تقييم شامل للبرنامج الوطني للتخييم 2024 وتساؤلات عن تفعيلاته ومضامينه

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتحت الإشراف المباشر للسيد محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، تم تنظيم البرنامج الوطني للتخييم للموسم الصيفي 2024.
البرنامج الوطني للتخييم أو “برنامج العطلة للجميع” هو برنامج حكومي يهدف إلى توفير فرصة التخييم لجميع الأطفال بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو انتمائهم الاجتماعي.
تم إطلاق هذا البرنامج لضمان عدم احتكار التخييم لفئة قليلة أو تركيزه في مناطق معينة، بل يسعى ليشمل جميع أنحاء المغرب، مما يعزز مبدأ العدالة المجالية ويوفر للأطفال من مختلف المدن والقرى فرصة الاستفادة من الأنشطة الترفيهية والتربوية التي تقدمها المخيمات.
ويتم تدبير البرنامج الوطني للتخييم من خلال شراكة استراتيجية تجمع بين وزارة الشباب والجامعة الوطنية للتخييم، التي تضم في عضويتها المنظمات الوطنية والجمعيات المتعددة الفروع والمحلية، وتشتغل الجامعة الوطنية للتخييم عبر 12 مكتبا جهويا بمختلف جهات المملكة، حيث تتولى هذه المكاتب الجهوية مهمة تدبير البرنامج الوطني للتخييم في إطار اللامركزية واللاتمركز.
بالنسبة إلى معايير توزيع مقاعد التخييم، يتم ذلك بناء على مجموعة من المعايير التي يتم التوافق عليها بين وزارة الشباب والجامعة الوطنية للتخييم في إطار اللجنة المشتركة. هنا نتساءل: هل تم تعميم هذه المعايير على جميع الجمعيات والجهات بشكل عادل وشفاف؟ وهل تم الوصول إلى العالم القروي عبر تحقيق تغطية عادلة للأطفال من العالم القروي، الذي يعتبر أحد التحديات الأساسية؟
ويتم نقل الأطفال عبر شبكة النقل العمومي والسكك الحديدية في إطار النقل التكميلي. السؤال المطروح هو: هل كانت وسائل النقل متوفرة بشكل كاف وآمنة؟ وهل تم تنظيمها بطريقة تضمن سلامة الأطفال وراحتهم؟
وبلغ عدد المؤطرين الذين تم تكوينهم خلال ربيع 2024 حوالي 6000 مؤطر. شملت تأطير رؤساء المخيمات والمدربين. نتساءل مرة أخرى: هل كان التأطير كافيا وملائما؟ وهل تم احترام المعايير التربوية في المدربين لضمان جودة التأطير التربوي؟
الإدارة المركزية والمديرون الجهويون والإقليميون كان لهم دور في الإشراف والمتابعة للبرنامج الوطني للتخييم. هل كانت تدخلاتهم في الوقت المناسب وبالكفاءة المطلوبة؟ وهل ساهمت في حل المشاكل بشكل فوري خلال السير العام للبرنامج؟
أما التمريض والخدمات الصحية اللذان يعدان جزءا مهما في المخيمات، قهل كانا متوفرين لتلبية احتياجات الأطفال؟
شاركت العديد من القطاعات في تأطير المخيمات. هل كانت لهذه التدخلات أثر نوعي في إثراء البرامج التربوية المقدمة؟ وهل كان هناك تعاون فعال بين أطر وزارة الشباب والقطاعات المتدخلة لتحقيق الأهداف التربوية؟
التتبع التربوي الهدف منه هو توجيه الأطر التربوية ومراقبة وتتبع سير الأنشطة وتنسيق الأنشطة المشتركة. هل كان المكلفون بالتتبع التربوي يمتلكون الرصيد المعرفي الكافي لمواكبة احتياجات الأطر التربوية؟ وهل كانت تدخلاتهم فعالة في تحسين سير الأنشطة التربوية؟
الأدوات والمعدات المستخدمة في المخيمات تعد جزءا من جودة الحياة اليومية داخل المخيم . هل كانت هذه الأدوات كافية وملائمة؟ وهل تم توفيرها بالشكل الذي يغطي كافة احتياجات الأطفال؟
وتعتبر مرحلة التهييئ القبلي من أهم المراحل لضمان نجاح المخيمات. هل لبى التحضير القبلي تطلعات الجماعات المخيمة؟ وهل تم توفير التجهيزات الأساسية في الوقت المناسب؟
ويشمل الإطار الإداري المدير، المقتصد، والمكلف بالأدوات. هل كان هؤلاء الأطر في مستوى التطلعات؟ وهل أدوا مهامهم بالكفاءة المطلوبة لضمان سير المخيمات بشكل سلس وفعال؟
وهل احترمت الجمعيات الشروط التربوية والإدارية للمساهمة في تنظيم المخيمات، من حيث توفير المدربين ورؤساء المخيمات، بالإضافة إلى التجهيزات ووسائل التنشيط؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة خاصة أن نجاح البرنامج الوطني للتخييم يعتمد بشكل أساسي على مدى التزام الجمعيات بالشروط التربوية والمعايير المعتمدة.
كما تعتبر التغذية عاملا أساسيا في راحة وسلامة الأطفال. هل تم توفير وجبات غذائية متوازنة وكافية؟ وهل كانت جودة التغذية تلبي احتياجات الأطفال اليومية؟
وتنوعت الأنشطة ما بين تربوية، رياضية، وترفيهية. هل كانت هذه الأنشطة تلبي تطلعات الأطفال وتساهم في تنمية مهاراتهم؟ وهل كانت البرامج متوازنة بين المتعة والتربية والترفيه؟
ويبقى تطوير هذا البرنامج وضمان استدامته من الأولويات لضمان مستقبل تربوي أفضل.