أزرو: مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل” تعيد تأهيل دير تومليلين

تم الانتهاء من المرحلة الأولى من أشغال إعادة تأهيل دير تومليلين القديم بأزرو. وبهذه المناسبة، أقيم حفل يوم السبت 21 شتنبر الجاري بمبادرة من القائمين على المشروع ممثلين في مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل” ومركز “البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان” التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بشراكة وتعاون مع مؤسسة مستقبل 21 البلجيكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ركزت المرحلة الأولى من إعادة التأهيل على الترميم المستعجل للمعبد وتأمين الموقع وتمهيد الطريق لمرحلة ثانية تهدف إلى تعريف عامة الناس بتاريخ هذا المكان الرمزي. ذلك ما أوضحته لمياء الراضي رئيسة مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل” في تصريح نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء.
يندرج هذا الترميم في إطار مشروع “إعادة تأهيل تومليلين” الذي تقوده مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل”، والذي يهدف إلى الحفاظ على هذا الموقع التاريخي الاستثنائي وذكراه، بهدف نقله إلى الشباب المغربي. وسيمكن ذلك أيضا من إعادة إطلاق اجتماعات النقاش والحوار بين الأديان.
كما دأب دير تومليلين، ما بين 1956 و1967، على احتضان الاجتماعات الأممية التي أقيمت تحت الرعاية السامية للملك الراحل محمد الخامس، بما فيها دورة 1957 التي وضعت تحت الرئاسة الفعلية للملك الراحل الحسن الثاني، ولي العهد آنذاك.
وخلال الحفل الذي أقيم يوم السبت للاحتفال بإعادة تأهيل الموقع والإعلان عن افتتاحه أمام الجمهور، استحضر المنظمون التواجد والدعم والمشاركة في هذه الاجتماعات الدولية للعديد من الدول، مثل ألمانيا، وبوركينا فاسو، والكاميرون، وساحل العاج، والولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا الصدد، قالت عائشة حدو، رئيسة مركز “البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان” التابع للرابطة المحمدية للعلماء: “من واجبنا أن نحافظ على هذا التراث، وأن نحميه، ولكن أيضا أن ننقل هذه الذاكرة لترسيخ الآخرية”.
والوقوف على الدلالة التاريخية للنجمة الشريفة المعلقة على سقف مصلى الدير القديم، يجدر بنا التذكير بأن هذا الدير القديم الذي كان مهددا بالخراب، هو المعبد المسيحي الوحيد بالمغرب الذي كانت تزين سقفه نجمة شريفة، مما يدل على أن الرهبان تعرفوا على أمير المؤمنين، وقاموا بأداء شعائر الصلاة تحت حمايته.
كانت هذا النجمة، المصنوعة من الجبس، والمثبتة على سقف فلين مهترئ، مهددة بالكسر. لحسن الحظ، أتاحت الالأشغال المستعجلة في إطار مشروع “إعادة تأهيل دير تومليلين” حفظها وحمايتها في خزانة عرض تم تركيبها في المكتبة القديمة، ويجري حاليا إعادة تركيبها بفضل دعم جامعة الأخوين وجمعية جبيل والرعاة من القطاع الخاص. تم صنع نسخة مطابقة للنجمة على قالب من النسخة الأصلية وتم تثبيتها مرة أخرى على سقف الدير القديم.
علاوة على ذلك، منذ عام 2021، نفذت مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل” إجراءات التعريف بالموقع وتاريخه الاستثنائي بفضل دعم برنامج USAID-DAKIRA. مما شجع على تنظيف الموقع، وإقامة “خطة تذكارية” لشرح الموقع للزوار، وترميم مقبرة الرهبان القديمة، بمشاركة جمعية آباء واولياء أمور تلاميذ ثانوية طارق بن زياد بأزرو، حيث قام رهبان تومليلين بتدريس الرياضيات والفلسفة في الستينيات، مما يشهد من خلال هذه المبادرة على التقليد المغربي الطويل في ضيافة الآخر. كما أتاح هذا المشروع جمع الذاكرة المحلية لسكان المنطقة، وترجمة ونشر أعمال الاجتماعات الدولية، فضلا عن تنظيم العديد من أنشطة الحوار والنقاش.
وتقول المؤسسة إنها ستعمل في المستقبل القريب على تنفيذ مشاريع تنمية مستدامة لفائدة الساكنة المحلية والمنطقة من خلال شراكات مع مجلس عمالة مدينة مكناس وجهة فاس مكناس والوكالة الوطنية للمياه والغابات .
وهكذا اصبح موقع دير تومليلين القديم مفتوحا يوميا من الساعة التاسعة صباحا حتى السابعة مساءً. الدخول بالمجان وتفتح الفضاءات المغلقة في وجه الجمهور خلال عطلات نهاية الأسبوع.