ماذا يمكن أن يقدم صحفي مغربي زار إسرائيل؟

إدريس عدار
إسرائيل حاليا منطقة عسكرية من شمالها إلى جنوبها يعني ممنوع القيام بأي خدمة صحفية، وبالتالي السؤال: ما الذي يمكن أن يقوم به صحفي تحت عنوان “الموضوعية” وأنه غير معني بصراع بعيد عنه؟ لنفترض أن قلبك من الحجر ولم يهزك مقتل 50 ألف فلسطيني و100 ألف جريح ما هو نوع العمل الإعلامي الذي ستقدم لقرائك ومشاهديك؟
لا أعتقد أن القضية ستخرج عن موضوع الدعاية..حتى المراسل الحربي غير موجود. إسرائيل لا تريد صحافة قصد التغطية على خسائرها. إذن ماذا ستقدم للقارئ والمشاهد غير صورة تريد إسرائيل تقديمها للعالم؟
في بداية هذه الحرب المفروضة على الفلسطينيين واللبنانيين، والتي اختار فيها الصهيوني أسلوب الجبناء، أي القتل لا القتال، وهو مهزوم في القتال، أجرى موقع مغربي حوارا مع نتن ياهو، رئيس وزراء “الكيان المؤقت”، بدعوى البحث عن الخبر والمعلومة الجديدة، وهي شغل الصحفي الذي لا يهمه خيارات الحرب والمتحاربين، وقلت حينها: ما هو الجديد في الحوار؟ كانت الحرب في أسبوعها الأول، وكان القارئ يريد أن يعرف: متى تتوقف الحرب أو هل ستستمر؟ وهل هناك مفاوضات أم توسيع للحرب؟
لكن الحوار قال فيه نتن ياهو ما كان يقوله في وسائل الإعلام الصهيونية – في العالم- لهذا اعتبرت الحوار مجرد بروباغندا الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين. اليوم تمتلك إسرائيل ترسانة إعلامية كبيرة وتواطؤ كبير من المؤسسات الإعلامية عبر العالم.
أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، في بيان توصلنا به، أن الإعلام الغربي السائد يعاني من انهيار حاد في أخلاقياته المهنية، نتيجة التحيز السافر لصالح دولة الاحتلال خاصة في تغطية حرب الابادة الاسرائيلية في غزة وجرائم الحرب التي ترتكبها في القدس وباقي انحاء الضفة الفلسطينية المحتلة.
وأوضح دلياني أن هذا التحيز ليس مجرد انحراف عابر، بل هو جزء من تواطؤ منهجي يسعى لتزييف الحقائق وتشويه الرواية الفلسطينية، في محاولة لتهميش المعاناة الفلسطينية الناتجة عن جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق شعبنا. لكن إسرائيل تريد الإعلام الذي يشتغل في الجغرافيا المحسوبة على الانتماء للقضية.
في دورته المنعقدة السبت الماضي بالمحمدية أكد المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية “الالتزام الدائم والمبدئي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في دعم زميلاتنا وزملائنا الصحفيين الفلسطينيين وفي الانتصار لحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وحقه في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
كما اعتبر المجلس الوطني الفيدرالي أن وضع الصحافيات والصحافيين في الجنوب اللبناني مقلق جدا بعد استسهال استهداف الصحافة والإعلام بالجنوب اللبناني من قبل السلطات الإسرائيلية في ظل تواطؤ سياسي كبير من قبل القوى العالمية. ودعا المجلس الوطني الفدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية فروع النقابة إلى تنظيم فعاليات تضامنية مع الشعبين بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نونبر 2024” .