التداخل بين الإعلام وصناعة المحتوى: كيف تتقاطع المنابر الإعلامية المهنية مع صفحات السوشيال ميديا؟

طنجة -أحمد ساجد
في ظل التقدم التكنولوجي السريع وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي، بدأ التداخل بين الإعلام التقليدي وصناعة المحتوى في الظهور بشكل ملحوظ. هذا التداخل أثار الكثير من الجدل حول الخط الفاصل بين المنابر الإعلامية المهنية وصفحات السوشيال ميديا، حيث أصبح من الصعب على الجمهور التمييز بين الأخبار الموثوقة والمعلومات المتداولة عبر الإنترنت.
المنابر الإعلامية التقليدية، مثل الصحف والمجلات والتلفزيون، كانت ولا تزال تعتبر مصدرًا موثوقًا للأخبار والتحليلات. هذه الوسائل تمتاز بوجود فريق تحرير مهني يخضع لمعايير صارمة في عملية جمع ونشر الأخبار. وبالتالي، يمكن القول إن هذه المنابر تتمتع بمصداقية عالية وتعتبر مرجعًا للأخبار الحقيقية.
على الجانب الآخر، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة رئيسية لتداول الأخبار والمعلومات بشكل سريع وواسع الانتشار. ومع ذلك، فإن هذه الصفحات تفتقر في كثير من الأحيان إلى المعايير المهنية التي تميز الإعلام التقليدي. فالعديد من المؤثرين وصناع المحتوى على السوشيال ميديا يقومون بنشر معلومات قد لا تكون دقيقة أو مدققة، مما يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة أو المضللة.
الخلط بين المنابر الإعلامية وصفحات السوشيال ميديا يتزايد يومًا بعد يوم، حيث أصبح من الشائع أن يعتمد الناس على السوشيال ميديا كمصدر رئيسي للأخبار دون التحقق من مصداقيتها. هذا التوجه يشكل تحديًا كبيرًا أمام الإعلام التقليدي الذي يسعى للحفاظ على دوره كمصدر موثوق للمعلومات.
في هذا السياق، يصبح من الضروري على الجمهور تطوير مهاراتهم في التحقق من المعلومات والتمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة. كما يجب على الإعلام التقليدي أن يتكيف مع التغيرات الجارية ويتبنى تقنيات جديدة تساهم في الحفاظ على مكانته في عالم الإعلام، يمكن القول إن التداخل بين الإعلام وصناعة المحتوى ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا، ولكنه يتطلب وعيًا أكبر من الجمهور وصناع القرار للحفاظ على نزاهة المعلومات ودقتها.