وجهة نظر
من العقيدة الهندوسية إلى الثقافة الإستبدادية الخاشقجولوجية والماعزولوجية.

بقلم: الخامس غفير
تفاعلا مع تدوينة الأستاذ كمال صدقي الذي أكنُّ له كامل الاحترام و التقدير، و هو الرجل الذي تعلمت منه الكثير في الممارسة النّقدية من خلال الدرس الفلسفي….كما جمعتني به لقاءات تربوية على قلّتها بأزيلال….وعطفا على تدوينته أقول لأستاذي الغالي و المناضل الشريف : ….إنه الكيل بمكيالين و كفى ….الهندوس بوصلتهم واضحة و كرههم للإسلام و المسلمين جلي، أما الخطورة الحقيقية فهي التي تكمن في مجتمعاتنا ،خصوصا عندما يتعرض أهل الإسلام و غيره لضربات و طعنات ممن يدعون الاسلام، و ممّن يتصدرون المنابر للحديث عن رحمة القطط و الحيوان، و ينتشون بتعذيب الإنسان و استعباده.
أستاذي كمال العزيز، اختطلت الأمور، لم يعد التمييز بين الحابل و النابل بمقدور الجميع. أصبح للظلم عنوان في أوطاننا العربية، لن نتحرر؛ و إن شئت قل لا يمكننا أن نشعر بالحرية و لن تظهر لنا قيمة إلا إذا شعرنا بها مع بني جلدتنا، ولن تكون لنا قيمة إلا إذا تحررنا ممن “داسو” على كرامة أمّتنا لردح من الزمن.
إن مشاريع الهندوس واضحة و معروفة، ولكن في المقابل دعني اتساءل معكم ؛ ما هي مشاريع أهل الكفيل، و أصحاب الصفر فوق الرأس؟ ما هي الأدوار الطلائعية التي يقومون بها لنصرة الإنسان الغزاوي ؟ أين هو توظيفهم للفن و السينما لنصرتهم وكشف سوءات الكيان الصهيوأمريكي أمام العالم؟ أين هم من حديث النبي عليه الصلاة والسلام دخلت امرأة إلى النار في هرّة…,؟ونحن الآن أمام أمة تباد على بكرة أبيها جوّاً و أرضاً وبحراً و جوعاً و ألماً…
الهندوس حقدهم معلوم، ولكنهم لا يتحدثون بحديتنا و لا يلوُون النصوص الدينية كما يفعل حكّام الخليج و غيرهم، وعلماء بلاطهم، وهكذا فدعمهم للكيان لا يحجبه غربال.
أعتقد أن إنتاج فيلم حياة الماعز، كشف المستور الذي كنّا نسمع عنه خلسة ممّن كانوا ضحية لتلك الكائنات السلطوية المستبدة و الخاشقجولوجية. وجاء في إطار الدفاع عن العمال وعن كائناتهم الهندوسية التي ترزح تحت سلطة الكفيل، وكان كل ذلك في سياق الدفاع عن حقّهم في الكرامة الآدامية.
إن ما نعيشه اليوم من الآلام، هو نتاج لتغلغل سلطة الكفيل و تغوُّل سلطة المال والاقتصاد وشراء الذِّمم، التي عمل على تتبيثها أغَيلمة العرب في كثير من الدّول العربية، و أصبحت تجتهد في إقبار أي حراك تغييري يرنو إلى الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية، وباتوا يبذلون الوُسعَ لتحسين شروط العبودية بعيدا عن التأسيس الفعلي للحرية و الديمقراطية.
هاك من الأمثلة الدالة على ذلك؛ اجهضوا الثورة المصرية و دعموا الانقلاب السيساوي الجبان والحاقد، و كانت النتيجة اليوم هي حصار غزة و الانتشاء بلقطات ومشاهد التعذيب و القتل و الدّمار الصهيوني، و المشاركة في تزييف نتائج التّفاوض و تقديم معطيات مغلوطة عن المقاومة الفلسطينية، بل كانت أيديهم واضحة في تعقيد عملية الوصول إلى الحل.
ثني لك؛ بدرهم البارز في وأد التجربة التّونسية، و كيف تم ضخ الأموال أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة و دعمهم للشقي قيس، والحاصل أننا أصبحنا أمام انقلاب مكتمل الأركان،تم من خلاله الزّج بقيادات وطنية داخل أقبية السجون، و مطاردة الرئيس المثقف و السياسي المحنّك منصف المرزوقي، و اعترفت مجموعة من الجهات بدور حكام دبي في قتل هذه التجربة التي كانت بارقة أمل في وطننا العربي الجريح ، و ارتكبت هذه المجزرة من خلال ذبح الديمقراطية من الوريد إلى الوريد ، و بذلك رجعنا سنوات ضوئية الى الوراء .
تلث لك أستاذي و انت المتابع الحصيف؛ بليبيا و اخرها السودان التي تم تقسيمها إلى فسطاسين: لم يسبق لها مثيل الأول تابع للصهيوإمارتية، و الثاني خاصع للسلطة السيساوية بحيث يأتمر بأمرها و ينتهي بنهيها. والواقع خير شاهد ودليل.
إن ما جرى و يجري الآن على مستوى الخريطة الجغرافية و الفكرية للوطن العربي الآن، هو الذي أعطى مساحة كبيرة جداً ، للصهيوأمريكية إلى الامعان و التفنن في القتل و الإبادة الجماعية التي يسبق لها مثيل في القرن الواحد والعشرين.
ولهذا؛ كم نحن في مسيس الحاجة إلى إنتاج أفلام هوليوعربية وبوليو دولية لتشريح واقع معيز عُرابنا وأعرابنا و نخبنا، و تحليل مضمونها بغية اجتراح حلول لعللها و اسقامها التي أصبحت معدية كما يعدي الأجرب الصحيح، بل والتخلص من قبضتها الخاشقجولوجية والماعزولوجية.