ثقافة و فن

الجامعة السينمائية بالجديدة.. دورة إدريس اشويكة:

لم يكن اعتباطيا إطلاق إسم إدريس اشويكة على الدورة 13 للجامعة السينمائية المقامة بالجديدة من 10 إلى 13 دجنبر 2024.. لماذا؟

ببساطة لأن الأستاذ إدريس اشويكة مثقف سينمائي راكم، منذ سبعينيات القرن الماضي، تجربة معتبرة في مجالات عدة لها علاقة بالسينما وأدبياتها. فقد تربى هذا السينفيلي الكبير، المزداد سنة 1953 بمدينة قلعة السراغة، القريبة من مراكش، في أحضان حركة الأندية السينمائية إبان عصرها الذهبي، حيث كان عضوا نشيطا داخل أندية العاصمة الإقتصادية وتحمل مسؤولية البرمجة والعلاقات الخارجية من 1981 إلى 1990 داخل المكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) وساهم في تنظيم مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة من 1983 إلى 1994. ولعل تمكنه من اللغة الفرنسية وتكوينه الجامعي الرصين بكلية الحقوق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، التي حصل منها على إجازة في العلوم الإقتصادية سنة 1980 بالموازاة مع تدريسه لمادة الرياضيات بالتعليم الثانوي من 1974 إلى 1990، كان لهما دور كبير في صقل تجربته الجمعوية وانفتاحه على أدبيات السينما وروائع الأفلام والروايات العالمية واستفادته من تكوين في التقنيات السينمائية بمختبرات واستوديوهات باريس (موسم 1985- 1986)، الشيء الذي سيؤهله فيما بعد للإنخراط في عوالم الصحافة السينمائية والثقافية، من خلال إدارته لنشر المجلة الثقافية “فيزيون مكزين” (1989- 1994)، التي كانت السينما تحتل فيها مكانة معتبرة، وإخراجه لمجموعة من الوصلات الإشهارية والبرامج التلفزيونية الإخبارية والثقافية والترفيهية من قبيل “زوايا” (برنامج سينمائي نصف شهري قدمت منه 155 حلقة مدة كل منها 52 دقيقة ابتداء من ماي 1994) و”عالم السينما” (165 حلقة) و”الكاميرا الخفية” (لفائدة القناة المغربية الأولى) وإدارته للبرمجة بالمركب السينمائي الدوليز بالدار البيضاء وإخراجه للدورة 35 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش سنة 1999 وإدارته الفنية لها…

 لم يتوقف طموح إدريس اشويكة عند هذا الحد بل ساهم كغيره من المبدعين العصاميين، خريجي حركة الأندية السينمائية بالمغرب كسعد الشرايبي ومحمد الشريف الطريبق وعبد الإله الجوهري وغيرهم، في إغناء الفيلموغرافيا المغربية بكتابته وإخراجه للأفلام السينمائية الروائية والوثائقية الطويلة التالية: “مبروك” (1999)، “لعبة الحب” (2007)، “فينك أليام؟” (2010)، “العربي اليعقوبي: حب الفن والحياة” (2015- وثائقي)، “فداء” (2015)، “طحالب” (2024). كما أخرج مجموعة من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة هي تباعا: “صمت الليل” (1996)، “زارع الريح” (1997)، “ضد التيار” (1999)، “شادية” (2000)،  “قصر السوق” (2001)، “مادو” (2002)، “الطيور على أشكالها تقع” (2003)، “علام الخيل” (2005)، “ثلاث بنات” (2011).. وبعض المسرحيات: “ليلة رأس العام” (1997/1998)، “حياة فنان.. مع عمي إدريس” (2013)، “حياة زوجين” (2014)،  “شكون حنا؟” (2015/2016)، “باك صاحبي” (2017)، “سوق النسا” (2019)، “احتفالية الصعلوك” (2021)، “لعبة الزواج” (2023).. والأعمال الوثائقية (سلسلة “نساء.. جسدا وروحا”)…  وظل حاضرا على امتداد عقود بكتاباته الصحافية وخرجاته الإعلامية، ولو بشكل متقطع، وبملاحظاته ونقاشاته واقتراحاته في إطار الغرف المهنية التي اضطلع بمهام داخل مكاتبها المسيرة (الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام، الإتحاد الوطني لتنمية الصناعة السينمائية والسمعي البصري…). كما شارك في تأسيس جمعيات وتنظيم تظاهرات فنية وسينمائية، لعل آخرها هو مهرجان السينما والأدب بآسفي، وترأس بعض لجن تحكيم مسابقات الأفلام أو شارك في عضويتها بمختلف المهرجانات السينمائية المغربية وأصدر مؤخرا كتابا بعنوان “نظرة ما حول السينما” (2024).

إبنه فاضل اشويكة يعتبر حاليا من بين أهم مديري التصوير السينمائي بالمغرب وإبن إخيه الدكتور محمد اشويكة يعتبر من أنشط النقاد والباحثين حضورا في المهرجانات ومجالات السينما والصورة عموما كتابة وتأليفا وتنشيطا تلفزيونيا وغير ذلك. وبهذا يحق لنا الحديث عن أسرة اشويكة السينمائية إلى جانب أسر سينمائية مغربية أخرى.

أحمد سيجلماسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى