استهدافه لقيادات حزب الله و حماس في كل من لبنان و سوريا و إيران. و يأتي اغتيال هنية في هذا الإطار. و هناك هدف ٱخر يود الكيان تحقيقه هو تحويل هذه المواجهة إلى حرب إقليمية حتى يجبر الولايات المتحدة و بريطانيا و حلفاؤهما على دخولها لتحقيق أهداف تتجاوز ما حددته بخصوص غزة، بل احتلال كل فلسطين و مناطق أخرى بلبنان و سوريا و قد تصل لجزء من سيناء و جزء من الأراضي الأردنية لتحقيق الهدف الأكبر المتمثل في انهاء القضية الفلسطينية و تحقيق هدف الموطن البديل للفلسطينيين و الذي سيقام على أجزاء من سيناء المصرية و الأراضي الأردنية المتاخمة للضفة الغربية. هذه المغامرة يحركها عنصرين أساسيين ، رغبة اليمين المتطرف الصهيوني الذي تقوى في هذه المرحلة و العنصر الثاني هو شخص النتن ياهو الذي يغامر بتوسيع الحرب للخروج من المازق الذي هو فيه، فمن جهة هو متابع بقضايا فساد لن يفلته منها سوى انتصار كبير الكيان الصهيوني قد يشفع له جرائمه، و من جهة أخرى هو متورط في حرب لم يستطع الخروج منها منتصرا أو حتى محققا لأدنى مكاسب يقدمها للإسرائيليين. بل لم يحصل منها سوى على إدانة دولية لجرائمه ضد المدنيين و الفضح أمام الرأي العام الدولي الذي كان يتعاطف مع الكيان. مما يدفعه للاستمرار في الحرب بل لتوسيعها.
هاته الرغبة الإرهابية للكيان في توسيع الحرب، تقابلها حسابات الربح و الخسارة من لدن المعنيين بها و هم من جهة محور المقاومة المتمثل في إيران و اليمن و لبنان و حلفاؤهم و من جهة أخرى الولايات المتحدة و بريطانيا و حلفاؤهما، حيث لا يريد أي طرف الانجرار لحرب تجهل نتائجها خصوصا في ظل الوضع الدولي الجديد، و الحرب الدائرة بأكرانيا و التي يركز عليها محور الولايات المتحدة لرسم ملامح النظام العالمي الجديد. لهذا فاغتيال هنية لن يقابله سوى استهداف محدود لإسرائيل من طرف محور المقاومة بشكل من الاشكال. و سيبقى النتن ياهو متورطا في حرف موجعة مع الفصائل الفلسطينية من جهة و الحوتي و المقاومة العراقية و حزب الله من جهة أخرى. حتى يجبر على اتفاق على صفقة لوقف دائم لإطلاق النار و تبادل الأسرى. ليجد النتن ياهو نفسه في زنزانة يقضي فيها ما تبقى من عمره .

يوسف بنصباحية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى