ثقافة و فن

الأرضية الثقافية لندوة” الأبعاد السيكولوجية في السينما المغربية”للدورة 13للجامعة السينمائية بالجديدة

الجامعة السينمائية الدورة 13 من 10 إلى 13 دجنبر 2024 بمدينة الجديدة .
ندوة الأبعاد السيكولوجية في السينما المغربية
بمشاركة المخرج سعد الشرايبي والناقدين نورالدين بوخصيبي و مبارك حسني ومن تسيير الإعلامي شفيق الزكاري.
فيما يلي الأرضية الثقافية للندوة التي أعدها نورالدين بوخصيبي:
يكشف تاريخ السينما العالمية عن روابط وثيقة بين الأعمال السينمائية و الظواهر النفسية. يفسر هذا الارتباط بقوة الحضور السيكولوجي الغني و المتعدد في الأشرطة السينمائية بمختلف أجناسها كما هو الشأن في أفلام الرعب و الأفلام البوليسية و الأفلام الرومانسية.. و حتى الأشرطة التي قد تبدو بعيدة كل البعد عن هذا المستوى السيكولوجي المباشر، يكشف التحليل أنها بدورها وثيقة الصلة بالمستوى السيكولوجي من زوايا أخرى قد تكون خفية، لكنها مع ذلك حاضرة بأشكال مختلفة.
و على سبيل المثال لا الحصر، نشير هنا، باختصار شديد، إلى بعض الجوانب من هذا الارتباط بين السينما و الظواهر النفسية، جوانب تترجم الحضور القوي للأبعاد السيكولوجية في السينما.
ذلك أن الفن السابع يعتبر رافدا فنيا جماليا أساسيا من روافد الاستكشاف السيكولوجي للذات الانسانية، من خلال ما يقوم به من دراسة للسلوك الإنساني، و كذلك من خلال رصد مجموعة من التصدعات و الانحرافات و الأمراض النفسية و العقلية و الصدمات و غيرها..
كما أن العمق السيكولوجي يظل حاضرا بقوة في السينما على المستوى الإبداعي نفسه، من خلال بناء الشخصيات الفيلمية، و كذلك من خلال التأثير الوجداني على المتلقي، فضلا عن حضور الأبعاد النفسية على مستوى الكتابة السينمائية نفسها من خلال تصوير السينمائيين للأحلام و الرغبات و النزوات و الصدمات و غيرها، كما في أفلام هتشكوك و برغمان و وودي ألن على سبيل المثال.
في هذا السياق ارتأينا أن نخصص هذه الندوة، ضمن فعاليات الجامعة السينمائية في دورتها الحالية، لهذا الموضوع البالغ الأهمية، الذي يهم الجانب الإبداعي في الفن السابع، مع التركيز على السينما المغربية من خلال طرح و مناقشة مجموعة من الأسئلة من قبيل:
كيف تعاملت السينما الوطنية مع مختلف المستويات السيكولوجية للشخصية المغربية؟ و إلى أي حد استطاعت هذه السينما أن تقدم مقاربة متطورة لهذا الإشكال الصعب من خلال ما رصدته كاميرا السينمائيين المغاربة من شخصيات ذات أبعاد سيكولوجية معقدة، و من خلال تصوير ظواهر نفسية متعددة كالأحلام و الرغبات المكبوتة و الأمراض النفسية و الصدمات؟ و إلى أي حد تمكن السينمائيون المغاربة كذلك من تطوير منظور سينمائي متقدم في التعامل مع الجوانب النفسية للإنسان المغربي في ارتباطها بخصوصية المجتمع المغربي، و كذلك بالثقافة المغربية بوصفها ثقافة عريقة تقوم على التعدد و التنوع و الاختلاف؟
هذه الأسئلة و غيرها كثير ستكون موضوعا للبحث و التحليل و المناقشة خلال هذه الندوة العلمية حول الأبعاد السيكولوجية في السينما المغربية، بمساهمة عدد من الباحثين و المهتمين بالشأن السينمائي ببلادنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى