الدعوة إلى حلول إجتماعية وإقتصادية بالفنيدق للحد من تفاقم الهجرة.

احمد ساجد
تواجه مدينة الفنيدق في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة تتعلق بإرتفاع معدلات الهجرة، خاصة بين الشباب الذين يرون في الهجرة وسيلة للهروب من الظروف المعيشية الصعبة والبحث عن فرص أفضل هذه الظاهرة ليست جديدة، لكن تفاقمها في الآونة الأخيرة يثير قلق السكان والمسؤولين على حد سواء.
تعد الفنيدق مدينة حدودية تقع بالقرب من مدينة سبتة المحتلة، ما يجعلها منطقة جذب للمهاجرين غير النظاميين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا. إلا أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المدينة يلعب دورًا كبيرًا في دفع الشباب إلى التفكير في الهجرة كخيار أخير.
تعتبر البطالة من أكبر التحديات التي تواجه سكان الفنيدق، حيث يعاني الشباب بشكل خاص من نقص فرص العمل، مما يدفعهم إلى البحث عن حياة أفضل خارج الحدود. إلى جانب البطالة، تعاني المدينة من ضعف البنية التحتية وقلة الخدمات الأساسية، ما يزيد من إحباط السكان ويعمق شعورهم باليأس .
لتقليص حدة الهجرة وتحسين الوضع العام في الفنيدق، يجب التركيز على تطوير حلول اجتماعية واقتصادية شاملة. يمكن أن تشمل هذه الحلول:
1.خلق فرص عمل محلية: من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز الاستثمار في القطاعات الواعدة مثل السياحة والصناعات التقليدية.
2.تحسين البنية التحتية: تعزيز البنية التحتية في المدينة من خلال تطوير الطرق، وتحسين خدمات الصحة والتعليم، وتوفير مرافق ترفيهية للشباب.
3. توفير برامج تدريبية: تقديم برامج تدريبية للشباب لتمكينهم من اكتساب مهارات جديدة تؤهلهم لدخول سوق العمل.
4. تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص: دعم مشاريع تنموية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص تهدف إلى خلق فرص عمل وتنمية المنطقة.
يلعب المجتمع المدني دورًا مهمًا في طرح مبادرات تهدف إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المدينة. يمكن للجمعيات المحلية تنظيم ورش عمل وحملات توعية للشباب حول أهمية البقاء في المدينة والمساهمة في تنميتها بدلاً من التفكير في الهجرة كحل نهائي.
إن معالجة ظاهرة الهجرة في الفنيدق يتطلب تعاونًا جماعيًا بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. يجب العمل على تحسين الظروف المعيشية في المدينة وتوفير بدائل للشباب كي لا يروا في الهجرة الخيار الوحيد لتحقيق حياة كريمة. الاستثمار في الحلول الاجتماعية والاقتصادية هو الطريق الأمثل للحد من هذه الظاهرة وضمان مستقبل أفضل لسكان الفنيدق.