ثقافة و فن

أي تقدير للفنان بالمغرب -نبيل لحلو

على هامش رحيل الممثلة نعيمة المشرقي ، رحمها الله
عندما يرحل فنان كبير، كان ممثلا او مخرجا سينمائيا، يعد اسطورة في وطنه و اعين مواطنيه، يقام له تكريم رسمي و جنازة رسمية يحضرها رئيس دولته و الالاف من الذين احبوه طول مشواره الفني. هذا التكريم لا يحصل الا في الدول الراقية و المتقدمة على جميع الاصعدة ، و على راسها الدمقراطية و حقوق البشرية
في هذه الدول ، المتقدمة في جميع الميادين ، عندما يموت فنان كبير اغنى بلاده باعمال فنية عالمية، تقوم القنوات التلفزيونية في بلاده بتغير برامجها لكي تكرمه يوم دفنه، وذلك ببث فيلما من افلامه او مسرحية من مسرحياته المصورة.
هذا السلوك الحضري يحدث في الدول التي لها تقاليد عريقة، مجدرة منذ قرون، ثقافيا و علميا و فنيا و ابداعيا.
اتسمعني ، يا فيصل العرايشي، الجالس على عرش السمع البصري، منذ خمسة و عشرين سنة ، بدون طموح لبناء صورة الوطن و لا فائدة للمواطن .
اثناء مساري المسرحي و السينمائي، تعرفت و عرفت ممثلين وممثلات مغاربة لهم موهبة كبيرة و حقيقية. و منهم من كان يملك كريسمة تفتح له ابواب الادوار الرئيسية في السينما. لكن، اغلبية هؤلاء الممثلين و الممثلات، امام غياب ممارسة التمثيل الاحترافي، يوميا، لجؤوا الى النبيذ لينسوا خيبتهم و اغتيال احلامهم .
كان بإمكانهم، و بتزكية من الدولة ان يؤسسوا اول فرقة وطنية للمسرح في بلادنا. فرقة وطنية تقدم مسرحا احترافيا عبر مسرحيات عالمية تجعل الجمهور المغربي في مختلف المدن يفتخر بفرقته الوطنية و بأعمالها المسرحية .
اليوم، اغلبية هؤلاء الممثلين والممثلات رحلوا عنا ، منذ اكثر من عقدين، دون ان نشاهد تلفزة الامبراطور فيصل العرايشي تذكرنا بهم ، عبر بث عمل من اعمالهم الفنية لكي يبقى اسم هذا الفنان راسخا في ذاكرة المواطن .
بعد وفاة احمد الطيب العلج و الطيب الصديقي ، اقترحت على السيد محمد امين الصبيحي ، وزير الثقافة ، ان تحمل قاعة ابا حنيني اسم : مسرح الطيب الصديقي . كما انني ، اقترحت على نفس الوزير ان تحمل الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي ، اسم : الطيب : الطيب الذهبي ، الطيب الفضي، تكريما للطيب الصديقي و الطيب العلج رحمة الله عليهما
اقول و اكرر ان اغلبية الممثلين والممثلات المغاربة لم يقدموا، طوال مشوارهم المسرحي، الا اعمالا مسرحية صغيرة وبسيطة، و في الكثير من الاحيان، تافهة. و هذا التخلف يعود الى غياب اهتمام الدولة بالمسرح منذ السنوات الاولى لاستقلال المغرب.
و منذ استقلال بلادنا ليومنا هذا، لم نستطع انتاج و انجاز عمل مسرحي او سينمائي او تلفزي يستحق للجمهور المغربي ان يفتخر به، رغم ان هذا الجمهور لا يملك المعطيات و المراجع التي تجعله يقارن ما بين الابداع الجيد و الرداءة كما هو الحال حالياً عندنا على صعيد المسرح و التلفزة و السينما.
نبيل لحلو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى