وجهة نظر

قراءة متبصرة للأحداث التي وقعت في هذا الأسبوع –

-المناظرت الثانية للانتخابات الرئاسية الأمريكية-الهروب الجماعي للعبور الى سبتة المحتلة - ارسال الحوثيين لصاروخ عجزت القبة الحديد عن التصدي له

أحمد رباص

تميز هذا الأسبوع الذي ودعناه للتو بمجموعة من الأحداث المتزامنة والتي يمكن توزيعها على مجالات تربط بينها وشائج وصلات سوف تنكشف تباعا في السطور التالية.
الحدث الأول والأبرز تمثل في المناظرة الثانية الممهدة للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر القادم والتي دارت اطوارها بين دونالد ترامب وكمالا هاريس، علما بأن الأولى جمعت بين جو بايدن والرئيس الجمهوري السابق.
ونظرا لخروج الرئيس الحالي المنهك صحيا بفعل التقدم في السن، بهزيمة من جلسته وجها لوجه مع ترامب، قر قرار قادة الحزب الديمقراطي على إقناع بايدن بالانسحاب من المعركة الرئاسية لصالح نائبته ذات الأصول الهندية.
كل المتابعين للمناظرة الثانية التي سوف تتبعها ثالثة قبل إعطاء الضوء الأخضر الناخبين بالتصويت، أجمعوا على أن هاريس حققت انتصارا ملموسا على خصمها السياسي الذي لم يدرس مسبقا عواقب تدخلاته التي ركز فيها على عدة “مكتسبات” حققها إبان ولايته السابقة. منها إرغام عرب الخليج على دفع مئات ملايير الدولارات لخزينة بلاده مقابل حمايتهم من غلواء إيران ومطامعها، وأداؤه دور الوساطة بين المغرب وإسرائيل بنجاح بحيث أسفرت مساعيه عن توقيع الطرفين لواحدة من اتفاقات أبراهام.
في نفس السياق، أتى ترامب على ذكر فتوحاته في مجال محاربة الهجرة السرية التي تفاقمت على الحدود مع المكسيك. في هذه النقطة بالذات، لجأ المرشح المستهدف بطلقات الرصاص إلى كذبتين في مناسبتبن. في الاولى، عرض صورا لشباب يسبحون في محاولة الوصول إلى رصيف سبتة، مدعيا أنها لمهاجرين سريبن يحاولون التسلل من المكسيك إلى أمريكا. وفي الثانية، قال إن المهاجرين الذين تمكنوا من الدخول إلى البلاد كانوا يستولون على حيوانات أليفة ويأكلونها.
بهاتين الكذبتين اللتين لم تنطليا على الصحافيبن، قدم ترامب هدية على طبق من ذهب لمنافسته التي سبق وأن قال إنه يفوقها جمالا. استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة اتفقت على شيء واحد وهو صعود شعبية هاريس وتراجع سمعة ترامب إلى ما يقرب من الحضيص، بعدما لمعت لأيام مباشرة بعد نجاته بأعجوبة، حتى لا نقول بمعجزة، من محاولة اغتيال نفذها شاب أثناء تجمع انتخابي.
وأما الخلاصة فلن ننشدها
بعيدا عما استجد من أحداث خلال يوم الأحد الأخير الذي سوف يبقى راسخا في الذاكرة لما حبل به من وقائع تؤشر على منحدر خطير. وهكذا شاهد العالم زحفا منقطع النظير لجيش عرمرم خطط عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي لاختراق ما بات يسمى بحدود إسبانيا في شمال إفريقيا للعبور إلى مدينة سبتة المغربية، لكن المحتلة من قبل الإسبان. على الميدان، تقاطرت الحشود من كل فج عميق على مدينة الفنيدق الاقرب إلى سبتة. ولمنع جيش المهاجرين من اكتساح المدينة تجندت بأعداد كبيرة قوات مسلحة من الجانبين وشوهدت وهي ترمي جحافل المهاجرين بالقنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم وتيأيسهم والحط من معنوياتهم.
هذا المشهد لم ولن يمر دون أن يطرح عدة أسئلة، لعل أهمها: من المسؤول عن هذا الهروب الجماعي؟ وهكذا توضع حكومة أخنوش التي بلغت سنتها الثالثة بالتمام والكمال على المحك أكثر من أي وقت مضى .
في الشرق الاوسط، برز الحوثيون في اليمن أبطالا ترفع لهم القبعة عندما ارسلوا صاروخا باليستيا فشلت القبة الحديدية في التصدي له جوا قبل أن ينفجر في قلب إسرائيل مخلفا خسائر في الأرواح والممتلكات. خطورة هذا الحدث كانت كافية لحمل نتنياهو على تعليق زيارته للولايات المتحدة والعودة إلى إسرائيل لعقد اجتماع طارئ مع وزير الدفاع وأركان الحرب للنظر في كيفية الرد على هذه الضربة الموجعة. وبالموازاة مع ما يجري على هذا الصعيد تستمر الٱلة الحربية الإسرائلية في عدوانها على ما تبقى من شعب غزة الأبي مصرة بوحشية على إبادته عن ٱخره، ومع ذلك لا استسلام يلوح في الأفق ولا سلام.
وهل من قبيل الصدفة أن يتعرض ترامب خلال نفس اليوم لمحاولة اغتيال رميا بالرصاص مرة أخرى بينما كان يمارس رياضة الغولف المفضلة لديه؟ فعلا، تأكد للجميع في نهاية المطاف أن ترامب نجا مرة ثانية من محاولة اغتيال، خصوصا عندما نددت بها كمالا هاريس على اعتبار أنها تندرج في إطار العنف السياسي المرفوض بطبيعة الحال…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى