افتتاحية

ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء: الحكومة مطالبة بالتحرك لتجنب المغرب احتقانا اجتماعيا

عزيز الحنبلي

في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الغذائية الأولية والأساسية بالنسبة للفئات الشعبية ارتفعت أثمنة اللحوم الحمراء، و لم تسلم أثمان السمك وفواكه البحر التي سجلت ارتفاعا مطردا بـ 4,7 ٪، كما شمل الارتفاع أسعار الفواكه والسكر والمربى والعسل والشوكولاته والحلويات. أما في ما يخص المواد غير الغذائية، فإن الارتفاع هم على الخصوص أثمان المحروقات بـ 1,3 ٪، وفق بيانات المندوبية السامية للتخطيط.

كل هذا حدث في عهد الحكومة المنبثقة عن انتخابات ثامن شتنبر2021 والتي يترأسها عزبز أخنوش، وهي الحكومة التنفيذية الثالثة والثلاثين منذ استقلال المغرب في سنة 1956. يقودها عزيز أخنوش. عن  حزب التجمع الوطني للأحرار بأكبر عدد من المقاعد.

في عهد هذه الحكومة، أصبح لحم العجل العادي المرفوق بالعظم يتراوح ما بين 110 و125 درهما، حسب المناطق والجودة ،وأصبحت مائدة المغاربة فارغة من اللحم لدى الطبقة المتوسطة قبل الفقيرة ، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الفشل الحكومي الكبير في تدبير قوت المغاربة واقتصاد بلدهم.
والأذكى أن أثمنة اللحوم الحمراء مهددة بالارتفاع في ظل استمرار المغرب في استيراد لحوم الأبقار البرازيلية ( حوالي 554 طنا  خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري).

ورغم التساقطات المطرية الاخيرة فان  المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، قرر  اليوم الثلاثاء، السماح باستيراد اللحوم الحمراء الطازجة (المجمدة أو المبردة) من الأغنام والماعز من دول الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى،في الوقت الذي كان المستوردون المغاربة يفضلون التعامل مع إسبانيا وفرنسا أساساً.

ثم هناك مواشٍ تُستورد من إيرلندا والبرتغال بدرجة أقل، فضلا عن دول أخرى أوروبية في إطار التنويع.

اما الآن و حسب قرار المكتب، شملت لائحة البلدان المسموح باستيراد هذه الفئة من اللحوم الحمراء منها، كلًّا من ألبانيا، الأرجنتين، أستراليا، كندا، تشيلي، بريطانيا، نيوزيلندا، صربيا، سنغافورة، سويسرا، الأوروغواي، وأندورا.

هذا، و يبلغ  قطيع الأغنام في المغرب ما معدله 20 مليون رأس و يصل إنتاج لحوم الأغنام إلى متوسط ​​سنوي يتجاوز 162.000 طن. و يقدر متوسط الاستهلاك السنوي للأسر المغربية من اللحوم الحمراء والبيضاء بـ141 كلغ، منها 55,8 كلغ من اللحوم الحمراء، وتمثل نفقة أضحية العيد حوالي 30 ٪ من إجمالي النفقات السنوية للأسر المغربية المخصصة للاستهلاك السنوي لهذه اللحوم، وفق معطيات المندوبية السامية للتخطيط.
اخيرا وجب القول ان الحكومة مطالبة بضرورة تصحيح الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للمغاربة ومراجعة توجهاتها الليبيرالية المتوحشة الحالية لتجنيب المغرب احتقانا اجتماعيا .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى