وجهة نظر

“الخلدونية”، معاصرة انموذجا للممارسةالتاريخية-الاجتماعية- السياسية الابدالية -عبد الواحد.حمزة

3- 2: الجغرافيا السياسية تفيد في الحرب والعدوان..والمقاومة ( تتمة)/ الرأسمالية العالمية المازومة تعاود تسريع تطبيق مخطط سايس- بيكو، مزيد ومنقح..!

فرضيتنا في هذه المحاولة تستند إلى التاريخ السياسي، بحيث أن مجمل المؤامرات التي ألمت بوطننا، بدءت مع غياب او تغييب او “غيبوبة” نخبة مفكرة واعية وقاءدة لما يحاك ضد شعوبها من دساءس، حتى ان هذه الاقوام/ “أبناء البلد” (Bledards) لا تستشار، تستعمل كحطب لسدنة ومشاريع السلطة، “غوغاء” في الغالب، يساعد في ذلك ضعف مستواها التعليمي وضعف وعيها السياسي، إلا في ما نذر، أو هي- في ظروف تاريخية محددة- تستفيق من السبات العميق، لتاخذ مصيرها بيدها، وتعتمد نخبها العضويين’ حقا- فكانت في تاريخنا السياسي، من بين اخر، ما بعرف بخطة لويس ماسينيون- اندري للفيس..، بالمثل لا الحصر، للإجابة على تطلع وهيمنة الغرب/ ليوطي الاستعماري- الإمبريالي / امريكا- فرنسا..واسبانيا، و تواطىء النخبة المحلية الطبقي الحذق على أوطان/ ارض وشعوب وثقافة ودين العالم المتأخر والمتخلف، عبر العالم، ومنه المنطقة المغاربية والمغرب.

حاولنا في الجزئ الأول من هذه النقطة أن نتلمس بعض دروس السياسية التطبيقية ودور أبطالها – الفاعلين عبر العالم في تفكيك أوصال الدول العربية الاسلامية، وفي بلادنا، او غيرنا، وهي التي كانت مستعدة اصلا، لذلك، لضعغها، ولأن التأخر والتخلف لا يقصد أحدا الا اذا دعاه، ذلك أن المعرفة العلمية بالبنيات الاجتماعية وسلوكيات الناس وعقليات الحاكمين وأولي الأمر والنهي/ المخزن عبر التاريخ المغربي، فيها، أفادت كثيرا في الهيمنة والسيطرة عليها، وأن تعطلت لحقب وامكنة مناطق السيبة، مثلا. كما أن التوبوغرافيا و هندسة المواقع والمدن والشوارع، فوق الأرض وتحتها، والوديان والجسور والجبال والهضاب والانفاق،..والعقول والعقليات،…. كلها ميكانزمات تسهل على إرادة الحكام/القوة” التحكم في الأعداء والخصوم/ القوة المضادة ….الاستيلاء النسبي “المريح”، أو القاتل على الأوطان والشعوب،.. فضلا عن تجنيد الجواسيس وتسخير الخونة، أكانوا من أبناء الجلدة والعمومة او من الأعداء والخصومة. انهم في ذلك يستجيبون لصيرورة سياسية تاريخية بدات بخلق و ضبط شروط التراكم الرأسمالي في المركز الغربي، المسيحي- العبري، لتتسع وتمتد إلى باقي العوالم، ( فلسطين، المغرب،….)، عبر الاستعمار والاستيطان والامبريالية.

3-2-1: تدمير البلدان و عصبية العباد من صميم التطور الرأسمالي العولمي المتوحش

أن انفتاح حقل التاريخ على اختصاصات متعددة، قد يطرح مشاكل منهجية، متواصلة مع الجغرافيا والسياسة وعلم الاجتماع والاقتصاد والديموغرافيا، الخ، مع مدرسة الحوليات/ الجيل التالث، قبل أن يتحول إلى انتروبولوجيا تاريخية مع جاك لوغوف….، وهو اتجاه جديد في الكتابة التاريخية، تحرر من وصاية التاريخ الرسمي، وتمرد على اللعبة السياسية وعلى الاحزاب السياسية باديولوجياتها المختلفة، منحازا القضايا الاقتصاد والمجتمع، بالذات، ليصبح مبحث التاريخ ذاك مهدد في هويته الخاصة مع انفتاحه هذا على العلوم الإنسانية، مع ثمانينيات القرن الماضي، في سياق التغيرات المعاصرة، استيعابا لها او تجاوبا مع الموضة العابرة.. ( انظر خالد طحطح، الكتابة التاريخية، صص7-8-9، دار توبقال المغرب، 2012.).

و عليه، فللمساهمة في فهم ما يجري ببلادنا اليوم، من تفكبك لبنبات اجتماعية، القبيلة او الاسرة واعادة بناء وهندسة الدولة والمجتمع، باعتماد “الفرد النافع”، واستبدال وخلط اقوام باقوام، مما ترتبه حكامة عالمية مازومة، من الممكن اعتماد تحلبل يدور حول الارض، ومن فوقها، ومال الملكية الجماعية للقباءل ، وغيرها.

من اللازم أن نخبة لعبت، وهي التي لا تملك الارض/ “اكال”، اصلا، اتت بلاد المغرب منذ القدم، و كذا في ظروف تاريخية أخرى خاصة، من الأندلس، واخرى تتسلط على أراضي قباءل الجموع والسلالية على طول المحيطين، و حفزت العقل والدهاء والقوة والمال، وتوسلت بالقرب والقرابة و بالخدمة لمركز السلطة و…بالخيانة…والخصومة،…. فنسجت في ذلك- سياسيا- تارة حزبا وحيدا/ حزب الاستقلال، وتارة حزببن، وأخرى “تعددية شكلية”، وحتى الآن مع الربيع العربي، اتت بالإسلاميين في السياسة ولها، للواجهة، وتحضر -الان- لخلطة معتبرة منهم، بالذات ومن نخب اديولوجية- ديماغوجية هجينة- مرتزقة، قد تبيع الجمل بما حمل ولا يهم! ذلك انها كونتهم على مهل.

وكانت نخبة ذراءعية محصنة باستمرار بالملكية المطلقة، “ملكبة بدستور”، خدمة لها ومنا تاريخيا عليها، وتبادلا للمصالح معها، سياسيا واقتصاديا وماليا، على مر عهود النشأة والتطور. وكان الغرض داءما وابدا من هذه الايديولوجية الماكرة هو قطع الطريق على الاحرار/القاع/ الشعب لإيجاد نخبه وممثليه وقياداته التابعة منه وإليه، …من أجل إحقاق مشروع في مصلحته الفعلية.

كل هذه الرهانات والصراعات السياسية حول الهيمنة على الأرض والثقافة والدين واللغة والانسان..تعتمل اليوم في ظل أزمة مالية اقتصادية للراسمالية العالمية، لم تقو على رفع الراس لحد الساعة، وان سبق وأقفلت وشدت قهرا على الإنسانية/ الديموغرافيا مع كوفيد 19، وزادتها بالحروب المفتعلة، هنا وهناك، دون أدنى واحسم مردود لذلك، يضايق عليها فيها صعود قوى منافسة ومغايرة للغرب الامبريالي، العسكري- الرقمي- المالي، كالبريكس، على وجه الخصوص، فالروس والصين، وحتى ايران ومن معها، وغيرهم ممن ركبوا المنافسة الندية الجديدة على العالم.

وبالرغم من انبطاح مجمل حكام البلدان العربية الاسلامية، وممن طبعوا مع اسراءيل دون مقابل مادي او معنوي صريح متحقق، أو قد يتحقق، وبالرغم من ابواق النظام، “علمانيين” او سلفيين، بلحى او بدونها، اكان عندنا في المغرب او في باقي بلدان الخليج، لحضور الإمارات بكتيبة او اثنين لا اكثر في حرب الإبادة للبركة، فقط، فتردد السعودية المشبوه، عدا “موقف البينين” لتركيا، والوقوف الجبار للمقاومة المساندة لمسيرة تحرر فلسطين لكل من سوريا واليمن والعراق…واستنزاف العدو. !

واخيرا وليس اخرا، اندفاع ايران القوي والمشروع والوازن للهيمنة الضرورية على المنطقة، في وقته، رافعة راية الإسلام والقوة، او لتوازن الرعب ضد اسراءيل/ الهمج ، ومن معها، على الأرجح، في وقت أشرفت فيه ايران الفرس- العرب على إنتاج قنبلتها النووية، لتنضاف إلى الباكستان المسلمة…..

وللتذكير، فسبب الحروب وكل بلاء المنطقة الذي سببه الكيان/ لا الدولة، منذ سبعة عقود او يزيد، و كذا -للاشارة- فإيران -الشاه” كانت شيعية، ولم تنتظر إيران ثورة 1979 لتنهج الشيعية ، مذهبا دينيا و سياسيا، كما أن حزب الله الشيعي المسلم لم يكن قد تأسس قبل 1982، وكانت لبنان قبلءد قد عانت وقاومت مد اسراءيل الصهيوني- التوسعي. أليس كذلك!؟ وعليه لا يلزم ان تنطلي على الجموع المسلمة شيطنتها، تماشيا مع دعوات مغرضة لبعض أنظمة العرب السياسية، المتواطاة، لعزل ايران، وضرب المقاومة من تحت الحزام، حتى أن بعض السلفيين -العرب- الصهاينة تساؤلوا ، بدون حياء ولا احترام لاخلاق الإسلام الحقيقية، جهارا، اذ غاضتهم وحدة صف المسلمين المقهورين، جبابرة شيعة كانوا او سنة، او غيرهم من الاحرار، في ما اذا صدق الترحم على الشهيد نصر الله..!!؟ثم أليست حماس سنية، ام اختلط عليكم البقر..!!؟

كما تجدر الإشارة الى علو كعب التظاهرات الاسبوعية المناصرة للمقاومة، دون كلل، في ساحات البلدان العربية- الاسلامية، في اليمن الشقيق، وغيره، وفي عواصم العالم الحر…والتي ترفض توجيه وتسفير وتنقيل من حملوا البندقيات- الآن والبارحة-، ضد الفلسطينيين، أصحاب الارض، وان كانوا يتمتعون بجنسيات بلدانهم- الاصل، وعاءلاتهم وابناء جلدتهم، إلى المغرب، البلد العربي-الامازيغي- المسلم، مثلا، ( انظر ملتمس طرحه
المسمى بن مسعود الحسين بمكتب ضبط البرلمان يومه 8 اكتوبر 2024، ابتغاء استصداره كمشروع قانون، من الممكن ان يكتسب شرعية التدارس، في حالة تجاوزه 20000 امضاء! ).

ذلك انه لن تنفع معهم، كجموع قروسطية متصهينة موبوءة، امتلاكهم الخاص لمحل هنا او هناك، لتضيق بهم الارض بما رحبت..ما يلزمهم أن يتخلوا عنه ليس دينهم، أبدا، و إنما صهيونيتهم المقيتة!.واذا كان من براغماتية حقيقية ينهجها المغرب إزاء ايران الشيعية، أن يكون المنطق السليم هو رفض تدخلها في وحدتنا الترتبية، من جهة وأن تحبذ تدخلها في دعم المقاومة الفلسطينية اللبنانية، وما شمال أفريقيا ببعيد عن الشرق الاوسط، متوجها إلى “الشهاينة المغاربة”، حيث ذكر بالمثل الشعبي المغربي المأثور: أهل الشهيد صبروا والعزاية كفروا. ( عبد الدين حمروش، تدوينة أكتوبر 2024) !

ما يلزمه أن يسقط صراحة هو النظام الرأسمالي العالمي المتوحش، واذنابه، الحامل لبذرة الحقد والبغضاء و العنصرية و الابادة في احشاءه!

وحتى الطرح العلماني المدني المواطن، على المنهاج الافريقي الجنوبي، المهمش لفرضية الارض، و المنتصر جدلا للانسان، كيفما كان لونه أو دينه، أو أو…او للديموقراطية، المتنكر لها اليوم، نسبيا، حتى في اعتى الديموقراطيات، لن ينفع معهم، وهم الضالعون في رؤى وممارسات توسعية متخلفة و منغلقة واركيولوجية قروسطية على الذات اليهودية، خاصة الصهاينة المتعصبين منهم، والمترفعين حتى عن بعضهم البعض، من ” اشرافهم”/ الاشكناز، الم يستصدروا نهارا جهارا “قانون فلسطين لليهود” ، ولليهود دون غيرهم، لا مكان فيها للعرب او الدروز او غيرهم،..!!؟

لقد انكشفت في واضحة النهار ادعاءات اسراءيل الديموقراطية ليتهاوى مشروعهم المنافق للعالم، حتى في عواصم الغرب وجامعات نخبه وطلبته. انهم يساريون، قالوا، لكنهم فوق ارض مغتصبة.. ! ولا استطاعوا نصر ة الانسان/ الاكذوبة..!!

وعليه، لا راد للغرب العبري -المسيحي، فضلا عن منهم من الشرق العربي، ولم تتلطخ ايديهم بالدماء، أكانوا مستوطنين بأوروبا او غيرها، أن يكفروا هم عن غلطتهم، في اجلاء ونبذ انسان مختلف الديانة، أو لأي اعتبار اخر، وان لا يتنكروا لقيم الانوار التي ربوا عليها، وان يحتضنوهم، من و إلى حيث كانوا، تأكيدا لتشبعهم المبدىء بالمواطنة- التنويري….و المتساوية الحقوق والواجبات…

ولن يستطيعوا ذلك، لأن الصراع لم ولن يكون دينيا، حتى ان المقاومة في فلسطين اليوم، مثلا، واعية بمقالب الامور واستراتيجيات العدو، اذ هي قبلت في مرحلة اسنادها النوعي، فقط، ان ترفع تحدي “حرب دبنية” اخرى، ان اقتضت التسمية ذلك، ردا على تغول اسراءيل العقدي( انظر خطاب وتوعد القاءد السنوار).

ذلك انه، قبل هذآ الاستعداد الغير المسبوق للمقاومة، ما طفح به السابع من اكتوبر 2023، ما كان الإيمان لوحده بقصيتها العادلة يكفي الحق والقانون الدولي لدرىء العدوان امام العالمبن، امما متحدة وغربا، وحتى عربا- جربا..!! الايمان والقوة هما وجها عملة المقاومة، و….الإنتصار!

إن ما ينفع الشعوب الضطهدة الصامدة هو صراع تحكمه المصالح والصراعات الإقتصادية الطبقية، اساسا، الإقليمية والدولية، إلا ما أرادوا أن يوظفوا فيه -عنوة- من أحقاد لا اخلاقية مدمرة لتقدم الشعوب، مست -اولا- الغرب وهجرة الملايين منه بعد الحروب الدينية فيه، و التي عاشها لقرون، إلى امريكا، تكون العلمانية- المكذوب عليها، قد حلت مشكلتها نسبيا، ولم يسلم منه المسلمون، لما فرقتهم الايديولوجية الصهيو- غربية، إلى سنة وشيعة، واخرين، وهم -اولا وقبل كل شيء مسلمي ومعذبي القرن العشرين، وما بعده، يلزمهم الوعي بعدالة قضيتهم وقوتهم المتنامية، مواجهة تحديات العصر !؟

وحتى ان نادوا/ الصهاينة بإسرائيل كبرى من النهر الى النهر، فلتعلم اولا انهم لا يمتلكون دستورا لحد اليوم، وكيف لهم ذلك، إذ يلزمهم بالضرورة ترسيم الحدود، وهذا ليس في صالح قوة صهيونية لا تتعب من التوسع والاستعمار والبطش، وهم الحالمون بوطن أوسع واوسع، آخرها الأربعة عقود الاخيرة، بشراء الملكيات الخاصة او بشراء الذمم- الخونة، وخاصة بالعنف والابادة- و احراق الخيام من على بمن فيها من المقيمين/ الغزاويين- حتى، حتى الهيمنة المطلقة- المستحيلة، لتمر سنة بكاملها، تقتيلا وانتقاما وجبنا، من المدنيين والقادة…وجبنا، من جهة، وصمودا اسطوريا، استنزافا للعدو من جهة اخرى، دون تحقيق أي هدف للعدوان الغربي، بزعامة الولايات المتحدة والغرب، رعاة اسراءيل : القضاء على تنظيم المقاومة – حماس و محو او تهجير أبناء الارض، في احسن الاحوال.

والحال انهم موجودين عنوة في قلب الشرق الأوسط للتوسع الامبريالي المستمر، قصد خلق القلاقل والكوابح التي لا تنتهي ولن تنتهي، لكل قوة تحرر عربي اسلامي، او غيرها، بعد ان رفوعوها يوما على الشيوعية، الماكارثية في امريكا، مثلا، كاديولوجية، ذات يوم، لا لدينهم “فقط”، عقيدة المسلمين، وإنما لما يحفز فيهم الايمان بتعاليمه النبيلة والجهادية من قراءة تحررية واعدة لهم ولمستقبلهم.

الصهاينة، أولئك، أنهم يخدمون، انا كان لونهم، في ذلك، من حيث يدرون أو لا يدرون، واحد من قوانين التراكم الرأسمالي الموضوعي الموسع، وحيث الابادات والحروب والتوترات من صلب مسيرته التاريخية، خاصة أوقات الازمات الحادة، للاستفراد الاناني- الاحتكاري بخيرات العالم، وإعادة إنتاج بؤس الفقراء والشعوب الضعيفة….!!،

ذلك للخروج على الاقل من الازمة الاخيرة التي لاراد لها والتي حلت به، كما اشرنا الى ذلك سابقا، و التي علمنا انه لا مكان في العالم المهزوم المتخبط المتغطرس الجديد للضعفاء والبؤساء، ومن لا علم لهم ولا تكنولوجيا ولا إنتاج سلاح مميز… ، ولن يضيرهم في شيء أن يقارعوا سلطة ونفوذ الروس في اوكرانيا و قوة الصين الاقتصادية الناعمة على طول خط الحرير، وصعود امبراطورية تاريخية عريقة كبرى ومستجدة، كايران وتركيا في المنطقة، وغيرهم، ممن يضايقون على امريكا الامبريالو- صهيونية، وعلى الغرب، بما فيه اليابان، الغزو والاستيلاء الشامل على خيرات العالم واستحمار شعوبه…!!

ان قدرهم، وهم المجرمون، الغير متحضرين، مليون ونصف اسراءيلي، قالوا “اكبر جالية مغربية في اسراءيل”، لا يرى “ديماغوجيون/ اعلام/ فقهاء مغاربة متصهينون”، غضاضة في أن يسمحوا بالرجوع لمن تقطعت بهم السبل إلى بلدهم الاصل!! وأي خدمة تلك سبق وأن قدموها يوما للمغرب، كلوبي مثلا، اكان في الولايات ام في اسراءيل، حتى أن البعض يتحدث اليوم عن احتمال استقدام خبرات عالية إلى المغرب!؟ ولا يمكن للمغرب أن يستطيب نزق و تحفظ اسبانيا في أروقة الأمم المتحدة على الجهر بموقف الدعم الصريح الذي سبق وأن أدلت به لصالح اطروحة المغرب، ولا موقف فرنسا الابتزازي الدائم !

لقد باعت امريكا/ ترامب “العجل- المستفرغ” للمغرب، عبر تويترة يتيمة، حتى يطبع مع اسراءيل سنة 2020. ويبدو ان الولايات المتحدة تراجعت اليوم عن ذلك، دون ان تولي نفس الاهتمام والحماس لقضية اعتبرها المغرب أساسية ( انظر خطاب الافتتاح الملكي للبرلمان الاخير)، حتى ان براغماتيته المعكوسة المزعومة دفعته القبول رسميا بالتطبيع، و ضمنيا التساهل في قضية فلسطين الحرة، حيث ملك البلاد يرأس مجلس القدس، و هي القضية التي اعتبرها المغرب داءما في صف قضيته الوطنية الاولى. ومن الطبيعي أن لا يفهم و ان لا يقبل المغاربة -اليوم- التلاعب بأكبر قضية وطنية عندهم: صف ومكانة الصحراء المغربية، أن ينزلوا بالآلاف إلى الشوارع والمدن لنصرة فلسطين وإسقاط التطبيع، بحيث لكل مقال مقام..!!.

ولن ينفع لتمربر ذلك لا الموقف السياسي الرسمي الملتبس ولا ايديولوجيو النظام ولا الخلايا- الخاءنة النائمة، ممن تربوا – يوما- على حمل السلاح والضرب بالكابوس…من أبناء سوس! نعم، هكذا يتم التحضير و الابتذال و التطبيع و التمييع، “جالية”، قالوا !!!.

وإن تقلد بعض اليهود اامغاربة مناصب حكومية في إسرائيل، فاغلبهم من الصف الثاني، ذهبوا فقراء من البلاد، فلاحين صغار وحرفيين، وبقوا هناك على فقرهم وتهميشهم، فكريا واقتصاديا وسياسيا، على حد موقف تبناه وعانى من اجله الفقيد ابراهام السرفاتي على عهده، على أن يبقوا في مغربهم وأن لا يهاجروه إلى اسراءيل، وعلى هذا المنوال كان راي الاستاذ والادبب اليهودي المغربي ادمون عمران المالح ونشاطية الرفيق سيون اسيدون المعهودة….

كما أن أغلب اليهود بإسرائيل، ومن هم من ذوي الكفاءات العلمية العليا، ممن يهاجرون اليوم بالمئات فلسطين المحتلة تحت ضربات المقاومة الباسلة، يفظلوا بلاد الغرب المتطور، حيث الحرية مكفولة.

لا شك في انهم/ الشهاينة، فوق كل شيء، ممن تلطخت بيدهم دماء الإبادة الجماعية المقيتة، يحملون دليلهم على اعناقهم، ليجدوا “قانون حمل السلاح” للدفاع عن النفس قد اجازه البرلمان المغربي، يو ما!، وتلزمهم المحاكمات العادلة، في دولة عصرية، عادلة، تحترم حقوق الانسان، وتربط الحكم الذاتي بالديموقراطية، والدبلوماسبة بالقوة، والانتقال من التدبير الى المبادرة في الداخل والخارج ( خطاب الملك الاخير، أكتوبر 2024)، اكان في الصحراء أو داخل الوطن، او في المرافق الدولية، لقطع الطريق على خصوم المغرب ( بالجزاءر، بوليزاريو، اضف فرنسا/ انظر بنود اكس ليبان …)، وعلى ملاحظات لجنة المينورسو المكرورة، ….وليس الترحيب بالخدمة المجانية….والكسكس والسخينة والشمس والجنسية….لمن وجب إسقاط حق الجنسية الأولى فيهم، المغربية، بالذات والصفات… !!

والحال ان تدبير قضيتنا الأولى في المغرب، الصحراء المغرببة، لا يلزم ان يضبب الرؤية عليها أحد او جهة متشهينة. وهو ما قصده الخطاب الأخير لرئيس الدولة، اذ لم يشر بنبس لأي صراع في المنطقة أو الشرق الاوسط او العالم، خاصة أن التدببر- المبادرة في حقل ملفوف بالغام الصراعات الدولية و دساءس الدبلوماسية الغربية ومكث عهود اسراءيل والغرب والعالم عملة جارية هذه الايام…ودائما… !

ثم إن منطقة الصحراء شاسعة وأي اختيار لخوض الحرب او الرد -مرة مرة- على مناوشات الخصوم اختيار صعب، غدا مستحيلا حتما منذ الثمانينات من القرن الماضي ، لأن الإنتصار في اي مبارزة لا يتطلب الشجاعة والأقدام، فقط.

وهو ما سبق وأن اظهره العسكر المغربي في مناوشات كثيرة بالصحراء المغربية، وقبل ذلك في حروب محددة، كحرب الرمال/ 1963، مثلا، ايام عز ونخوة الدفاع المغربي، ومدرسة العسكر المغربية المتميزة/ هرمومو، والتي قبض فيها الجنود المغاربة البواسل على نخبة/ ضباط/جنود طيران مصر ، ليحلق بهم الملك الحسن الثاني – بنفسه- إلى مصر، و ليفاجىء ويفرح بهم الرءيس عبد الناصر بكرم المغرب الطاءي..، ولربما سيفسد ذلك على المغاربة فرحتهم بالانتصار !!!؟

يبقى اختيار الحرب على الجانب، وأن كان هو الحاسم، لما يتطلبه من مدرسة تقنو- علمية للتكوين الحربي، تجعل بلادنا مهابة من طرف الاصدقاء قبل الخصوم والأعداء…، ليس عبر استيراد آليات لم يصنعها او يطورها المغرب، وانما توفير ميزانية وازنة للدفاع الوطني، ونسج تحالفات دولية منسجمة، لا تتخفى وراء قوى متاكلة، لا ولم يعد التعويل عليها، وفق قانون موازين القوة المتغيرة، تعزيزا ل”وطنية مواطنة خلدونبة معاصرة”، إذ ما حك جلدك مثل ظفرك ! !

