حوارات

مؤشرات فشل خارطة الطريق 2022/2026-الخبير التربوي عبد الرزاق بن شريج

الخبير التربوي عبد الرزاق بن شريج

من المعروف أن لكل مشروع ثلاثة مراحل كبرى وهي مرحلة الإعداد ومرحلة التنفيذ ومرحلة التقييم الختامي للنتائج النهائية، مع الإشارة إلى أن مرحلة التنفيذ أو التنزيل ترفق بالمواكبة والتقييمات الجزئية أي تقييم كل خطوة خطوة من أجل إدخال التعديلات المطلوبة بناء على المستجدات، وبالتالي لا يمكن انتظار النتائج النهائية دون مواكبة وتدخل فوري تقويمي، وخارطة الطريق باعتبارها مشروعا إصلاحيا للتربية والتعليم بالمغرب لن تخرج عن هذا النطاق، بما أنها محددة في مدى زمني من 2022 إلى 2026، وبعد مرور قرابة ثلثي الزمن المقرر أصبح من الممكن بل من الواجب على المهتمين والخبراء التركيز عليها وانتقادها، وفي هذا السياق وردا على كل المدافعين عن المشروع بحجة انتظار نتائجه نهاية 2026، أقدم الملاحظات الآتية:
1- القاعدة الطبيعية تقول بأن لكل تربة زرع يناسبها، والتربية والتعليم حقل خاص بغرس القيم قبل المهارات والتقنيات، إنه حقل يشبه الحقول الفلاحية، فلا يمكن زرع نبات صحراوي في أراضي القطب الشمالي أو الجنوبي من الكرة الأرضية، فلكل أرض النبات الذي تقبله وترعاه وتتفاعل معه، وبما أن التاريخ سجل ويسجل أن كل مشاريع التربية والتكوين التي حاولت الحكومات المتعاقبة تنزيلها كانت مستوردة من دول أجنبية، وبضغط من المانحين الدوليين، وبما أن كل مكونات المشروع بما في ذلك المدرسة الرائدة هو الآخر مستورد، فهذا مؤشر من مؤشرات توقع الفشل؛
2- بما أن مشروع الريادة مستورد من دولة في المراتب الأخيرة من حيث التربية والتعليم، وهي الهند، وبما أن هذه الأخيرة تخلت عنه بعد فشله، فيعتبر مؤشرا من مؤشرات توقع الفشل؛
3- ورغم أن وزير التربية الوطنية جعل جهاز التفتيش المشجب الذي علق عليه المسؤولية بعد وصفه للمشروع بالمكيف مع خصوصية البلاد من طرف جهاز التفتيش، فكلامه غير دقيق لأن جهاز التفتيش لم يضع المبادئ المؤطرة لعملية التكييف بل اشتغل فقط على بناء أدوات تنزيل وإخراج تلك المبادئ، وعليه فالإشكالات البيداغوجية أكبر بكثير من وضع مساحيق على وجه مسن ليصبح شابا، وهذا مؤشر من مؤشرات توقع الفشل؛
4- غياب معايير واضحة تساعد على تحقيق الأهداف المنشودة من جهة وتمكن الباحثين والمسؤولين من تقييم المشروع في كل مراحل تنزيله، فهذا مؤشر من مؤشرات توقع الفشل؛
5- ورد في التقرير السنوي للمجلس الأعلى للتربية والتعليم 2023 {كون الإصلاح المنشود، عرف خلال العقدين الأخيرين، مراكمة التأخير في الانطلاق أو الإعمال، بالرغم من الجهود الكبيرة التي تم بذلها. وهذا التأخر حمل في حد ذاته أخطارا على دور منظومة التربية والتكوين في الارتقاء بالأفراد والتنمية المجتمعية، فهذا مؤشر من مؤشرات توقع الفشل؛

على سبيل الختم
إن كان البعض يعتقد أن الحكم على مشروع في بدايته مجازفة غير علمية، فنقول له ليكن في علمك أن وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى صرح خلال انعقاد جامعة شباب حزب الأحرار يوم 14 شتنبر الجاري بأن خارطة الطريق حققت الأهداف المتوخاة منها، قبل نهاية مدتها وقبل خضوعها لأي تقييم علمي مؤسساتي، ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى