ملف القاضية المتقاعدة مليكة العامري: من اعتقالها إلى الحكم عليها بثلاث سنوات سجنا نافذا

قضت المحكمة الزجرية بعين السبع، يوم أمس الخميس، بحبس القاضية السابقة مليكة العامري 3 سنوات نافذة، وذلك على خلفية نشرها شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد فيه ما اعتبرته تجاوزات لبعض القضاة.
وأدانت المحكمة القاضية العامري من أجل تهم التشهير وبث أخبار كاذبة.
وتمت متابعة القاضية السابقة في حالة اعتقال بعدما جرى تقديمها في حالة سراح من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتهم من بينها بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف المس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم وإهانة رجال القضاء، وإهانة الضابطة القضائية بالتبليغ عن جريمة تعلم بعدم حدوثها، وإهانة هيئة منظمة قانونا وتحقير مقررات قضائية بواسطة الأقوال بقصد المس بسلطة القضاء واستقلاله، والإدلاء علنا بأقوال قصد التأثير على قرارات رجال القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن.
وكانت المحكمة الزجرية بعين السبع قد أجلت، يوم الجمعة 26 يوليوز الماضي، محاكمة مليكة العامري الموقوفة رهن الاحتجاز إلى 31 من نفس الشهر، نظرا لوجودها على فراش المرض في المستشفى.
وعقدت المحكمة الزجرية بعين السبع، يوم الجمعة 26 يوليوز، جلسة ثانية في محاكمة القاضية المتقاعدة مليكة العمري، التي استمرت في الحبس الاحتياطي بعد أن اتهمت موظفين قضائيين في فيديو بتسهيل “الاستيلاء على حيازة غير مشروعة لأرض مملوكة لوالدها. وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى الأربعاء 31 يوليوز الموالي لغياب المتهمين.
وأعلن محامو القاضية السابقة أن الحبس الاحتياطي إجراء استثنائي، مؤكدين أن المتهمة تتمتع بكل الضمانات اللازمة لمتابعتها في حالة سراح. وطالبوا بإطلاق سراحها، مسلطين الضوء على حالتها الصحية المثيرة للقلق ومشوارها المهني الطويل الذي استمر 34 عاما في مجال القضاء خدمة لوطنها.
وأوضحت ابنة المعنية بالأمر، في تصريح للصحافة، أن والدتها تتواجد فعلا بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء (الحي المحمدي). وبعد استجوابها لمدة 20 يوما من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حول الفيديو الذي يعود إلى يوم الاثنين 22 يوليوز، تم إحالتها على وكيل الملك لدى محكمة عين السبع.وبعد جلسة استماع موجزة قررت النيابة استمرار حبسها.
وتابعت ابنتها قائلة: “والدتي لم تتحمل الخبر، فقد فقدت وعيها قبل نقلها إلى المستشفى”. وقالت نفس المتحدثة بأسف: “اكتشف الأطباء أنها تعاني من نوع من الجلطات الدموية وارتفاع شديد في بروتين CRP، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة التي تعاني منها، بما فيها مرض السكري”. وأشارت إلى أن وضعها مقلق للغاية ، لأنها أصيبت بالفعل بجلطتين دماغيتين قبل بضع سنوات، وقد أصيبت للتو بكوفيد-19. وأضافت: “أخبرنا الطبيب أنها تعاني من مشاكل في حاسة الشم والذوق “.
وبالإضافة إلى وجودها في الحجر الصحي، تعاني القاضي البالغ من العمر 68 عاما من اعتلال دماغي بسبب ارتفاع ضغط الدم، بحسب المصدر نفسه.
للتذكير، بثت إحدى القنوات على اليوتوب، يوم 28 يونيو الماضي، مقطع فيديو للقاضية السابقة تحدثت فيه عن استيلاء “المافيا” على أرض مملوكة لوالدها تقدر قيمتها بأكثر من 600 مليون درهم، مع ذكر أسماء كبار المسؤولين القضائيين.