“دار سعيدة” تحتفي بذكرى صاحبة “تذكروني بفرح”الشهيدة سعيدة لمنبهي

محمد جرو/مراكش/تنوير
سعيدة المَنَبْهِي رأت النور بحي شعبي ،رياض الزيتون عام 1952 ، في مراكش استشهدت بعد اضرابها عن الطعام في 11 ديسمبر عام 1977، في الدار البيضاء كانت شاعرة مغربية وناشطة في المنظمة الماركسية الثورية إلى الأمام…
في ثانوية أبي العباس السبتي مراكش، ستنال سعيدة المنبهي سنة 1971 شهادة البكالوريا، لتسافر بعد ذلك إلى العاصمة الرباط، لتتم دراستها الجامعية، ثم ستحصل بعد ذلك على إجازة في الدراسات الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس. لم تتأخر كثيرا حتى التحقت بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بذات المدينة، فأصبحت أستاذة بالسلك الأول، تدرس اللغة الفرنسية بإعدادية الخوارزمي في الرباط.
كانت سعيدة المنبهي ناشطة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم التحقت بالاتحاد المغربي للشغل، ليستقر بها شغفها النضالي في الأخير، بمنظمة “إلى الأمام”.
سعيدة المنبهي كانت واحدة بمعية ثلاث مناضلات بالمنظمة، “اختطفن” يوم 16 يناير 1976، وتمت قيادتهن إلى درب مولاي الشريف، ثم مكثن هناك لثلاثة أشهر حسب بعض الشهادات، تعرضن خلالها لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ثم نقلن بعد ذلك إلى السجن المدني بالدار البيضاء.
حُكم على سعيدة المنبهي بخمس سنوات حبسا نافذة بتهمة الضلوع في أنشطة معادية للدولة، إضافة إلى سنتين بتهمة الإساءة للقضاء الجالس. أثناء محاكمتها،لم تتوانى في إدانة الوضع المأساوي للمرأة في المغرب،وحق المغاربة في تقرير مصيرهم السياسي والاقتصادي والثقافي،تعتبر اقدم شهيدة خاضت اضرابا عن الطعام ،احتجاجا على الأوضاع المزرية بالسجن وخارجها لمدة36 يوما استشهدت بعده يوم 11 دجنبر 1977.
أسرة المنبهي لم تقدم مناضلا واحدا وحسب، فسعيدة هي أخت عبد العزيز المنبهي، الذي كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد مؤتمره لسنة 1972،هذا الأخير كان أول من أقر في الاتحاد بأن القضية الفلسطينية هي “قضية وطنية”، اختطف سنة بعد ذلك وعذب وسجن، وبعد أربع سنوات أفرج عنه وغادر المغرب ولم يعد إليه إلا سنة 1994.
وفي هذا الإطار ستنظم “دار سعيدة”حفلا بهذه المناسبة من خلال دعوة المناضلين وكل من يهمهم تاريخ وذاكرة المغرب للحضور لأن “الذاكرة مسؤولية، والنضال إرث مشترك” و دار سعيدة فضاء للذاكرة و نقل القيم.
*دعوة “دار سعيدة”وهي مقهى أدبي ومركز للدراسات يحمل اسم الشهيدة بمراكش ،انحز ليبقى اسم سعيدة محفورا في الذاكرة
تتشرف دار سعيدة بدعوتكم لإحياء ذكرى الشهيدة سعيدة المنبهي يوم السبت 14 دجنبر 2024، ابتداءً من الساعة الرابعة مساءً، لإحياء ذكرى شهيدة حقوق الإنسان، سعيدة المنبهي، في حدث يخلّد مسيرتها النضالية ويجدد الالتزام بقيمها.
لكي نعيش مع شهادات حيّة من أجيال مختلفة من معتقلي الرأي، شهادات تسلط الضوء على النضالات من أجل الكرامة، العدالة والحرية.
و لكي نعيش مع صاحبة “تذكروني بفرح” سيتخلل النشاط فقرة موسيقية خاصة تضفي أجواءً مميزة على هذا الحدث السنوي.
كونوا معنا في دار سعيدة، حيث الماضي يلهم الحاضر، والقيم تتجدد.
الذاكرة مسؤولية، والنضال إرث مشترك و دار سعيدة فضاء للذاكرة و نقل القيم.
مرحبًا بالجميع!
*بعض من أشعار حفرت بأنامل الشهيدة بالسجن:سائق السيارة فقد توازنه إثر اصطدامه بشاحنة ليجد نفسه فوق الرصيف متجها صوب المحلبة.
شرحت لك
يا صغيرتي
ـ ليس كما شرحت لك ذلك المعلمة ـ
إنهم لا يضعون في السجن اللصوص فقط
إنهم يسجنون أيضا الذين يرفضون
الرشوة
السرقة والعهارة
أولئك الذين يصرخون
كي تصبح الأرض
لمن يحرثونها”.