بوزنيقة: سوء تدبير المجلس الجماعي يغرق المدينة في مشاكل لا حصر لها

أحمد رباص
حملت بوزنيقة في ما مضى لقب لؤلؤة الساحل المغربي كدليل على أنها كانت تحظى بإقبال المصطافين وقبلة جذب للسياحة الداخلية. لكنها اليوم تجد نفسها غارقة تحت جبال من النفايات ومشلولة بسبب أعمال الطرق التي لا تنتهي.
تشهد هذه المدينة، التي اجتذبت آلاف المصطافين الباحثين عن الراحة والاسترخاء، زوال سحرها وذهاب جمالها تحت وطأة التدبير الكارثي للمجلس الجماعي.
تحولت شوارع المدينة إلى مكبات نفايات في الهواء الطلق. تتراكم القمامة، مما يشكل مشهدا حزينا للزوار والمقيمين. ولم تؤد الأشغال العمومية، التي كان من المفترض أن تعمل على تحسين البنية التحتية، إلا إلى تفاقم الوضع، مما أدى إلى اختناقات مرورية هائلة جعلت حركة المرور شبه مستحيلة. ويعكس هذا الوضع حالة من الفوضى يعيشها التدبير المحلي، وتفاقمت بسبب سجن الرئيس السابق للمجلس البلدي للمدينة، محمد كريمين.
ورغم شعبيتها في الصيف، إلا أن بوزنيقة تفتقر بشدة إلى البنية التحتية الكافية لاستيعاب السياح والزوار. الطرق في حالة سيئة والاختناقات المرورية الناجمة عن الجسر الوحيد في المدينة تردع الزوار، الذين يغادرون في كثير من الأحيان بخيبة أمل. أصبح من الصعب الآن الوصول إلى الشواطئ، التي كانت في السابق أماكن للاسترخاء، وهي الٱن ملوثة بالنفايات.
انتقد الحزب الاشتراكي الموحد بشدة مجلس المدينة بسبب الحالة المؤسفة للمدينة. وطالب ببناء طرق وجسور جديدة لتخفيف الازدحام المروري وتسهيل الوصول إلى الشواطئ. وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى حملة تنظيف عميقة لاستعادة جاذبية بوزنيقة السياحية.
يشعر سكان بوزنيقة بأن المسؤولين المنتخبين خذلوهم؛ إذ تحولت وعود التطوير والتحسين إلى سراب، وأفسحت المجال للإحباط والغضب. ورغم أن المدينة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، إلا أنها عالقة في حلقة مفرغة من الإهمال وسوء التدبير.
وكما لو أن النفايات والأشغال غير كافية، فسح المجال للكلاب الضالة لتغزو المدينة. تركت هذه الحيوانات تتجول في الشوارع بكل أريحية ليزداد خطر عضاتها، مما يخيف السكان والزوار. هنا يمتزج التلوث الضوضائي بنباح الكلاب أثناء الليل وبهدير الدراجات النارية ومسابقات أصحابها، ما يجعل المشي في المدينة خطيرا، وما يزعج بشدة السكان المضطربين الذين لا يطمحون إلا إلى القليل من السلام والهدوء.
أصبحت النظافة مشكلة كبيرة. تجذب القمامة غير المجمعة الآفات، مثل الفئران والحشرات، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض. تنبعث من المصارف المسدودة روائح كريهة تنضاف إلى عوادم السيارات والدراجات النارية. كما يتعرض الوضع الأمني للخطر مع تزايد أعمال التخريب والسرقة في المناطق السياحية التي يتزايد هجرها من قبل المصطافين الذين يشعرون بالخوف من الظروف المؤسفة.
إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ملموسة بسرعة، فإن بوزنيقة تخاطر بفقدان مكانتها بشكل لا رجعة فيه كوجهة سياحية شعبية. إن تعبئة السلطات المحلية والوطنية أمر ضروري لإنقاذ هذه المدينة من التدهور. لهذا بعتبر تنظيف الشوارع وتحسين البنية التحتية للطرق وإنشاء خدمات فعالة لتدبير النفايات إجراءات عاجلة يجب اتخاذها على الفور.
بوزنيقة، التي كانت ذات يوم وجهة مثالية، أصبحت الآن مثالا صارخا على سوء التدبير البلدي. بين النفايات والبناء والاختناقات المرورية والكلاب الضالة ومشاكل الصحة والسلامة، تغرق المدينة في الفوضى. وينتظر السكان والسياح بفارغ الصبر اتخاذ إجراءات ملموسة لتصحيح الوضع وإعادة بوزنيقة إلى مجدها السابق.