اخبار جهوية

الدار البيضاء: عودة إلى استئصال الأسواق الأسبوعية

يتم الٱن كتابة فصل جديد في العاصمة الاقتصادية للمملكة. تحت قيادة محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، وتشهد المدينة تغييرا عميقا في مشهدها الحضري.
في قلب هذا التطور، تقف الأسواق الأسبوعية، التي ترمز إلى تقاليد عمرها قرون، على مفترق طرق.
في سيدي عثمان، يبدأ سوق الأربعاء مرحلة انتقالية. الأكشاك، التي كانت تفيض بالحياة، تنتظر مصيرها بفارغ الصبر. يتساءل التجار، وحرفيو الاقتصاد الموازي، عن مستقبلهم في هذه المدينة سريعة التغير.
وما تزال الحياة الليلية في الدار البيضاء، من جانبها، تحافظ على جزء من غموضها. في هذا الظل الذي كان مربحا، يستمر عدد قليل من التجار في عرض كنوزهم التافهة: أقمشة ملونة، أوان لامعة، فواكه ذوت تحت أشعة الشمس. باليه ليلي ما يزال مستقبله غير مؤكد.
مؤخراً، اندلع حريق في 24 محلاً تجارياً في سباتة، مما كشف عن هشاشة هذه المساحات التجارية التقليدية. سلط هذا الحدث الضوء على الحاجة الملحة للتفكير في أمن هذه الأماكن وتطويرها.
تجد الدار البيضاء نفسها في لحظة محورية من تاريخها، حيث تسعى إلى التوفيق بين تراثها كمدينة نابضة بالحياة وتطلعاتها كمدينة حديثة. وفي هذه الفترة الانتقالية، تواجه الأسواق، التي تشهد على أصالة عزيزة، تحديات جديدة.
في خطوة صارمة تندرج في هذا الإطار، أعطى محمد امهيدية والي جهة الدار البيضاء سطات تعليماته المشددة لوضع حد للتسيب والفوضى اللذين تشهدهنا بعض الأسواق و المناطق التجارية بالعاصمة الاقتصادية كسوق القريعة.
وفي هذا الصدد، قرر الوالي امهيدية إنهاء بعض الأسواق العشوائية و منها “سوق الكلاب” الذي كان ينظم بجوار شارع محمد السادس و الذي سيصبح مجرد ذكرى من الماضي.
وطالب امهيدية من مسؤولي المدينة بمنع تنظيم أي سوق عشوائي أو تجمع تجاري وسط الأحياء السكنية، خاصة ان المدينة مقبلة على تنظيم عدد من التظاهرات الرياضية القارية و الدولية.
ماذا سيحدث لفضاءات كسب القوت، وأماكن الاجتماعات هذه، حيث كانت المساومة فنا بقدر ما كانت صفقة؟ وتقوم السلطات، مسترشدة برؤية للمستقبل، بإعادة تصميم وجه المدينة. ويتمثل التحدي في الحفاظ على روح الدار البيضاء ودمجها في الحداثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى