ثقافة و فن

الكتابة التاريخية من التوصيف إلى التأويل موضوع لقاء د. محمد حبيدة بالمدرسة العليا للتربية والتكوين ببرشيد

متابعة – عبد الكريم رتابي

عرفت المدرسة العليا للتربية والتكوين ببرشيد لقاء تواصليا مع المفكر الأكاديمي محمد حبيدة استاذ التعليم العالي بكلية الاداب و العلوم الانسانية جامعة ابن طفيل القنيطرة يوم الخميس 19 دجنبر 2024 زوالا حضره طلبة المدرسة وأساتذة مهتمون.

اللقاء من تنظيم شعبة التربية واللغات والعلوم الاجتماعية والإنسانية وفريق البحث في التربية والعلوم النفسية والاجتماعية والبيئية بالمدرسة العليا للتربية والتكوين ببرشيد جامعة الحسن الأول- سطات .
يندرج هذا اللقاء ضمن سلسلة محاضرات: تجارب وخبرات أكاديمية في البحث التاريخي والجغرافي، والتي حظيت بحضور متميز جمع بين ثلة من الباحثين في الحقل التاريخي وأساتذة باحثين في اللغات والعلوم النفسية والاجتماعية والبيئية وفئة عريضة من الطلبة.

  موضوع اللقاء حول  الكتابة التاريخية من التوصيف إلى التأويل  تمحورت مداخلة الدكتور محمد حبيدة حول التجربة الأوربية في مجال الكتابة التاريخية بين مدرستين :1 المدرسة الوضعية -2 ومدرسة الحوليات .

       إن الكتابة التاريخية منذ العهود الأولى كانت تعمل على تخليص التاريخ من اللاتاريخ.   وهنا يستحضر المحاضر (هيرودوت) حين سعى إلى تخليص التاريخ من الأساطير. في  أوربا (القرون الوسطى) سيعود التاريخ إلى اللاتاريخ بعدما صادرت الكنيسة كتابة الفكر  التاريخي .

في هذه الفترة صار التاريخ مرتبطا بتعاقب الرسل.

     في عصر الأنوار تم تحرير التاريخ من قبضة رجال الدين.وكانت العقلانية هي أساس البحث التاريخي.وصار التاريخ هو تعاقب الإرادات البشرية.

     في القرن 19 استقلت العلوم تدريجيا وظهرت التخصصات العلمية.ولأول مرة سيظهر التاريخ كمجال ابستمولوجي مستقل.ومع المدرسة الألمانية كان لا بد من الاستناد إلى الوثائق.وكان رائد هذا التوجه (ليونار فون رانكه) الذي اشتهر بمقولته (نحن لا نكتب التاريخ  بدون وثائق ) .في هذه الفترة دار جدال غني بين الفيلسوف (هيغل) و(رانكه).فالتاريخ عند هيغل ينطلق من العام إلى الخاص .أما رانكه فيرى (أن التاريخ موجود لذاته وجودا  موضوعيا ولا يحتاج إلى أحكام أو استخلاص للعبر…)  لعل المدرسة الألمانية بقطبيها (هيغل – رانكه) تركت أثرا كبيرا في الكتابة التاريخية الأوربية.نقل الفرنسيون تجربة المجلات المتخصصة(الحوليات).فالمدرسة (الوضعانية)

رأت أن التاريخ يكتب من الوثائق.إنه تاريخ وضعي.فلا شيء في نظرها يعوض الوثائق .  ( لا تاريخ بدون وثائق ).    عند نهاية (ق19) جاء دوركايم من علم الاجتماع ليقول (إن التاريخ ليس علما. وان العلم الحقيقي هو علم الاجتماع).فالتاريخ عنده يصف ولا يفسر الظواهر والأحداث.

      مدرسة (الحوليات ) أترث في فرنسا كتيار فكري جديد في البحث التاريخي.وهذا (مارك بلوك) يقول (على المؤرخ أن يعتمد في بحثه على مفاهيم علم الاجتماع). ثم أضاف (انه لا تاريخ بدون أسئلة).

       في سبعينيات القرن الماضي دخل المؤرخون الفرنسيون (مدرسة الحوليات )في  تفسير الظواهر التاريخية اعتمادا على الثقافة والأنتروبلوجيا .إن أهمية (مدرسة الحوليات ) في فرنسا اعتمدت على التجديد والتفسير والتأويل.(فعلم الاجتماع هو بنزين البحث التاريخي) وإذا كان التاريخ يتحدث عن الموتى فإن علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الاقتصاد يتحدث عن الأحياء .

   وختم الدكتور محمد حبيدة محاضرته بقولة مشهورة ( التاريخ قصة حقيقية تروى).

 

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى