وجهة نظر

*على طريق توطين التجديد… محمد صلحيوي..

 واضح،امر وجودجهات إعلامية وسياسية،لا تريد قرائة تجربة تحالف فدرالية اليسار الديموقراطي،قبل يونيو2021،قرائة موضوعيةللإمساك بجوهر الخلاف والفرز  العميق الذي غرفته،قلجأت تلك الجهات لما يمكن تسميته بالاسلوب الإحتيالي (الإحتيال السياسي طبعاَ).
ولأن الدور المركزي والإشعاعي للرفيقة نبيلة منيب في تلك التجربة،خصوصا دورها المتوجه صوب إحداث متغيرات فكرية وسياسية واقعية وغير شكلانيةفي تصور ورؤية التطور”من الإرادة الشعبية إلى السيادة الشعبية” وإلى “الجبهة الشعبية للنضال”؛والمترجم في التطور الذي أشرت عليه  مؤتمرات الحزب الإشتراكي ألموحد الثلاثة؛مؤتمر الملكية البرلمانية 2012 وهو شعار حركة 20فبراير،ومؤتمر الأفق الجديد 2018،وهو الأفق الذي عبر عنه الحراك الشعبي بكل متغيراته المجتمعية ومؤتمرالسيادة  الشعبية 2023 الذي بلور  طبيعة ظرفية 2011-2021، ، وهي الوثائق التي شكلت “القول الجماعي”للحرب؛ولأن جهات الأسلوب الإحتيالي، قد ارتبكت أمام وضوح قواعد الحزب ورؤيته بقيادة الدكتورة نبيلة منيب لتلك التجربة، فإنها لجأت إلى حيل الثقافة السياسية التقليدية، كربط رأي أو فقرة في هذه الوثيقة أو تلك بفلان اوعلان،أو ربط صورة الدكتورة نبيلة منيب برمز مغاير لرمز الحزب.
ودفعاَ لأي غموض، ورفعاَ لأي التباس،فإن الخلاصة العامة،هي،إن الحزب ،وبقوله الجماعي،قد خرج من منطق الفعل من مربع الزمنين السياسي الإقتصادي، قط،وتوجه، ، إلى الفعل من موقع الزمن الإجتماعي والزمن الثقافي،مستشرفاَ زمن العقليات. مافرض عليه  إعادة صياغة طبيعة التقاطبب الحاد  الذي عرفته تجربة الفيدرالية قبل يونيو2021.
التجربة المشار إليها عرفت مخاض رؤيتين:
الأولى :تنطلق من مفهوم “إعادة صياغة الفكرة اليسارية مركزية تجديد الثقافة السياسية الموروثة،التي أنتجت عزلة القوى اليسارية.

الثانية:إعتمدت مفهوم “بناء” اليسارعبروحدة المقرات والقيادات، مايعني وحدة عددية فوقية، وبخطاب ينتج “التكرارية” لتجارب الماضي،وبإعادة إنتاج أسس الثقافة السياسية التقليدية.
وبعد أن حسم رأي تجديد الفكر السياسي، وحصن الحزب من القرصنة والإجتثاث،قلنا بوضوح تام لحلفائنا السابقين،وللذين كانوا معنا:نتمنى لكم التوفيق.
سار الحزب الإشتراكي ألموحد في طريق بلورة أطروحته والتي جائت منظومة قيمها،كما صادق عليها المؤتمر الخامس،كالتالي:
1)السيادة الشعبية.
2)الحراكات الشعبية.
3)التعاقد الجديد.
4)الوطنية المتجددة.
5)المصالحة التاريخية.
6)العبور للديموقراطية.
7)العدالة الاجتماعية والمناطقية والمواطنة.
8)الوحدة الشعبية.
9)مركزية الحركة الإجتماعية.
10) الفضاء المغاربي.
11)الإندراج في اليسار العالمي البديل..

اماالمنظومة الشارحة
لمعنى الثقافة السياسية المتجددة  فهي التالية.
يمكن تقديم المنظومة  الشارحة لمتن مقولةالثقافة السياسية لوطن المستقبل كمايلي:
اولا:مأسسة الإختلاف: لقد أفرزالنقاش الديمقراطي وطرح الأسئلة الفكرية و السياسية و التنظيمية المؤطرة للمشروع مع  محيطنا وتقييم تجربتنا  و اختياراتنا و تحليل أوضاعنا ، منطلقاَ حتمياَ للإقدام على تبني الرؤية التجديدية لانطلاقة جديدة لتجديد  مسار  حزب ما بعد الحراك الشعبي بكل متغيراته المجتمعية النوعية .
ثانياً:سمو الشرعية الشعبية:
إن تجربتنا التي تحولت إلى فرصة تاريخية لانطلاقة جديدة لتحديد  المسار،
كان الدور الأساسي فيها دروس الحركة الاجتماعية بكلّ دينامياتها في التغيير،وهي التي كرست تجديد رؤيتناوخطنا السياسي   ََوالمواطناتي الشامل من أجل العبور إلى وطن الغد.وطن
الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية والجهوية والمناطقية٠

ثالثا:مأسسةوحدة الذاكرات الجماعية في مواجهة مأسسة النسيان التاريخي.
مشروعنا ينطلق من منطلقات قابلة للتحقق والإنجاز إنطلاقاً من منطق تعاملنا مع النضال الشعبي، فإذاكانت حركة 20 فبراير قد  أثرت في مسارنا وتصوراتنا منذ انبثاقها في  2011 ،  فإن ديناميات الحراك الشعبي خصوصاً الحراك الشعبي بالريف قد فرض علينا أسئلة كبيرة في تعاملنا مع النضال الشعبية ومساراته وفي فهمنا لمعناهامن جهة،  وتمكين حزبنا من إدراك أدق لثوابت العقلية المركزية ونهجها،وكذا عقليةإنتلجنسياتنا المترددة بالنتيجة، وفي تحديد  مسارات الفعل الديمقراطي الشعبي في وطننا من جهة ثانية.

رابعاً:مأسسة الإرتباط بالشعب:
المتغير الأساسي في بلادنا،هي الحركة الاجتماعية  بكلّ أنواعها، وقد كشف شكل ومستوى الحضور الميداني للأحزاب عن دلالات أزمة عميقة للأحزاب في العلاقة مع النضال الشعبي،و تراجع الفعل الحزبي و النقابي ما يؤكد حتمية تبني  أطروحةالحركة الإجتماعية مع تجديد
أسس الممارسةالسياسية في ارتباطنا بالحراك الشعبي،ما يعطي المعنى الحقيقي لمقولات العدالة الاجتماعية و الجهوية والمناطقية والمواطنة و المساواة و الانتقال إلى مجتمع المعرفة و التنوير  والمساواة الفعلية .

خامساَ:مأسسة الوطنية المغربية الجامعة:
إن تجديد مضمون مقولة الوطنية المغربية،من أساسات الأطروحة الحزبية؛فلا يمكن لأطروحتنا امتلاك القوةوالنجاعةالإختراقية لسقف المحافظة والتقليد دون تقديم المضمون الحداثي والعقلاني لمقولة الوطنيةالمغربية، و الإنتقال بها إلى وطنية متجددة حاضنة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه وذلك بإعادة كتابة تاريخ وطننا وفتح ورش المصالحة التاريخية الحقيقية مع الريف ومع كل المناطق الجهات المهمشة.
كل ذلك، لتقديم المعنى الحقيقي والتاريخي للعدالة الاجتماعية و الجهوية والمناطقية والمواطنة و للمساواة الفعليةو الانتقال إلى مجتمع المعرفة و التنوير.

سادسا:مأسسة الحوار مغربي-مغربي:
الوضع الوطني يفرض  علينا قضايا مصيرية وتحديات تاريخية، في قلبها تجاوز منطق الفرص الضائعة والطرح الواضح للضرورة الوطنية و المستقبلية للإقدام على خطوتين حاسمتين:
-الدعوة لتنظيم حوار وطني عام (مغربي-مغربي) يكون فيه  للمفكرين والمثقفين الدور الأساس،موضوعه: “وطن الغد”.والدعوة كنتيجة للحوار الوطني،إلى عقد “تعاقد جديد” بين الدولة والمجتمع كأساس للديمقراطية والتعبئة الشعبية من أجل عبور حقيقي إلى الديموقراطية ويكثفه انفتاح سياسي تأسيسي   وقصل السلط و ربط المسؤولية بالمساءلة ما يفرض السلطة المضادّة و الكثلة الحرجة والعلاقة مع المجتمع المدني.
إن تقييم ومراجعة العلاقة بين النضال الشعبي وبين النضال المؤسساتي و المشاركة في الانتخابات  هي  إشكاليات خاضعة لمستويات التوسع والإمتداد المجتمعي..

اخيراَ،إن الجبهة الشعبية للنضال ليست صيغة تنظيمية تعيد إنتاج تنسيقات المقرات والفروع الحزبية، والقيادات،بل هي صيغة أدائية  منخرطة في الساحة ساحة النضال، الشعبي المغربي وبمختلف دينامياته السابقة والحالية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى