توزيع جوائز المهرجان الوطني للكتاب الشباب
الحمراوي: المبادرة ترمي إلى تمكين الشباب من أدوات الإبداع والمعرفة

برحو بوزياني
اختتمت يوم 20 دجنبر بفاس فعاليات المهرجان الوطني للكتاب الشباب، الذي يعد منصة وطنية لاستعراض المواهب الأدبية الواعدة وتشجيع الشباب المغربي على الانخراط في مجالات الكتابة والإبداع.
وعلى امتداد الأيام الثلاثة، شكل المهرجان حاضنة للأعمال الأدبية الفتيّة، حيث استعرض المشاركون نصوصهم أمام لجان تحكيم مختصة، وجمهورٍ مهتم بالشأن الثقافي.
وفي ختام الفعاليات، تم الإعلان عن نتائج المسابقة الأدبية التي خصصت لاختيار أفضل الأعمال المشاركة، إذ حلت رواية “من أجموس إلى أنجلس” للكاتب الشاب زهير بوعزاوي، عن المديرية الجهوية بني ملال-خنيفرة، في الرتبة الأولى، بفضل قوة سردها وعمق مضامينها. وحصلت رواية “نصوص من زجاج” للكاتبة ليلى الخمليشي، ممثلةً للجهة الرباط-سلا-القنيطرة، على الرتبة الثانية، لتميز أسلوبها اللغوي وجرأتها في معالجة مواضيع فلسفية واجتماعية. أما المركز الثالث، فكان من نصيب الشاعر آدم المزيري عن ديوانه “ديوان العقل”، ممثلا للمديرية الجهوية طنجة-تطوان-الحسيمة، لتماسك نصوصه الشعرية وعمق أبعادها الفكرية.
ولم تقتصر نتائج المسابقة على المراكز الثلاثة الأولى فحسب، بل شملت تصنيفات أخرى في الرواية والقصة والشعر والمقال، نالت فيها مجموعة من النصوص تنويها خاصا من لجنة التحكيم. وقد أشارت اللجنة إلى أن مستوى الأعمال المقدمة يعكس رغبة جدية لدى الشباب في إثبات حضورهم الأدبي، ويبرز اهتماما متصاعدا بالكتابة وسيلةٍ للتعبير عن الواقع واستشراف المستقبل.
وفي كلمة له بمناسبة اختتام فعاليات المهرجان، أكد إسماعيل الحمراوي، المدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة فاس مكناس، استحضاره التوجيهات الملكية، التي ما فتئت تؤكد على ضرورة تمكين الشباب وتأهيله، باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية البشرية والمحور الرئيس لأي نهضة تنموية.
وأوضح الحمراوي أن تنظيم هذا المهرجان الوطني للكتاب الشباب يأتي انسجاما مع توجهات وزارة الثقافة والشباب والتواصل – قطاع الشباب، التي ترمي إلى تمكين الشباب من أدوات الإبداع والمعرفة، ودمجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية عبر مبادرات ثقافية وفنية متميزة.
وانطلقت فعاليات المهرجان عبر برنامجٍ متنوع، جمع بين ندوات فكرية سمحت بمناقشة قضايا أدبية ومستجدات عالم النشر، وورشات تكوينية ركّزت على تطوير مهارات الكتابة في الأجناس الأدبية المختلفة، من شعرٍ وقصةٍ وروايةٍ ومقالات أدبية. وأفسحت هذه الورشات المجال أمام الشباب المشارك للقاء أدباء مرموقين، والاستفادة من تجاربهم ونصائحهم القيّمة، مما أفضى إلى حوارٍ حيوي وتبادلٍ مثمر للآراء والأفكار بين أجيالٍ مختلفة.
يشار إلى أن تنظيم هذا الحدث، تم تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، وبمشاركة مكثفة من كتاب شباب ينتمون إلى مختلف جهات المملكة، في خطوةٍ ترمي إلى ترسيخ قيم الابتكار الأدبي الشبابي، وتعزيز دور الكتابة في تكوين شخصية الأجيال الصاعدة.