والحال ان تلك الميزانية عرفت انخفاضا مهولا، بنسبة 30%، بداية التقويم الهيكلي لبلادنا مطلع الثمانينيات، وهو اختيار سياسي، ينضاف لما سبقه، منذ “الاستقلال اامنقوص”، وفي ذلك درس لا ينسى، لما سيجعله يؤثر على السيادة الوطنية للمغرب، على هيبته ووزنه في المنطقة والعالم، وقد يفتح الباب لتحالفات سياسية وعسكرية مهزوزة ومشبوهة، كما هو الشأن مع اسراءبل، وقوى الغرب عموما!

يكفي التذكير ايضا بأحداث الدار البيضاء سنة 1981، مباشرة بعد تطبيق مخطط التقويم الهيكلي، من الأثر المباشر على القوة الشرائية لأغلب المغاربة، وعلى التشغيل والصحة والتعليم، خصوصا، وكان ذلك على اثر احتجاج سكان المدينة التاريخي على غلاء المعيشة، نشىء عنها شهداء، سماهم وزير الداخلية البصري، انذاك، ب”شهداء كوميرا”!!

والتذكير، ايضا، الموقف البطولي للفقيد عبد الرحبم بوعببد، السياسي الاتحادي المحنك، الذي رفض ان يتبنى المغرب اختيار الاستفتاء،مرورا بتقرير اامصير، رأى فيه خطرا على سيادة المغرب، لا يقبله المنطق و لا التاريخ، واشتهر بمقولته الماثورة انذاك من أمام القاضي: “السجن احب الي مما يدعوني اليه”، فكان له: نفيه إلى ميسور…!

لا نعتبر ذلك اختيارا واقعيا- سياسيا، ففي ءلك تبرير مردود عليه، بل اختيار لطغمة حاكمة مسيطرة منذ الاستقلال السياسي ببلادنا، على الاقل، الى اليوم. تتابع الأزمات المالية والاختيار النيوليبرالي و طببعة النظام السياسي الحاكم ، بأبعاد “الجمهور- الغوغاء” والأحزاب من ملفها السيادي، … هي الأمور ، او بعضها، على الارجح، التي ستجعل تدبير شأن الصحراء المغربية صعبا وهشا و “فوضويا” بالتدريج…

لعل اختيار “الحل التالث” اليوم حل وسط، يحفظ ماء الوجه للطرفين، بما هو ليس اخضاع كامل لسكان الصحراء ولا استقلال تام لهم، وفي ما هم يبقوا تحت سيادة بلدهم، المغرب، يكون هذا الاخير اختار أن يكون مكرها لا بطلا..!، وقد سبق له أن استحق مغربية صحراءه! في ظروف احسن، واعون من الان، في ما سبق، وتحت مظلة الأمم المتحدة، اصلا!.

لا ميزانية كافية، والمدبونية كتيرة وخانقة ولا تدبير تشاركي اجتماعي وجهوي للموضوع و…..ظرفية دولية مارقة و خطيرة!

.يكفي التذكير باتفاقية مدريد بين اسبانيا والمغرب وموريتانيا، غداة “المسيرة الخضراء المظفرة” ، والقاضي بإعطاء تلث الصحراء، إلى حدود طرفاية، لهذه الاخيرة، والذي سرعان ما تخلت عنه سنة 1979 لصالح المغرب، مما جعل بلادنا أمام وضعية تحدي القدرة على تدبير وتسيبر طعم الإلحاق بالتراب الوطني. لا يكفي اخضاع جهات بكاملها، بالقوة، او القمع، او بهدلة حقوق الانسان، بل يلزم استمرارية القيادة والسيطرة والحكم فيها، القدرة على الحكامة الجيدة، كالجهوية الفعلية، والحكم الذاتي،….و الديموقراطية الحقيقية، الخ.!

بعض المراجع:

– خالد طحطح، الكتابة التاريخية، توبقال للنشر، المغرب، 2012،

– الخطاب الملكي بمناسبة لافتتاح الدزرة الاولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التسريعية 11، البرلمان، اكتوبر، 2024،

– -عبد الدين حمروش، أهل الميت/ الشهيد صبروا والعزاية كفروا، تدوينة “الشهاينة المغاربة”، 2024،

– عبد الله العروي، استبانة، المركز الثقافي للكتاب، المغرب- لبنان، 2016.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى