أخبار وطنية

المرصد الأوروبي المغربي للهجرة يوصي بالدفاع الحر والمستقل على قضايا المغرب العامة ومصالحه العليا وأمنه واستقراره

 إيمانا منهم بالوحدة  الترابية وبالحق التاريخي والشرعي  للأقاليم الصحراوية للمملكة،  وسعيا منهم الى تقديم الشكر والإمتنان لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إحتفالا بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء. وبدعوة هذه المرة من بعض الأطر والمفكرين بالمهجر، وبمساهمة مجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية، نظم المرصد الأوروبي المغربي للهجرة وبتنسيق مع جمعيات مدنية أوروبية متعددة وبتعاون مع عدة منابر إعلامية وطنية يوم 14 نونبر 2024  مائدة فكرية مستديرة، بالمقر المركزي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط، حول ما جاء في  خطاب 6 نونبر 2024 السامي من نقط أساسية بخصوص قضية وحدتنا الترابية وكذا تضافر جهود الجميع، وبالروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته.

حضر هذا اللقاء  مجموعة من المفكرين والباحثين الإعلاميين وأساتذة جامعيين ومسؤولين أكادميين سواء من أوروبا أومن الوطن الحبيب المغرب، والذين ساهموا بمداخلتهم القيمة حول الموضوع، حيث وجهوا فيها جميعا رسالة شكر وإعتزار بالعناية السامية التي يوليها جلالة الملك حفظه الله لأفراد الجالية المغربية بالخارج، كما ركزوا فيها على الخطاب الملكي الأخير،6 نونبر 2024، ومضامينه ودلالته المتعلقة بإحداث التحول الجديد، في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج، وذلك من خلال قرار إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بها، بما يضمن عدم تداخل الاختصاصات وتشتت الفاعلين. كما أشاروا في لقائهم إلى كيفية انطلاق وتفعيل القرارات التي جاء بها الخطاب السامي والقائم  على المواطنة الصادقة والمشاركة الديمقراطية والتنموية لمغاربة العالم.

السيد علي زبير رئيس المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، الذي تحدث خلال هذه المائدة الفكرية عن الخطوط العريضة المتعلقة بتطورات قضية الوحدة الترابية في سياقها الدولي والاقليمي والوطني ثم عن المسارالمغربي للاصلاحات الحقوقية والديمقراطية والتنموية بالبلد، أضاف موضحا موقع وأدوار جمعيات وفعاليات مغاربة العالم في؛ الدفاع على الوحدة الترابية والقضايا الحيوية للمغرب؛ التعريف بقضايا ومصالح  المواطنات و المواطنين المغاربة بدول الإقامة، وتاطير وتنظيم الدفاع عنها ومعالجتها؛ تنمية ثقافة الهوية المغربية والاندماج والعيش المشترك والوسطية في الشأن الديني داخل صفوف الجالية  المغربية؛ توسيع وتعزيز التعاون المغربي الاوروبي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعرفي.

اللقاء كان مناسبة لتوسيع وتعزيز الحوار بين كل المتدخلين من فعاليات وجمعيات مغاربة العالم الاجتماعية والسياسية  والثقافية والإعلامية والتشاور حول عدد من قضايا ومشاكل الجالية المغربية وشروط ومسؤوليات معالجتها وتتبعها، وفي نفس السياق أكد الأستاذ  السيد جمال بوسيف رئيس جمعية ستراسبورغ Pluriel  أن عبقرية مغاربة العالم، المتسلحة بقيم السلم والسلام وإحترام حقوق الإنسان، ساهمت في تراجع الإهتمام بالمخططات الجزائرية في المحافل الدولية وتراجع دول كثيرة بالإعتراف بالجمهورية المزعومة وتجنبها الدخول في “متاهات” هي في غنا عنها. وفي كلمة السيد أمحمد الشكلاطي عضو حركة الوسيط للجالية بإسبانيا تحدث مع الحضور الكريم مؤكدا أن إنخراط مغاربة العالم في  الدفاع عن القضية الوطنية الأولى هو قيمة إضافية ومحورية، كما حث على أن تعمل الجهات المعنية على إدماج الأجيال الحاضرة والمستقبلية من أبناء الجالية  في تنمية البلد وخاصة المستثمرين منهم.

كما جاء في مضمون كلمة الأستاذ عبد الكريم بلكندوزالباحث الأكاديمي في مجال الهجرة، تفصيلا مهما لأسس التمثيلية السياسية للجالية في مجلس المستشارين، والعمل على خلق نقاش وطني يقترح من خلاله المغاربة المقيمين بالخارج كيفية تنظيم مجلس الجالية، و جاء في كلمة الأستاذة زينبة بن حمو عن رابطة الأورو مغربية لطب المسنين وأمراض الشيخوخة،  أن خطاب جلالة الملك كان هو الحسم الأخير والقرار النهائي بخصوص تضارب الأراء والمواقف بين الفاعلين السياسيين والحقوقيين والمدنيين بخصوص ملف الجالية المغربية بالخارج. وفي كلمته عن دور مغاربة العالم في عجلة الأقتصاد الوطني تحدث السيد يونس معمر عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة عن التحويلات المالية المهمة والمساهمات النوعية في دعم الإقتصاد الوطني، حجم تحويلاتهم المالية سنويا والتي تساهم في تخفيض مؤشر الفقر، مجموع ودائعهم بالبنوك الوطنية والتي تساهم في التوازنات المالية للمملكة.

 

ومن جهة أخرى أوضح الدكتور محمد عبادي مستشار سابق في الحكومة الفرنسية وفي مكتب وزير سابق بحكومة السيد سعد الدين العثماني، على أن تجربة مجلس الجالية هي تجربة فريدة من نوعها ويجب إعادة هيكلتها داخل إطار ديمقراطي جديد وشفاف، كما استحضر أهمية النخب والكفاءات المتوفرة لدى الجالية من أجل المساهمة مع إخوانهم بالداخل في تنمية البلد. كما اوضح السيد مولاي حفيظ حميدي رئيس جمعية Maroc en marche ترقب الحكومة من خلال الدعوة التي وجهها إليها جلالة الملك بخصوص العمل على هيكلة الإطار المؤسساتي للجالية المتمثل في إعادة تشكيل مجلس الجالية، والتفكير في المؤسسة المحمدية بالخارج. كما تطرق الأستاذ أحمد العسالي إلى دور الثقافة و الإعلام في تكوين ذاكرة حية تدافع عن وحدته الترابية خارج مجاله الترابي عبر الوسائط الثقافية و الإعلامية الحديثة و البديلة، كما عبرت الاستاذة  الباحثة ماجدة دفايلي على أن خطاب جلالة الملك ليوم 6 نونبر 2024 يعتبر قرار لابد من الأخذ به لضمان تحقيق العدالة الإجتماعية للجالية ، وفي نفس السياق أضاف عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية السيد محسن سعد أن الخطاب لا يتطلب معجزات بل إرادة سياسية قوية وفريقا مخلصا لوطنه ولملكه. السيد إبراهيم عثمون رئيس المجلس الوطني لكفاءات مغاربة العالم عبر عن رأيه قائلا يعتبر مبدأ تضافر الجهود الذي جاء في الخطاب السامي بمثابة خارطة طريق من اجل دخ دماء جديدة داخل مجلس الجالية  وإخراج المؤسسة المحمدية إلى الوجود. وفي الأخير تطرق السيد القنصل العام السابق عبد الكامل دينية عن دور الدبلوماسية الموازية و حضور الجالية لنصرة قضية الوطن الكبرى.

وقد أكد جميع مدبري هذا اللقاء، سواء من حضرو أو ممن لم تُتح لهم ظروف عملهم بدول الإقامة الحضورلإغناء هذا النقاش المهم بالعاصمة الرباط، على أنه سيتم فتح نقاش أعمق من داخل دول الإقامة يتعلق بدور مغاربة العالم في خدمة القضية الوطنية والسعي لإنجاحها من جهة، وتنزيل الرؤية الملكية الجديدة في تدبير ملف الجالية من جهة أخرى.

وفي سياق أخر، ومما يزيد الحدث أهمية ودلالة، إن إهتمام جلالة الملك نصره الله وعمله على إحداث تحول جديد في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج، يعد إرتباطا قويا بين هذه الفئة العريضة من المغاربة بالمهجر والعرش العلوي المجيد. كما يبرهن هذا التحول السامي الجديد على ثقة جلالة الملك نصره الله في نزاهة وإخلاص مغاربة العالم وإحترامهم لكل مبادئ التعايش السلمي وقيم حقوق الإنسان، الذي يبرهن للعالم كله، على أننا دولة خارج دائرة الخطر الذي يضرب دول المنطقة من حولنا. فالمغاربة يدركون أكثر من أي وقت مضى،  مدى تشبتهم بالعرش العلوي المجيد، وقيمة الاستقرار والأمن بينهم.

إنها إذن ذكرى مجيدة، ذكرى 49 للمسيرة الخضراء، ذكرى وحدث يعكس نضج القضية الوطنية بين صفوف الجالية، ذكرى تؤكد أن مغاربة العالم لايدخرون جهدا في نصرة قضيتهم الاولى جنبا إلى جنب مع إخوانهم المغاربة  في الوطن الحبيب.  وفي الأخير وبعد تدارس كل النقط المدرجة في موضوع اللقاء، خلص الجميع إلى إصدار التوصيات التالية:

  • رفع برقية الشكر والولاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله
  • تقوية وتطوير المشاركة لمغاربة العالم في السياسات والقرارات العمومية  وتاهيل القدرات الاقتراحية والترافعية؛ 
  • الدفاع الحر والمستقل على قضايا المغرب العامة ومصالحه العليا وأمنه واستقراره؛
  • اعداد دعامات علمية وإعلامية وثقافية وفنية بالمهجر حول قضايا المغرب ووحدته وتاريخه وهويته؛
  • تثمين كفاءات وقدرات مغاربة العالم وتوسيع وتطوير مساهمتهم في مسار التنمية والديمقراطية بالمملكة؛
  • خلق حوار ونقاش جاد بين صفوف مغاربة العالم بخصوص التدبير الجديد الخاص بملفهم؛
  • توسيع وتعزيز التواصل والتعاون والشراكة بين مؤسسات الدولة ومغاربة العالم؛
  • العمل على تقديم الدعم السياسي للجالية وخلق المنافسة الشريفة داخل مؤسساتها من أجل خدمة مصالحها؛
  • العمل على تطوير سياسة ونهج قائمان على رؤية ملكية من أجل تدبير ملف الجالية؛
  • خلق جسور التواصل والحوار مع أطر وكفاءات وممثلي جمعيات مغاربة العالم؛
  • تم وبالإجماع، تشكيل لجنة تتبع منبثقة من اللقاء سيتم الإعلان عنها فيما بعد، هدفها العمل بهذه التوصيات وتبليغها إلى من يهمهم الأمر.

الرباط في 22 نونبر 2024

عن المرصد الأوروبي المغربي للهجرة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى